(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) البقرة
ومثله في المشروط في كفارة صيد المحرم:
(وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ (95) المائدة.
الهمزة التاسعة: همزة المَلَؤُا
كتبت همزة الملأ في أربعة مواضع على الوصل والاستمرار فقط، وفي بقية المواضع كتبت على الوقف والقطع.
(قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلَؤا إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) النمل.
(قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلَؤا أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) النمل.
(قَالَ يَاأَيُّهَا المَلَؤا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) النمل.
في المواضع الثلاثة السابقة كان فيها اللجوء إلى ملأ عاملين وفاعلين، لا استغناء لملوكهم عنهم؛ فكتبت فيها الهمزة على الوصل والاستمرار، لا على الوقف والانقطاع.
أما لجوء ملك مصر للملأ في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُءْياي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ (43)
يوسف؛ فقد كان لجوء فيه تخيير، وهو شاك في قدرتهم، ولم يكن العرض عليهم ليحكموا عليها.
أما في قوله تعالى: (فَقَالَ الْمَلَؤا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) المؤمنون. فهؤلاء الملأ يريدون بقاء الأفضلية لهم في قومهم واستمرارها، وعدم تفضل نوح عليه السلام عليهم.
وغير ذلك فإن الملأ ينظرون إلى أنبيائهم نظرات دونية متنوعة،
فمنها عدم تميزهم عليهم في الأكل والشرب؛ (وَقَالَ الْمَلأُ ... مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) المؤمنون.
وضعف أتباعهم وعدم تفضلهم عليهم؛
(فَقَالَ الْمَلأُ .. وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) هود
وتكذيبهم، وتهديدهم، وتوعدهم بالإخراج من أرضهم؛ (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ و ... َ (88) الأعراف
واتهامهم بالضلال؛ (قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) الأعراف.
وبالسفاهة؛ (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (66) الأعراف.
وبالسحر؛ (قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) الأعراف
والتحريض عليهم؛ (وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ (127) الأعراف
والتنفير منهم وصد قومهم عنهم؛ (وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنْ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (90) الأعراف
والطلب من أتباعهم الثبات على كفرهم؛ (وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) ص
هكذا تنوعت أساليبهم في جعل أقوامهم يقفون في عداء أنبيائهم، والكفر بهم، والابتعاد عنهم، وقطع الصلة بهم، ولم يكن للملأ حكم على أقوامهم يلزمهم بما يرونه؛ لذلك كتبت الهمزة على الوقف والانقطاع، وليس على الوصل والاستمرار.
القسم الثاني
وفيه تسعة أفعال كتبت همزاتها على الوصل لا الوقف
الهمزة الأولى: همزة يُنَبَّؤُا
كتب الفعل ينبأ مرة على أصل الوصل والاستمرار؛
في قوله تعالى: (يُنَبَّؤُا الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) القيامة.
ومرة على الوقف والسكون والانقطاع؛
في قوله تعالى: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) النجم.
¥