تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بإسناده.

وكذلك من تأمل تبويب ابن ماجه في السنّة والرد على الجهمية في أول كتابه، وتبويب أبي داود فيما ذكر في الجهمية والقدرية، وسائر أئمة أهل الحديث عَلِمَ مضمون قولهم، وأنهم كلهم على طريقة واحدة، وقول واحد، ولكن بعضهم بَوَّبَ وترجم، ولم يزد على الحديث غير التراجم والأبواب، وبعضهم زاد التقرير وإبطال قول المخالف، وبعضهم سرد الأحاديث ولم يترجم لها، وليس فيهم من أبطل حقائقها وَحَرَّفها عن مواضعها وسمى تحريفها تأويلاً كما فعلته الجهمية، بل الذي بين أهل الحديث والجهمية من الحرب أعظم مما بين عساكر الكفر وعسكر الإسلام، وابن ماجه قال في أول سننه: باب ما أنكرت الجهمية ... ثم روى أحاديث الرؤوية، وحديث: أين كان ربنا. وحديث جابر: بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور من فوقهم فرفعوا رؤوسهم، فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم. وحديث الأوعال الذي فيه: والعرش فوق ذلك، والله فوق العرش. وحديث: إن الله ليضحك إلى ثلاثة ... وغيرها من الأحاديث.

قول الحافظ أبي بكر الآجري إمام عصره في الحديث والفقه: قال في كتابه الشريعة باب التحذير من مذهب الحلولية: الذي يذهب إليه أهل العلم: أن الله على عرشه فوق سمواته وعلمه محيط بكل شيء، وقد أحاط بجميع ما خلق في السموات العلى، وبجميع ما خلق في سبع أرضين، ترفع إليه أعمال العباد.

فإن قال قائل: فما معنى قوله تعالى: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم "؟ قيل له: علمه معهم، والله عز وجل على عرشه وعلمه محيط بهم. كذا فَسَّره أهلُ العلم، والآية تدل أولها وآخرها على أنه العلم، وهو على عرشه. هذا قول المسلمين.

قول الحافظ أبي الشيخ عبيد اللّه بن محمد بن حيان الاصبهاني: قال في كتاب العظمة: ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما، وعلو الرب جل جلاله فوق عرشه، ثم ساق كثيراً من أحاديث هذا الباب بإسناده.

قول الحافظ زكريا بن يحيى الساجي إمام أهل البصرة رحمه اللّه تعالى: قال أبو عبد اللّه بن بطة: حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال: قال أبي: القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم: أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ... ثم ذكر بقية الاعتقاد ..

ذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء، وقال: أخذ عن الربيع. والمزني، وله كتاب اختلاف الفقهاء، وكتاب علل الحديث، وهو شيخ أبي الحسن الأشعري في الفقه والحديث، وذكر ما حكاه أبو نصر السجزي عن أهل الحديث قال: وأئمتنا كالثوري. ومالك. وابن عيينة. وحماد بن زيد. والفضيل وأحمد. وإسحاق متفقون على أن اللّه فوق العرش بذاته، وأن علمه بكل مكان.

قول الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني: إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته. قال في رسالته المشهورة في السنة: وأن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه ... ثم ساق بإسناده عن ابن المبارك أنه قال: نعرف ربنا تبارك وتعالى بأنه فوق سبع سمواته على عرشه بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية: إنه ههنا في الأرض.

ثم قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، عن محمد بن صالح، عن ابن خزيمة قال: من لم يقرّ بأنّ اللَّهَ على عرشه فوقَ سبع سمواته، فهو كافر بربّه، حلال الدم يستتاب، فإن تاب، وإلا ضُربت عنقه، وأُلقي على بعض المزِابل، حتى لا يتأذّى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته، وكان ماله فيئاً، ولا يرثه أحدٌ من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر، ولا الكافر يرث المسلم.

قول أبي جعفر الطحاوي إمام الحنفية في وقته في الحديث والفقه ومعرفة أقوال السلف: قال في العقيدة التي له وهي معروفة عند الحنفية، ذكر بيان السنّة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة. وأبي يوسف. ومحمد بن الحسن: نقول في توحيد الله معتقدين أن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه، وأن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً. ونزل على نبيه وحياً. وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً. وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية، وكل ما في ذلك من الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير