تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 07 - 05, 11:52 ص]ـ

أخي الكريم ..

الأشاعرة الآن فريقان فريق اتبع سبيل التأويل وآخر اتبع سبيل التفويض، وكلا الفريقين لانجتمع معهم في هذا، أما المأولة فيقولون -على سبيل المثال- اليد القوة أو النعمة أوالقدرة .. على سبيل المجاز وليست يداً حقيقية، ويقطعون بأن هذا المعنى هو المراد بالنصوص، أما أهل السنة فيعتقدون أنها صفة ذاتية لها حقيقة تليق بالباريء سبحانه وتعالى وإن جهلنا كنهها. بينما يرى المفوضة منهم أن اليد شيء أثبته الله لنفسه لانعلم ما هو، كما قالوا في الاستواء فعل فعله الله فوق العرش سماه استواء لاندري ماهو، فهم يسلبون الألفاظ التي خاطبنا بها الشارع وبين أنها عربية مبينة معانيها العربية المبينة.

والذي يجمع المأولة والمفوضة هو نفي معنى اليد الذي يثبته أهل السنة، ثم يدعون أن سبب النفي لزوم إثبات الجوارح والأعضاء أو القول بالتجزئة أو التعضية أو التركيب، ونحو ذلك من الألفاظ المحدثة التي يؤول مرادهم منها إلى نفي الصفة التي أخبر الله بها فأثبتها أهل السنة وإن لم يتخيلوا كيف هي.

والحاصل أن أهل السنة يرون أن تصديق الله في ما أخبر والإقرار به واعتقاده واجب، وأن تأويل كلامه تحريف في الحقيقة وإن كان قصد فاعله التنزيه، وأما التفويض فهو معارضة لإخبار الله عن كتابه أنه بين واضح وأنه جاء بلسان عربي مبين.

وفرق بين من يقول القدم صفة حقيقية ذاتية يراها المؤمنون يوم القيامة، يفعل الله بها ما شاء، وبين من يقول لا نعلم ما هي أو يؤولها ثم يريد أن يلزمنا عند القول بالمعنى الحقيقي بلوازم لاتثبت في حق الخالق سبحانه وتعالى وإن ثبتت في حق بعض الخلق.

فنحن قد أثبتنا صفة عرفنا معناها الكلي بالإضافة إلى معرفتنا بشيء مما أضافه الله تعالى لها وأخبرنا به، وأثبتنا أن لها حقيقة تليق بجلاله وجماله وإن لم نتصور كيفها، لانقطاع سبل معرفة الكيف الثلاثة؛ عدم الرؤية وعدم الإخبار به و عدم رؤية مثيل، وهذه الثلاثة انتفت عن كافة الغيبيات فجهلنا كيفياتها جميعاً. وهؤلاء ينفون ما نثبته ويقولن بغيره إما مجازاً أو توقفاً وتفويضاً.

فالخلاف معهم حقيقي مؤثر في ما يعتقده العبد في ربه جل جلاله وفي ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، مما يجب اعتقاده.

ـ[مصطفاوي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 08:43 ص]ـ

يا أخي نحن - فيما أفهم - لم نثبت شيء من الصفات التي تشبه في معانيها أعضاء البشر (كاليد والقدم والساق - والوجه - .. ) فقد قلتم أننا نثبت معني كلي مشترك لا وجود له إلا في الذهن وعندما سأل الأخ سيف 1 أن هذا المعني يوجد في أذهاننا علي أنه جارحة لإنه إرتبط بها نتيجة لعدم رؤيتنا لها إلا في صورة جارحة ولا يقول أحد يد الباب ويد السيف فهذه معاني مجازية قطعا فإذا أثبتنا معني كلي مشترك لليد علي أنها ليست جارحة فأين هذا المعني في الذهن؟ إننا بهذا نكون أثبتنا معني لا يمكننا تصوره وهل تستطيع أن تتصور معني لليد ليس بجارحة؟ وأما الجزء الثاني من المعني المثبت للصفة فهو كما نقول عنه أنه كما يليق يجلاله وكماله وهذا أيضا لا نعرفه ولا نعرف إلا ما ذكر منه في كتاب أو سنة من أن وجه الله له نور وسبحات .. الخ

ألا تعد نتيجة هذا أننا أثبتنا ما أثبته القرأن وفوضنا المعني اللذي هو في مثل هذه الصفات عين الكيف؟

فكلنا يعلم معني اليد ولكن كلنا يجهل معني اليد المنسوبة لله

فما أدين لله به أني أثبت لله يدا حقيقة هي صفة لذاته أعلم منها ما ذكره الله في كتابه وسنة نبيه من أن الله

خلق بها أدم وأنه يقبض بها وكتب بها التوراه ... الخ غير أني أفوض معني هذه الصفة -الذي هو في نظري عين الكيف- فلا أدرك من معني هذه الصفة إذا نسب إلي الله إلا ما ذكره الله وذكره رسوله وكما قالوا معرفة الشيء فرع عن تصوره وإن كان لا يوجد تصور لما هو مغيب عنا فلا معرفة لنا به إلا بالخبر الصادق

والله لقد أطلت البحث والتدبر في الأمر وهذا ما هداني الله إليه فالتفويض الذي أعنيه ليس معناه أن الصفات كالطلاسم ولكن معناه ما ذكرت أرجو من الإخوة التفاعل والنقاش معي وجزاكم الله خيرا

ـ[مصطفاوي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:10 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير