تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة"

إلى أن قال:

"فهنا إنما أراد الكفر المخالف للإيمان، كما نص عليه في الحديث، وكما سيأتي تفسيره إن شاء الله تعالى، وأما تأويله بكفر النعمة فساقط في جميع هذه المواضع، ولذلك لم ينقل هذا عن السلف "

ثم قال في نفس السياق:

" لكن الكفر الوارد في الصلاة هو الكفر الأعظم لوجوه:

أحدها أن الكفر المطلق هو الكفر الأعظم المخرج عن الملة ...

الرابع: أن قوله: " ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة " وقوله:

" كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة " لا يجوز أن يراد به إلا الكفر الأعظم ...

السابع: أنه بين أن الصلاة هي العهد الذي بيننا وبين الكفار، وهم خارجون عن الملة ليسوا داخلين فيها، واقتضى ذلك أن من ترك هذا العهد فقد كفر، كما أن من أتى به فقد دخل في الدين ولا يكون هذا إلا في الكفر الخارج عن الملة " ا. هـ

وهذا الكلام منه في غاية الصراحة.

وقال أيضا في المجموع (22/ 48) بعد أن ذكر صورة من صور الترك التي يكفر شيخ الإسلام أصحابها:

"وهذا كافر باتفاق المسلمين كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا، ودلت عليه النصوص الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم: " ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة " رواه مسلم

وقوله: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" وقول عبد الله بن شقيق: كان أصحاب محمد لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة ... " ا. هـ

وانظر المجموع (7/ 611 - 612) و (22/ 25)

فشيخ الإسلام يرى أن النصوص الواردة في كفر تارك الصلاة هي في الكفر الأكبر المخرج عن الملة، خلافا لمن حملها على الكفر الأصغر، وكلامه ظاهر جدا في هذا.

وعليه فشيخ الإسلام يقينا يرى بكفر تارك الصلاة، وسيأتي التفصيل في هذا عنه رحمه الله، وبيان الصور التي يحكم على أصحابها بذلك.

حكمه رحمه الله بإجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة:

لقد أيد شيخ الإسلام في كتابه " شرح العمدة " صحة الإجماع المحكي عن الصحابة، فعزز بهذا نقولات بعض الأئمة في حكاية هذا الإجماع، كالعلامة إسحاق بن راهويه وتلميذه محمد بن نصر المروزي.

وصحح بهذا ما حكاه جابر بن عبد الله عما كان مستقرا في عهدهم بشأن التارك، وما حكاه التابعي الكبير عبد الله بن شقيق عنهم أيضا، وكذا ما حكاه الحسن البصري.

وأيضا ما نقله العلامة ابن القيم عن أئمة الدين القائلين بكفر التارك، حيث نقل عنهم الإجماع في كتاب الصلاة.

وما نقله الإمام أيوب السختياني من نفي الخلاف في هذا إلى وقته.

في تأييده رحمه الله لكل هؤلاء قال في شرح العمدة (4/ 75): بعد استدلاله بالأحاديث المرفوعة على كفر تارك الصلاة كفرا أكبر قال:

" ولأن هذا إجماع الصحابة، قال عمر رضى الله عنه لما قيل له وقد خرج إلى الصلاة:

" نعم ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " وقصته في الصحيح وفى رواية عنه قال: " لا إسلام لمن لا يصل " رواه النجاد.

وهذا قاله بمحضر من الصحابة، وقال علي عليه السلام: " من لم يصل فهو كافر " رواه البخاري في تاريخه، وذكر ابن عبد البر مثله عن أبي الدرداء وابن عباس وجابر، وقال عبد الله بن مسعود " من ترك الصلاة فهو كافر" وفى رواية عنه في إضاعة الصلاة قال: " هو إضاعة مواقيتها ولو تركوها لكانوا كفارا " وقال أبو الدرداء: " لا إيمان لمن لا صلاة له ... " رواهما البخاري وهبة الله الطبري وغيرها.

ورأى حذيفة رجلا يصلى وهو لا يتم ركوعه ولا سجوده فقال لما قضى صلاته " ما صليت ولو مت، مت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدا صلى الله عليه وسلم " رواه البخاري

وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال له طبيب حين وقع في عينه الماء استلق سبع أيام لا تصل، قال ابن عباس: من ترك الصلاة كفر " رواه النجاد.

وقال عبد الله بن شقيق: " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة " رواه الترمذي، وقال الحسن بلغني: " أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: "بين العبد وبين أن يشرك فيكفر أن يترك الصلاة من غير عذر" رواه النجاد وهبه الله الطبري"ا. هـ

وهذا تصريح منه بالإجماع.

نقله عن جماهير السلف القول بكفر تارك الصلاة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير