تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكعبة اخي الكريم تشير اليها حقيقة لأنك تشير الى الجهة التي فيها الكعبة وانت عندما تصلى الى الكعبة فأنت تجتهد قدر المستطاع في معرفة الاتجاه الذي فيه الكعبة وليس بالضرورة أن تكون على خط لو وصلته الى الكعبة لكان في منتصف الحائط بالضبط لا يحيد عنه!

وليس ضروريا أن يكون ما تفعله مع الكعبة هو عين ما تفعله في الرؤية او رفع اليدين في الدعاء او الاشارة.

انتبه الان لما سيأتي بارك الله فيك:

1 - المقصد أنك تصلى حيث .. توجد الكعبة وانت في ذهنك أن الكعبة في تلك الجهة بغض النظر عن أنت مواجه لها تماما أم لا. فالكعبة في جهة أنت تقصدها في كل الاحوال وإلا لصليت كل مرة عشوائيا أو صليت الى فوق وتحت الخ وأصبحت الكعبة مجرد صورة في ذهنك لا تقصدها في الخارج.

بل أحيانا حين لا تعرف اتجاه الكعبة متيقنا ربما تصلى في اتجاه ربع دورة عن اتجاه الكعبة لكنك تصلي الى الكعبة في كل الاحوال. لان الذي - في نفسك - هو حيث الكعبة. هذا ليس معناه أن لا تبحث عن جهة القبلة وتصلي الى أي مكان وتقول طالما انا أصلي فأنا أصلي حقيقة الى الكعبة. لا ادري هل الفرق واضح أم لا. المهم المسألة عملية وقلبية معا. لا قلبية فقط.

2 - فالذي يرفع يديه الى السماء إنما يريد الله سبحانه وتعالى. فمثلا عندما يسأل شحاتٌ بصيرٌ أو أعمى رجلا غنيا (أمامه) فإنه يمد يديه الى حيث يرى او يظن مكان الغني لا يمد يديه الى الخلف أو تحته او فوقه. النقطة هنا أنه يمد يديه حيث يقصد الذي يرغب منه.

ولله المثل الاعلى. فمن يرفع يديه الى السماء فهو يمد يديه قاصدا العلو. والله سبحانه وتعالى في العلو المطلق فوق كل شئ. فوق السماوات وفوق العرش وفوق كل الخلق جميعا. والله سبحانه استوى على عرشه لا على أرضه أو تحت عرشه فنستحضر أنه فوق العرش و (فوق كل خلقه) حين نرفع أيدينا ندعوه.

فليس هناك إلا خالق و مخلوق. والخالق فوق المخلوق حتما. وعلو المخلوقات ينتهي الى حيث العرش. و الله سبحانه فوق عرشه بكل أنواع الفوقيات المعنوية و الذاتية.

فإن استشكلت - واظنك تفعل -:

1 - فاخبرني عن معنى الرحمن على العرش استوى. (*)

2 - واخبرني لماذا ترفع يديك الى السماء عندما تناجي الله تعالى داعيا اياه. (*)

(*) --- وذلك في إطار الصفات المعنوية و الذاتية ---

فالمقصد من ضربي لمثال الكعبة و الكرة الارضية والخطوط هو من باب التقريب. وكلامك عن مجازية الكعبة كلام أراه بعيدا لأن الحقيقة هنا هو انك تصلى في الاتجاه الذي فيه الكعبة والحقيقة ليست بحفر نفق الى الكعبة لكي يكون هناك خطا مستقيما!!!

هذا هو الواقع = وهو الذي يقع حقيقة = انك تصلى الى الكعبة ومن الذي قال أن الصلاة الى الكعبة لكي تكون حقيقة يجب أن تكون في خط مستقيم؟ رغما عن كروية الارض وإلا اعتبرت مجازا؟

الواقع الذي تعيشه الان وانت تصلى الى الكعبة هو الحقيقة. ولو حفرت نفقا لكي تكون في خط مستقيم فهو في تلك اللحظة أيضا حقيقة = لكنك - لست انت بالذات! - تكون قد تنطعت في الدين وهلكت هذا اذا استطعت ان تفعل نظريا!!

هذا مع العلم اننا عندما نمد أيدينا (إلى) الله سبحانه وتعالى (لا إلى صفاته) فإننا نقصد العلو و نستحضر ذلك لكن لا نتخيل الذات ولا نستطيع أن نفعل ذلك كما في الكعبة لاننا نعرفها -رؤيةً- وذلك بحكم ان ذات الله تعالى غيب بالنسبة لنا ونتعبد بالقدر المشترك الذي تكلم شخصكم عنه سابقا فلا نمثل أن الخالق كالكعبة نقطة فوق العرش ولا نقول أننا كالكرة الصغيرة داخل الكرة الكبيرة = في ذات الخالق (سبحانه وتعالى) كما يفتري الاشعري الاسمري القبوري الكذاب صاحب المعرف (فرحات التدلاوي)!

وكما أنك لا يشترط لك أن تثقب الارض لكي تصلي الى الكعبة حقيقة كذلك لا يشترط لك أن تثقب الارض أو أي كوكب آخر انت عليه لكي تمد يداك الى حيث فوق العرش حيث العلو المطلق -باعتبار ان العرش سقف المخلوقات- لكي تدعو حقيقة. مع العلم أن هناك نصوصا اخرى عن وضع السموات على اصبع والارضين على اصبع و القبض الخ.

عموما الفارق بين الصلاة الى المخلوق (الكعبة) ورفع اليدين الى الخالق فارق كبير وكان الغرض التقريب كما ذكرنا مرارا.

فقد قال تعالى:

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر: 67]

وفي النهاية لا يوجد الا خالق ومخلوق بائن ونرفع ايدينا اليه هو - ذاته - لا إلى صفاته المعنوية كعلمه مثلا- و الرحمن على العرش استوى وءآمنتم من في السماء و حديث الجارية.

هذا ما عندي ولله المثل الاعلى والخوض في اكثر من ذلك خوض في غيب وكلام بدون علم وتكلف لسنا مطالبين برؤية الله تعالى جهرة حتى نعبده وإنما نتعبد بالنصوص كما فهمها العرب - وجواريهم! - لا المتكلمون.

ومن عنده تصويب فليفعل ومن معه علم فليأت به نستفيد.

== ملحق ==

لقد وجدت في النقاش كلاما عن المكان. فربما ترغب في الاطلاع على هذين المقالين:

هل لله تعالى مكان؟ ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/08/blog-post_22.html)

وهذا قد يفيد لكنني لم أتأمله جيدا في ما سبق لانشغالي وكان فيه سقط.

مسألة عن نسبة الباري إلى العلو من جميع الجهات المخلوقة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/06/blog-post_30.html)

هذا والله اعلم وسبحانك اللهم بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير