تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله: ?وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِِعِبَاَدِتِهمْ كَافِرِينَ? [الأحقاف:5 - 6].

وقوله: ?أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ? [النمل: 62].

روى الطبراني بإسناده: أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع عشر

(عشاء السبت 16/ 4 / 1414)

1 - قوله (من الشرك أن يستغيث بغير الله أو أن يدعو غيره) أي من الشرك الأكبر

2 - الاستغاثة الطلب مع شدة الحاجة أما الدعاء فيكون في حال الشدة وغيرها فالدعاء أعم من الاستغاثة. فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة والاستغاثة طلب الغوث كما أن الاستعانة طلب العون والاستنصار طلب النصر.

3 - قوله (أو أن يدعو غيره) يريد به دعاء المسألة لا دعاء العبادة لأن المشركين يزعمون أن العبادة هي مجرد الصلاة والصوم والحج من العبادات أما الدعاء فليس بعبادة عندهم فأراد المصنف هنا أن يثبت أن الدعاء عبادة وأن صرفه لغير الله شرك أكبر.

4 - دعاء العبادة والمسألة متلازمان فدعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة ودعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة فكل سائل عابد لله عز وجل بهذا الدعاء ومتقرب إليه.

5 - قوله تعالى ?أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ? هذا نص بأن إجابة المضطر حاصلة له ولكن قد تكون الإجابة بأن يعطى ما سأل أو يدفع عنه من الشر مثلها أو تدخر له في الآخرة، فالمضطر دعوته مجابة سواء كان مسلماً أو كافراً.

6 - قوله (روى الطبراني بإسناده: أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله»)

الحديث في المسند عن عبادة بن الصامت، والغالب في المنافقين أن أذيتهم تكون عن طريق القول فهم لا يستطيعون الإيذاء عن طريق الفعل

وهذا الحديث إن صح فإنه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنه لا يستغاث بي) مع جواز الاستغاثة والاستعانة بالحي الحاضر القادر

أ - أن هذا من باب مبالغته صلى الله عليه وسلم في تحقيق التوحيد

ب - الوجه الثاني: أن المراد بقوله (، إنما يستغاث بالله) أي الاستغاثة المطلقة والتامة وإلا فيجوز الاستغاثة بالمخلوق ولكنها استغاثة مقيدة بقدر استطاعته

ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 02:57 م]ـ

الباب الخامس عشر - باب قول الله تعالى?أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ? [الأعراف:191 - 192]

وقوله: ?وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إنْ تَدْعُوهُمْ لاً يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يَنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ? [فاطر:13]،

وفي الصحيح، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: شج النبي صلى الله عليه وسليم يَوْمَ أُحُدٍ، و كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، فقال: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجّوا نَبِيّهُمْ؟»، فنزلت: ?لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ? [آل عمران: 128].

وفيه: عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِذَا رفعَ رأسَه من الرّكوع منَ الرّكعةِ الآخِرةِ من الفجر يقول: اللهمّ العَنْ فلاناً وفلاناً وفلاناً, بعدَما يقول سمعَ اللّه لمن حَمِدَه ربّنا ولكَ الحمد. فأنزل الله: ?لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ? [آل عمران:128].

وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث ابن هشام، فنزلت: ?لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ? [آل عمران: 128]

وفيه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: ?وأنذِرْ عَشيرتَكَ الأقرَبين? [الشعراء: 214]، فقال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ (أو كلمة نحوها) اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ [مِنَ الله]. لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئَاً. يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئاً. يَا عَبّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ الله شَيْئاً. يَا صَفِيّةُ عَمّةَ رَسُولِ اللّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللّهِ شَيْئاً. يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ سَلِينِي بِمَا شِئْتِ. لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً».

& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس عشر

(عشاء الاثنين 18/ 4 / 1414)

1 - قوله (وفي الصحيح، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: شج النبي صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، و كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، فقال: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجّوا نَبِيّهُمْ؟»، فنزلت: ?لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ?) قوله في الصحيح: أي في صحيح البخاري معلقاً مجزوماً به عن ثابت البناني وحميد الطويل، وقد رواه مسلم.

2 - قوله تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) الأظهر أنها نزلت بعد غزوة أحد عندما كان رسول الله عليه وسلم يدعو في صلاة الفجر كما رواه مسلم، لا أنها نزلت في شأن ما جرى له صلى الله عليه وسلم في أحد، وأورد البخاري في رواية أنها نزلت في رعل وذكوان ولكن الصواب فيها ما أخرجه مسلم في سبب نزولها، وما ذكره البخاري فيها فالصحيح أنها مدرجة وأنها من بلاغات الزهري.

3 - قوله (وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث ابن هشام، فنزلت: ?لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ?) أخرجها البخاري معلقة مرسلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير