وفي رواية: «من تعلَّق تميمةً، فقد أشْرَك».
ولابن أبي حاتم عن حذيفة رضي الله عنه: أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى، فقطعه، وتلا قوله تعالى: ?وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ? [يوسف: 106].
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع
(عشاء الاثنين 27/ 10 / 1413)
1 - لما ذكر المصنف التوحيد وبيّن حقيقته أراد أن يبين ما يناقض ويبطل هذا التوحيد فمن تمام التوحيد معرفة ما يناقضه وبدأ بذكر ما يناقض التوحيد من الشرك الأصغر كأنه أراد أن يبين أن الشرك الأصغر بريد الشرك الأكبر.
2 – قوله (من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما) أي من الشرك الأصغر.
3 - قول الله تعالى: ?قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ? وجه الدلالة من هذه الآية أن هذه المعبودات إذا كانت لا تنفع ولا تضر فمن الواجب أن تعبدوا من يملك النفع والضر وعليكم أن تكفروا بهذه المعبودات كلها لكونها لا تملك النفع والضر.
4 – قوله (وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ) الحديث سنده عند أحمد فيه مبارك بن فضالة وهو ضعيف ولكن تابعه أبو صالح الخزاز عند ابن حبان ومنصور بن المعتمر عند الطبراني فهو بمجموع طرقه يتقوى فالحديث جيد
والحسن سمع من عمران بن حصين بدليل أنه قال في المسند حدثني عمران بن حصين وقد نص جمع من أهل العلم أن الحسن سمع من عمران بن حصين رضي الله عنه.
5 – قوله (انْزِعْهَا, فَإِنّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاّ وَهْناً) لأنها ليست من الأسباب الجائزة الشرعية وليست من الأسباب المجربة أو المعروفة قدراً.
6 - قوله (فإنَّكَ لوْ مِتَّ وهي عليْك، ما أَفْلَحتَ أبداً) فيه شاهد لمن قال أن الشرك الأصغر لا يغفر لصاحبه إذا مات ولم يتب منه.
7 - قوله (وله عن عقبة بن عامر مرفوعاً: «من تعلَّق تميمةً، فلا أتمَّ الله له، ومن تعلَّق ودعة، فلا ودَع الله له») هذا الحديث رواه أحمد من طريق فيه رجل مستور الحال فهو حسن لغيره لما بعده.
8 – قوله (وفي رواية: «من تعلَّق تميمةً، فقد أشْرَك») رواه أحمد بسند صحيح، إذا ظن أن هذه التميمة لها المقدرة على دفع البلاء أو رفعه والسبب الأكبر فيه فهو شرك أكبر وأما إذا ظن أنها وسيلة وسبب فهو شرك أصغر.
9 - لا يجوز أن يجعل الشيء سبباً إلا إذا علمنا أنه يعلم نفعه ولم يأت دليل على منعه وهذا في الأسباب القدرية فشرطها العلم بنفعها والعلم بعدم المانع منها.
10 - قوله (ولابن أبي حاتم عن حذيفة رضي الله عنه: أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى، فقطعه، وتلا قوله تعالى: ?وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ? فيه الصحابة يستدلون بما نزل في الشرك الأكبر على الشرك الأصغر وهذا الأثر رواه ابن أبي حاتم عن عاصم الأحول عن عزرة وليس عن عروة هذا هو الأظهر والسند منقطع بين عزرة وحذيفة والسند بحاجة للمراجعة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 11:30 م]ـ
الباب الثامن - باب ما جاء في الرقى والتمائم
في الصحيح عن أَبي بَشِيرٍ الأَنْصَارِيّ رضي الله عنه، أَنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ. فَأَرْسَلَ رَسُولاً: «أَنْ لاَ يَبْقَيَنّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ, أَوْ قِلاَدَةٌ, إِلاّ قُطعَتْ».
وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنّ الرّقَى وَالتّمائمَ وَالتّوَلَةَ شِرْك». رواه أحمد وأبو داوود.
(التّمائم) شيء يعلق على الأولاد من العين؛ لكن إذا كان المعلق من القرآن, فرخص فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من المنهي عنه, منهم ابن مسعود t.
و (الرّقي): هي التي تسمى العزائم، وخَصَّ منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله rمن العين والحُمة.
و (التّوَلَةَ) شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته.
وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعاً: «مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ» رواه أحمد والترمذي.
¥