تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولاً: قولك " أولا الأشاعرة ليسوا أهل السنة بالمعنى الخاص، بل أهل السنة هم من يتبع الكتاب والسنة على نهج الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. "

لما نقول الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة ليس معناه أنهم غير متبعين الكتاب والسنة أو على غير نهج الصحابة. فإنه لا شك فيه من لم يتبع القرءان أو السنة أو الصحابة كيف يكون مسلمًا؟!!

وهذا هو معنى قول الحافظ الزبيدي رضي الله عنه في الإتحاف الجزء الثاني الفصل الثاني "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمرام بهم الأشاعرة والماتريدية".

والأقول الأخرى التي ذكرتُها عن الحفاظ السنيين تؤيد هذا الكلام. وهو كلام واضح صريح لا حاجة لتأويله.

إذا أُطْلِق مصطلح ((أهل السنة)) فالمراد بهم من كان على عقيدة الصحابة الكرام والأئمة المهتدين أمثال مالك والشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم من أئمة الهدى، خاصة في أبواب الإيمان والصفات الإلهية، أما إطلاق (أهل السنة) على الأشاعرة والماتردية فقد اشتهر هذا على ألسنة جماعة من المتأخرين خاصة، أمثال السبكي وكذا الزبيدي، وكذلك السبكي رئيس الجمعية الشرعية بمصر سابقًا وحسن السقاف الأردني في كتابه عقيدة أهل السنة والجماعة، فالمراد لدى كل هؤلاء: الأشعرية والماتردية ومن نحى نحوهم، بخلاف أئمة الهدى والرشاد فأهل السنة عندهم هم أحمد والبخاري وأمثالهما من الأئمة الذين ساروا على نهج الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

وعلى المخالف أن يأتي لنا ولو بعشرة أمثلة من كلام الأئمة مالك والشافعي وأحمد والبخاري ونحوهم، تفيد خلاف ما ذكرناه هنا، أو تصرح بأن (الأشاعرة والماتردية) هم أهل السنة، فهل تقدر على هذا؟

في انتظار أمثلتك إن قدرتَ، وهيهات!

ثانيًا: قولك " وأما الأشاعرة فعنهدهم مخالفات عقدية متعددة خالفوا بها الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.".

أقول: إذا خالف بعض الأفراد شريعة الله فليس معناه أن الأشاعرة بجملتهم مخالفون. وبالطبع لا إثبات على هذا الكلام، أي أن الأشاعرة كلهم مخالفون لكتاب الله تعالى، وكيف يكون جميعهم مخالفين وقد ثبت بأقوال الحفاظ التي ذكرناها (ويوجد غيرها) أن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة.

بداية من ذكرتهم ومن ستذكرهم ليسوا من الحفاظ في شيءٍ، فلا السبكي ولا الزبيدي ولا غيرهم ممن يقال في حقِّه حافظ مقارنةً بمثل أحمد والبخاري، نعم يقال في السبكي ونحوه حافظ بالنسبة لأهل عصره أو من تلاه، لكن لا يقارن بأئمة الدين أحمد والبخاري وأمثالهما أبدًا، حتى تنصب خلافًا لا واقع له.

ثانيًا: الكلام على الأعم الأغلب، فلا يعني عدم مخالفة بعض الأشاعرة في شيءٍ أنهم قد صاروا بذلك من الموافقين في كل شيءٍ.

ثم رأس الأشاعرة والماتردية على الدوام تخالف وتناقض الحق، فلا عبرة بذيلها بعد ذلك؛ لأن الذيل تابعٌ لا متبوعٌ، ويوم القيامة يستوي فرعون الرأس مع جنوده (الذيل) فانتبه (على رأي بعضهم)!

