ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:24 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 06:40 م]ـ
الباب السادس عشر - باب قول الله تعالى:?حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ? [سبأ:23].
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خَضَعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، ينفذهم ذلك:?حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ? [سبأ:23]، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مئة كَذْبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء».
وعن النوّاس بن سِمعان (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلّم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة (أو قال: رعدة شديدة) خوفاً من الله عز وجل. فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعِقوا وخروا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء، سأله ملائكتُها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق، وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل»
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس عشر
(عشاء السبت 23/ 4 / 1414)
1 - قول الله تعالى:?حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ? الآية فيها إشارة إلى أنه لا يجوز أن يتخذ من دون الله معبوداً آخر غيره فالملائكة وهم أعظم المخلوقات يصيبهم الفزع والخوف حين يقضي الله عز وجل الأمر في السماء فغيرهم ممن هم دونهم من باب أولى أن لا يتخذوا معبودات لضعفهم وعجزهم.
2 - قوله (وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه) رواه البخاري عن ابن مسعود موقوفاً ورواه أبو داود بإسناد جيد
3 - قوله (كأنه سلسلة على صفوان) هذا فيه تشبيه لقوة الصوت لكلامه سبحانه وتعالى بأنه كأنه سلسلة على صفوان.
4 - قوله (فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها) السماء محروسة قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعد بعثته وكذلك بعد وفاته ولكنها بعد بعثته شدد في الحراسة كما ذكره شيخ الإسلام في الجواب الصحيح.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 06:49 م]ـ
الباب السابع عشر - باب الشفاعة
وقوله الله عز وجل: ?وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ? [الأنعام: 51]
وقوله: ?قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا? [الزمر:44].
وقوله: ?مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ? [البقرة:255].
وقوله: ?وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى? [النجم:26].
قوله: ?قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ? [سبإ:22 - 23].
قال أبو العباس رحمه الله تعالى: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عوناً لله، ولم يبق إلا الشفاعة، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال تعالى: ?وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى? [الأنبياء:28] , فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده -لا يبدأ بالشفاعة أولاً - ثم يقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع»
وقال له أبو هريرة: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه».
فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله.
وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع. ليكرمه وينال المقام المحمود.
فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك. ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. انتهى كلامه رحمه الله.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع عشر
(عشاء الاثنين 25/ 4 / 1414)
1 - أراد المصنف بهذا الباب بيان شيء من باطل المشركين وهو ما يتعلقون به من الشركيات
كالشفاعة المنفية.
2 - النذارة: هي الإعلام بأسباب المخافة للحذر منها.
3 - قوله تعالى (وقوله: ?قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا?) تقديم الجار والمجرور يدل على اختصاص الشفاعة بالله عز وجل. وحقيقة الشفاعة المثبتة أن عز وجل يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع.
¥