ويأتيكَ التفصيلُ: "إذْ نادى ربَّهُ نِداءً خفِيّاً (3) قالَ: ربِّ إنّي وَهَنَ العظمُ منّي واشتعلَ الرأسُ شَيْباً ولمْ أكنْ بدعائِكَ ربِّ شقيّاً (4) وإنّي خفتُ المواليَ منْ ورائي وكانتِ امرأتي عاقراً فَهبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وليّاً (5) يرثُني ويرثُ منْ آلِ يعقوبَ واجعلْهُ ربِّ رَضِيّاً (6) يا زكريّا إنّا نبشِّرُكَ بغلامٍ اسمُهُ يحيى لمْ نجعلْ لهُ منْ قبلُ سمِيّاً (7) قالَ ربِّ أنّى يكونُ لي غلامٌ وكانتِ امرأتي عاقراً وقدْ بلغتُ منَ الكِبَرِ عِتيّاً (8) قالَ كذلكَ قالَ ربُّكَ هوَ عليَّ هيِّنٌ وقدْ خلقتُكَ منْ قَبْلُ ولمْ تكُ شيئاً (9) قالَ: ربِّ اجعلْ لي آيةً قالَ: آيتُكَ ألّا تكلِّمَ الناسَ ثلاثَ ليلٍ سويّاً (10) فخرجَ على قومِهِ منَ المحرابِ فأوحى إليْهم أنْ سبِّحوا بُكرةً وعشيّاً (11) يا يحيى: خُذِ الكتابَ بقوّةٍ وآتيْناهُ الحكمَ صبيّاً (12) وحناناً مِنْ لدُنّا وزكاةً وكانَ تقيّاً (13) وبَرّاً بوالديْهِ ولمْ يكنْ جبّاراً عصيّاً (14) وسلامٌ عليْهِ يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يُبْعَثُ حيّاً (15) [من سورة مريم].
وقدْ يسألُ سائلٌ إلى ماذا ترمزُ ثلاثةُ الأيامِ في:"قالَ: ربِّ اجعلْ لي آيةً قالَ: آيتُكَ ألاّ تكلِّمَ الناسَ ثلاثةَ أيّامٍ إلاَ رمزاً واذْكُرْ ربَّكَ كثيراً وسبِّحْ بالعشيِّ والإبكارِ" (آل عمران: 41)؟ ..
هيَ تذكيرٌ بثلاثةِ أمورٍ خارقةٍ للعادةِ قدْ حصلتْ في قصةِ ميلادِ يحيى، وكانتْ بخلافِ المعهودِ، وهيَ:
1) عودةُ قدرةِ الإنجاب إلى زكريّا بعدَ العُقْمِ بسببِ الشيخوخةِ البالغةِ عِتيّاً.
2) عودةُ قدرةِ الإنجاب إلى امرأةِ زكريّا، وقد كانتْ عاقراً من الصغرِ، وعقيماً قد دخلتْ سنَّ اليأسِ بسببِ الكِبَرِ.
3) ظهورُ العلمِ في يحيى على حالٍ من الصغرِ.
وقدْ خصّصَ وكرَّسَ زكريّا ثلاثةَ أيّامٍ يشكرُ فيها اللهَ تعالى سلَفاً لتكونَ إشارةً يُشعِرُ بها قومَهُ أنَّهُ في انتظارِ حدَثٍ عجيبٍ، أيْ إنَّ اللهَ تعالى قدْ بشَّرَهُ بمجيءِ الغُلامِ فورَ انقضاءِ ثلاثِ ليالٍ متتالياتٍ يقومُ فيها نفسُهُ بمواصلةِ التسبيحِ، ولا يكلِّمُ الناسَ خلالَها إلاّ رمزاً، كأنَّهُ يشيرُ بذلكَ إلى وجودِ علمٍ مُسْبَقٍ لديْهِ بقدومِ يحيى نَسْلاً منهُ ومنْ نفسِ زوجتِهِ، ويهيّئُهم للمفاجأةِ؛ إذْ يصبحُ موضعَ حديثِ المجتمعِ ومحطَّ اهتمامِهم ومراقبتِهم، فلا يتهمونهُ أنَّهُ قد جاءَ بالطفلِ شراءً من هنا أوِ التقاطاً من هناكَ، فما هيَ إلاّ ثلاثةُ أيّامٍ حتّى يروْا امرأتَهُ العاقرَ غيرَ الحاملِ في مخاضٍ فتلدُ طفلاً بخلاصِهِ وحبلِهِ السُّرِّيِ، ويدفُقُ اللبنُ من ثديَيْها شراباً سائغاً للرضيعِ. ألمْ تعجبْ امرأةُ إبراهيم منْ مثلِ هذا مِنْ قبلُ؟ "قالتْ: ءَأَلِدُ وأنا عجوزٌ وهذا بعلي شيْخاً؟! إنَّ هذا لَشيْءٌ عجيبٌ" (هود: 72).