ثالثًا: قولك " وأما ما ذكره الكاتب من كون الحوالي أو دمشقية طعنا في أبي الحسن الأشعري فهذا غير صحيح ولايستطيع إثبات ذلك. "

أقول: طبعا أنا لا أجزم أن الحوالي ذم بالإمام الأشعري لكنني اعتمدت على قول أحد الكاتبين " بلغني عن أحد طلاب العلم أنَّ للشيخ أبي عبدالرحمن سفر الحوالي كتاباً مطوَّلاً عن الأشاعرة، ويحتاجُ هذا البلاغُ إلى وَصْل." لكنني لم أعتمد هذا سببًا لكتابة ردي وتوضيحي.

أما قولي عبد الرحمن دمشقية قد ذم الإمام الأشعري فاسمح لي فإنني ناقشته شخصيًا في منتداه بهذا الموضوع. وأيضًا لا يهمني إن صدقتم أم لا. إنما الهدف بيان من هو الإمام الأشعري إن ذم به هذين أم لا.

بداية فرصة سانحة لأطلب رابط منتدى الشيخ دمشقية فأنا أريده من مدة.

ثم أعود إليك حيث لا أدري ما أصف به كلامك هنا، تأتي بكلامٍ ذكره صاحبه بلاغًا، ثم تبني عليه، ثم ترجع فتقول: (لم أعتمد هذا سببًا لكتابة ردي وتوضيحي) ثم تقول للمشرف: (وأيضًا لا يهمني إن صدقتم أم لا إنما الهدف بيان من هو الإمام الأشعري إن ذم به هذين أم لا).

ما هذا الخلط العجيب، هنا قضية (من هو الإمام الأشعري) من حقك الكلام حولها، لكنك ادعيتَ قضية أخرى هي (طعن هذين الشيخين في أبي الحسن) وهي التي يحققها معك المشرف الآن، فكيف خلطتَ بين القضيتين.

أخشى أن يكون روغانًا من الاعتراف بالخطإ في النقل، أو الفهم، أو نحو هذا من كاتبه.

وليعلم أن كتاب الإبانة لا يعتمد عليه في الحكم على أبي الحسن الأشعري في في هذا الكتاب ما يخالف مواضع أخرى منه أو ما يخالف ما ذكره الإمام أبو الحسن في كتب أخرى. فلا شك أن هذا من الدس. وبعد ثبوت مدح الحفاظ هؤلاء له فكيف يكون هذا الكتاب الذي فيه دس معتمدًا؟!

كلما أمسك عليكم ماسكٌ قلتم: مدسوس، ما هذا؟ تخليطات الغماري أصبحت مدسوسة، كما أن صواب أبي الحسن ورجوعه للحق أصبح مدسوسًا، بل الأعجب من ذلك عند الشعور بالإفلاس عندكم تضيفون لرصيد الأشاعرة أسماءً أخرى لم تؤمن يومًا بالأشعرية والماتردية، بل ربما كانت من أشد الناس حربًا على هؤلاء، كما هو الحال مع كثيرين، منهم ابن كثيرٍ رحمة الله عليه الذي افتريتم عليه وحاولتم أخذه لكم، كما حاول الصوفية أخذ ابن القيم رحمة الله عليه.

لا بأس، سأتجاوز عن هذا كله، وأسألك هنا سؤالاً صريحًا وموجزًا، وأرجو أن لا نخرج منه حتى تجيبني عليه بوضوح تام، وهو:

ما هي المواضع التي ترى أنها مدسوسة في كتاب (الإبانة)؟ ومن هو الذي دسها؟ ومتى؟ وأين؟ ومن الذي نَبَّه على هذا الدس من أكابر العلماء؟

هل ستقدر على الجواب؟ أم ستريحنا من عنائك، وتستجيب لنداء الحق وعقيدة أحمد والبخاري؟

في انتظار جوابك.

وأخيرًا: أكتفي عند هذا القدر

وأنا أيضًا أقف هنا، ولن أعرج على بقية كلامك هنا فلا طائل من ورائه فيما أرى سوى تسويد الصفحات. والله المستعان

والحمد الله رب العالمين.

والحمد لله رب العالمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير