تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وان احتج محتج بكلام الامام الذهبي في السير بأن الكتاب موضوع عليه! فليقر بأنه قال في نفس الجملة (ولعله قاله) .. أو ليقر باستدراك الحافظ ابن حجر عليه ونسبته الكتاب للامام أحمد .. وإلا فالتحقيق عن هذه المسألة يطول وليس هذا محلها ..

فكم لكم من كلام باهت عن كتب لكبار أئمتكم يثبت كذبكم ورجوع أئمتكم فتقولون موضوع عليه مثل ابانة الأشعري وتمهيد الباقلاني وغيرهما كثير ..

فلا عجب أن تقولوا الرد على الزنادقة والجهمية ليس لأحمد لأنه يرد على الجهمية رأسا وعليكم تبعا إذ مشرب التأويل واحد ومنهج التلقي العقلي ونبذ النصوص واحد أيضا ..

وهذا كلام آخر لشيخ الاسلام يقرر بصراحة نسبة هذا النص المذكور أعلاه للامام أحمد .. فقال في مجموع الفتاوى (5/ 313 - 314):

وقال أيضا [الامام أحمد] في أثناء كلامه: فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه في كل شيء من غير أن يكون مماسا للشيء ولا مباينا له فقلنا إذا كان غير مباين أليس هو مماسا؟ قال: لا. قلنا: فكيف يكون في شيء غير مماس له ولا مباين؟ فلم يحسن الجواب. فقال: بلا كيف. فخدع الجهال بهذه الكلمة وموه عليهم. وكذلك قال عبد العزيز المكي صاحب الشافعي صاحب " الحيدة " المشهورة في كتاب الرد على الزنادقة والجهمية قال: باب قول الجهمية في قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}. زعمت الجهمية أن قول الله: {الرحمن على العرش استوى} إنما المعنى استولى كقول العرب استوى فلان على مصر استوى على الشام يريد استولى عليها. اهـ

أما عن نقله لكلام الإمام عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكناني الملقب بالغول صاحب الحيدة، فقد نسبه إليه من كتاب له باسم الرد على الزنادقة والجهمية كتسمية كتاب الإمام أحمد، ولا ندري أين هذا الكتاب، ولكن كما ثبت نقله بيقين عن الإمام أحمد فلا يكون نقله عن الكناني إلا حقا كما هو المعهود عن شيخ الإسلام ..

وقد اتهمه بعض الحاقدين قديما بأنه وتلميذه ابن القيم افتريا على الإمام أبي بكر الباقلاني فنقلا من كتابه التمهيد [تمهيد الأوائل] نصا لم يجداه فيما طبعه الأستاذان المحققان، وقد اتبعا في هذا تحقيق الكوثري الجهمي الذي اتهم شيخ الاسلام وتلميذه بالكذب على الباقلاني .. ويشاء الله أن تطبع نسخة كاملة تبين صدق الإمامين وكذب المحققان وإمامهما الكوثري الحاقد .. والقصة معلومة ..

وأذكر صورة من صور أهل البدع عند نهايتهم وهي صورة أحمد بن أبي دُوَاد لتكون ذكرى لمن ابتدع بعدهم بدع التحيز والجهة فنفوا العلو والاستواء الحقيقي وقالوا بالاستيلاء ونفوا الكلام الحقيقي وأثبتوا الكلام النفسي والقرآن على قولهم مخلوق تماما كما قالت المعتزلة من قبل حذو القذة بالقذة ولكن يتحاشون من التصريح كما يقول صاحب الجوهرة أن لا يصرح بذلك الا في مقام التعليم ..

ذكر الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 402) عن الخلال بسنده الى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، قال: حضرت العيد مع أحمد بن حنبل، فإذا بقاص يقول: على ابن أبي دُوَاد اللعنة، وحشا الله قبره نارا. فقال أبو عبد الله: ما أنفعهم للعامة.

وقد كان ابن أبي دُوَاد ... قد شاخ ورمي بالفالج، وعاده عبد العزيز الكناني، وقال: لم آتك عائدا، بل لأحمد الله على أن سجنك في جلدك.

قال المغيرة بن محمد المهلبي: مات هو وولده محمد منكوبين، الولد أولا، ثم مات الاب في المحرم سنة أربعين ومئتين، ودفن بداره ببغداد.

قلت: صادره المتوكل، وأخذ منه ستة عشر ألف ألف درهم، وافتقر.

الى آخره من سير النبلاء.

وإن كان الأشاعرة غير مصدقين فليقرأوا كلام سبكيهم إذ قال في طبقات الشافعية الكبرى (2/ 41) ومثلها في تاريخ بغداد للخطيب (5/ 178):

ولما جلس المتوكل دخل عليه عبد العزيز بن يحيى الكنانى فقال يا أمير المؤمنين ما رؤى أعجب من أمر الواثق قتل أحمد بن نصر وكان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن.

قال فوجد المتوكل من ذلك وساءه ما سمعه فى أخيه إذ دخل عليه محمد بن عبد الملك الزيات (الوزير الجهمي مبتدع) فقال له يا ابن عبد الملك فى قلبى من قتل أحمد بن نصر فقال يا أمير المؤمنين أحرقنى الله بالنار إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير