ثم قررها بترجمة أخرى، فقال: باب قول الله تعالى: " إليْهِ يَصْعدُ الكَلِمُ الطّيِّبُ " سورة فاطر آية10. وقوله تعالى: " تَعْرجُ المَلائِكَةُ والرُّوح إليْهِ " سورة المعارج آية 4. ثم ساق في ذْلك أحاديث في إثبات صفة الفوقية.
ثم قال: باب قوله تعالى: " وجُوهٌ يَومئِذٍ نَاضِرةٌ إلى ربِّها نَاظرة " سورة القيامة آية 22. ثم ذكر الأحاديث الدالة على إثبات الرؤية في الآخرة.
ثم قال: باب ما جاء في قوله: " إن رحْمةَ اللَّهِ قَريبٌ منَ المُحْسنينَ " سورة الأعراف آية 56. ثم ذكر أحاديث في إثبات صفة الرحمة.
ثم قال: باب قول الله تعالى: " إنَ اللَهَ يُمْسِكُ السّمواتِ والأرْضَ أنْ تَزُولا " سورة فاطر آية 41. ثم ساق في هذا الباب حديث الخبر الذي فيه إن الله يمسك السموات على إصبع. الحديث.
ثم قال: باب ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرهما من الخلائق، وهو فعل الرب عز وجل وأمره، فالربُّ بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكوَّن.
وهذه الترجمة من أدلّ شيء على دّقة علمه ورسوخه في معرفة اللّه تعالى وأسمائه وصفاته. وهذه الترجمة فصل في مسألة الفعل والمفعول، وقيام الرب عز وجل به، وأنها غير مخلوقة، وأن المخلوق هو المنفصل عنه الكائن بفعله وأمره وتكوينه، فَفَصَلَ النزاع بهذه الترجمة أحسن فصل وأبينه وأوضحه، إذ فرق بين الفعل والمفعول، وما يقوم بالربِّ سبحانه، وما لا يقوم به، وبيّن أن أفعاله تعالى كصفاته داخلة في مسمى اسمه ليست منفصلة خارجة مكونة، بل بها يقع التكوين فجزاه اللّه سبحانه عن الإسلام والسنّة، بل جزاهما عنه أفضل الجزاء، وهذا الذي ذكره في هذه الترجمة هو قول أهل السنة وهو المأثور عن سلف الأمة، وصرّح به في كتاب خلق أفعال العباد، وجعله قول العلماء مطلقاً، ولم يذكر فيه نزاعاً إلا عن الجهمية. وذكره البغوي إجماعاً من أهل السنة، وصرح البخاري في هذه الترجمة بأن كلام اللّه تعالى غير مخلوق وأن أفعاله وصفاته غير مخلوقة.
ثم قال: باب قول اللّه عز وجل: " ولَقَدْ سَبَقَت كَلِمتُنَا لِعِبَادنا المُرسَلين " سورة الصافات آية 171، ثم ساق أحاديث في القدر وإثباته.
ثم قال: باب قول اللّه تعالى: " إنّما أمْرُهُ إذا أرَادَ شَيْئاً أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ " سورة يس آية 82، ثم ساق أحاديث في إثبات تكلّم الرب جل جلاله.
ثم قال: باب قول اللّه عز وجل: " قُلْ لَوْ كانَ البَحْرُ مِداداً لِكَلماتِ ربِّي لنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أنْ تَنْفَدَ كلِماتُ ربي ولَوْ جِئْنَا بمثْله مَدَداً " سورة الكهف آية 109. وقوله تعالى: " ولو أنَّما في الأرْضِ منْ شَجَرةٍ أقْلامٌ، والبَحْرُ يمُدُّه منْ بعْده سَبْعةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَهِ " سورة لقمان آية 27. وقوله تعالى: " ألا لَهُ الخَلْقُ والأمْرُ تَباركَ اللَّهُ ربُّ العالمينَ " سورة الأعراف آية54. ومقصوده إثبات صفة الكلام، والفرق بينهما وبين صفة الخلق، ثم قال: باب في المشيئة والإرادة، ثم ساق آيات وأحاديث في ذلك.
ثم قال: باب قوله تعالى: " ولا تَنْفَعُ الشّفاعةُ عنْدَهُ إلاَّ لمنْ أَذِنَ لَهُ حتّى إذا فُزِّعَ عنْ قُلُوبِهِم قالوا: ماذا قالَ ربُّكم " سورة سبأ آية 23. قال البخاري رحمه اللّه: ولم يقولوا: ماذا خلق ربكم. ثم ذكر حديث أبي سعيد رضي اللّه عنه: فينادي بصوت، وحديث عبد اللّه بن أنيس، وعلّقه: فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديّان.
ومقصوده أنّ هذا النداء يستحيل أن يكون مخلوقاً، فإن المخلوق لا يقول: أنا الملك أنا الديان، فالمنادي بذلك هو اللّه عز وجل القائل: أنا الملك أنا الديان.
ثم قال: باب كلام الرب تعالى مع جبرائيل عليه الصلاة والسلام، ونداء اللّه تعالى الملائكةَ، ثم ذكر حديث: " إذا أحب اللّه عبداً نادى جبرائيل ... ".
ثم قال: باب قوله عز وجل: " أنْزَلَهُ بعِلْمه والمَلائِكةُ يشْهدونَ " سورة النساء آية 166. ثم ساق أحاديث في نزول القرآن من السماء مما يدل على أصلين: فوقية الرب تعالى، وتكمله بالقرآن.
ثم قال: باب قول الله عز وجل: " يُريدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كلامَ الله " سورة الفتح آية 15، ثم ذكر أحاديث في تكلّم الربّ تعالى.
¥