ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[29 - 01 - 06, 12:16 ص]ـ
الباب الثلاثون - باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
وقال الله تعالى ?وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ? [الواقعة:82].
وعن أبى مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَرْبَعٌ فِي أُمّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيّةِ لا يَتْرُكُونَهُنّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ, وَالطّعْنُ فِي الأَنْسَابِ, وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنّجُومِ, وَالنّيَاحَةُ»، وَقَالَ: «النّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا, تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ, وَدِرْعٌ مِنْ جَرَب». رواه مسلم.
ولهما عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه قال: صَلّى لنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ على إِثْرِ سمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللّيْلِ. فَلَمّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النّاسِ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبّكُمْ؟» قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ. فَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ, فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ. وَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا, فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ».
ولهما من حديث ابن عباس معناه، وفيه: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا. فأنزل الله هذه الآيات ?فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِن رَبِّ العَالمَيِنَ (80) أَفَبِهَذَا الحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ? [الواقعة:75 - 82].
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثلاثين
(عشاء السبت 14/ 6 / 1414)
1 - قوله (وقال الله تعالى ?وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ?) تكذيبهم هو نسبة هذا الرزق والغيث إلى النجوم وهذا ليس بشكر بل هو تكذيب.
2 - قوله (وَالطّعْنُ فِي الأَنْسَابِ) الطعن فيها إما بالتغيير لها كتغيير نسب فلان من قبيلة إلى قبيلة أو الطعن فيها بالتعيير والقدح والذم.
3 - قوله (وَالنّيَاحَةُ) النياحة كبيرة من كبائر الذنوب لأنها نوع من التسخط على قدر الله عز وجل.
4 - قوله (ولهما عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه) الحديث له شاهد من حديث أبي هريرة وابن عباس عند مسلم.
5 - قوله (. وَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا, فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ) لو قال إن الكوكب الفلاني هو الذي خلق المطر وأوجده فهذا كفر أكبر، وأن نسب المطر إلى الكوكب الفلاني بأن قال (مطرنا بالكوكب الفلاني) فهذا من باب الكفر في الألفاظ فهو شرك أصغر فلا يأتي بالباء السببية وإنما يقول في وقت كذا (في الوسمي مثلاً) فهذا لا شيء فيه.
6 - قوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (لا) قيل إنها نافية وقيل صلة وقيل إذا دخلت على أمر منفي فإنها تأتي لتأكيد المنفي وهذا هو الأظهر فيها.
7 - قوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) قيل المراد بها تنجيم القرآن وهو نزوله حسب الوقائع وقيل المراد به الكواكب وهذا لعله أظهر وأقرب لأن النجوم لا تذكر في القرآن إلا ويراد بها الكواكب
ومناسبة ذكر القرآن بعد النجوم لأن القرآن هداية من الضلال فهي هداية معنوية والنجوم هداية للناس في الطرق فهي هداية حسية كما ذكرها ابن القيم.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - 02 - 06, 12:23 ص]ـ
الباب الحادي والثلاثون - باب قول الله تعالى?وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ? [البقرة:165]
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله)
¥