وهذا هو معنى قول الحافظ الزبيدي رضي الله عنه في الإتحاف الجزء الثاني الفصل الثاني "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمرام بهم الأشاعرة والماتريدية".
والأقول الأخرى التي ذكرتُها عن الحفاظ السنيين تؤيد هذا الكلام. وهو كلام واضح صريح لا حاجة لتأويله.
ثانيًا: قولك " وأما الأشاعرة فعنهدهم مخالفات عقدية متعددة خالفوا بها الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.".
أقول: إذا خالف بعض الأفراد شريعة الله فليس معناه أن الأشاعرة بجملتهم مخالفون. وبالطبع لا إثبات على هذا الكلام، أي أن الأشاعرة كلهم مخالفون لكتاب الله تعالى، وكيف يكون جميعهم مخالفين وقد ثبت بأقوال الحفاظ التي ذكرناها (ويوجد غيرها) أن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة.
ثالثًا: قولك " وأما ما ذكره الكاتب من كون الحوالي أو دمشقية طعنا في أبي الحسن الأشعري فهذا غير صحيح ولايستطيع إثبات ذلك. "
أقول: طبعا أنا لا أجزم أن الحوالي ذم بالإمام الأشعري لكنني اعتمدت على قول أحد الكاتبين " بلغني عن أحد طلاب العلم أنَّ للشيخ أبي عبدالرحمن سفر الحوالي كتاباً مطوَّلاً عن الأشاعرة، ويحتاجُ هذا البلاغُ إلى وَصْل." لكنني لم أعتمد هذا سببًا لكتابة ردي وتوضيحي.
أما قولي عبد الرحمن دمشقية قد ذم الإمام الأشعري فاسمح لي فإنني ناقشته شخصيًا في منتداه بهذا الموضوع. وأيضًا لا يهمني إن صدقتم أم لا. إنما الهدف بيان من هو الإمام الأشعري إن ذم به هذين أم لا.
وليعلم أن كتاب الإبانة لا يعتمد عليه في الحكم على أبي الحسن الأشعري في في هذا الكتاب ما يخالف مواضع أخرى منه أو ما يخالف ما ذكره الإمام أبو الحسن في كتب أخرى. فلا شك أن هذا من الدس. وبعد ثبوت مدح الحفاظ هؤلاء له فكيف يكون هذا الكتاب الذي فيه دس معتمدًا؟!
وأخيرًا: أكتفي عند هذا القدر فإن قولك " وأما تاج الدين السبكي فليس بثقة في العقيدة وكذلك الزبيدي فكلامهما مردود عليهما. " فهو باطل مرود وهو تخوين لهؤلاء الحفاظ. معاذ الله أن يكون هذين الحافظين ليسا بثقة. يبدو أنك لم تطّلع يومًا على كتب التراجم المعروفة التي لم يذم أحد من مؤلفيها هذين الحافظين. فاتق الله. وإياك والذم بهما. والآن عرفتُ لم رددتَ هذا المدح والثناء في الإمام الأشعري.
بعد أن ذكرتُك بأن هذين الحافظين ثقة اتق الله في نفسك ولا تذم بالأشاعرة المتبعين لأهل السنة وإياك أن تذم الإمام الأشعري. وإلا فإنك متّبع للهوى، ومن تبِع الهوى هوى. وليس عندك أدنى دليل في نفي الثقة عن هذين الحافظين.
وعلى كلّ إليك مزيد أدلة في بيان وفضل الإمام الأشعري رضي الله عنه:
قال الحافظ ابن عساكر في كتابه الذي ألفه في الدفاع عن الشيخ أبي الحسن الأشعري مع ذكر مناقبه ومؤلفاته وثناء الأمة عليه، وقد أفرد قاضي القضاة الشيخ تاج الدين ابن الإمام قاضي القضاة تقي الدين السبكي فصلاً خاصًّا بذكر أكابر المنتسبين إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري وذلك أثناء ترجمته في كتابه طبقات الشافعية. وقد افتتح ترجمته بقوله:"شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري شيخ طريقة أهل السنة والجماعة وإمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين سعيًا يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين، إمام حبر وتقي برّ حمى جناب الشرع من الحديث المفترى وقام في نصرة ملة الإسلام فنصرها نصرًا مؤزرًا وما برح يدلج ويسير وينهض بساعد التشمير حتى نقَّى الصدور من الشُّبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ووقى بأنوار اليقين من الوقوع في ورطات ما التبس فلم يترك مقالاً لقائل وأزاح الأباطيل، والحقُّ يدفع تُرَّهاتِ الباطل" انتهى.
ولا شكّ أن الحافظ ابن عساكر وغيره أهل ثقة وهم أهل للحديث النبوي الشريف.
والحمد الله رب العالمين.
ـ[الطاهر عمر الطاهر]ــــــــ[23 - 10 - 05, 06:01 م]ـ
صدقت يا عبدالله
ـ[المستشار]ــــــــ[23 - 10 - 05, 08:37 م]ـ
مشرفنا الكريم: بدايات الأسطر لا تظهر هنا كما ينبغي، أرجو إصلاح الأمر لو تكرمتم رجاء. ولكم الشكر سلفًا.
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد:
ليكن كلامي بين سطورك ملونًا باللون الأحمر [المستشار]
إلى المشرف
أود التعليق على كلامك فيما يختص بالأشاعرة:
¥