والصلاةُ والسلامُ على محمدٍ وإبراهيم وإسماعيلَ وزكريّا ويحيى ومريمَ وسائرِ المرسلين.
[email protected] ([email protected])
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:31 ص]ـ
ما الدليل على صحة ما ذهبت اليه من التقدير؟
من سبق الى هذا من اهل العلم المعتبرين؟
ماذا تقول لمن وضع قواعد غير التى وضعتها؟
ماذا عند اختلاف تقديرك وقواعدك مع من ساروا على طريقتك؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[27 - 12 - 06, 06:33 ص]ـ
فاتحة سورة القلم الكريمة هي: "ن".
فحاول تقديرَها وفقَ الطريقة المشروحة أعلاه.
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:41 ص]ـ
ما الدليل على صحة ما ذهبت اليه من التقدير؟
من سبق الى هذا من اهل العلم المعتبرين؟
ماذا تقول لمن وضع قواعد غير التى وضعتها؟
ماذا عند اختلاف تقديرك وقواعدك مع من ساروا على طريقتك؟؟؟؟؟؟؟؟
اين الاجابة على الاسئلة؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 01 - 07, 04:19 م]ـ
فتحُ فاتحة "كهيعص" من سورة مريم .....
وبالنسبةِ لي، فقد ذهبتُ إلى حلِّها باعتبارِ أنَّ كلَّ حرفٍ منها هوَ الحرفُ الأولُ من كلمةٍ قرآنيّةٍ يمكنُ أن نقدّرَها من الآيةِ أوِ الآياتِ التاليةِ للفاتحةِ المشتملةِ على ذلك الحرفِ، أوْ من السورةِ نفسِها، أو حتى من سورةٍ أخرى، تقديراً يجعلُ لأحرُفِ الفاتحةِ معنىً معقولاً منسجماً معَ السياقِ والقرائنِ خاصّةً، ومعَ القرآنِ عامّةً.
وتفصيلُ طريقتي في حلِّ الفواتحِ هوَ في هذه الخطواتِ:
1 - لا بدَّ أنْ نحوِّلَ الحروفَ إلى نصٍّ من كلماتٍ.
2 - وأنْ نسيرَ على قاعدة ثابتة وهيَ اعتبارُ أنَّ كلَّ حرفٍ منها هوَ الحرفُ الأولُ من الكلمة المُختصرة.
3 - وأنْ تكونَ الكلمةُ المختصرةُ من القرآن نفسِهِ.
4 - والأولويّةُ في التقدير هيَ أن نقدّرَ الكلمةَ من الآيةِ أوِ الآياتِ التاليةِ للفاتحةِ المشتملةِ على ذلك الحرفِ، أوْ من السورةِ نفسِها. وإنْ لمْ يتيسّرِ التقديرُ من نفسِ السورةِ فيكونُ من أيِّ آياتٍ في السورِ الأخرى.
5 - وأن يكونَ النصُّ المختارُ عندَ ربطهِ معَ الآية التالية للفاتحة موضوعِ التقديرِ متوافقاً معَ اللسانِ العربيِّ.
6 - وأنْ ينسجمَ النصُّ المختارُ في معناهُ معَ سياقِ الآيةِ أوِ الآياتِ التي تتلو الفاتحةَ موضوعَ التقدير، أوْ يندمجُ فيهِ.
هل سبقت إلى هذا المنهج في تفسير الحروف المقطَّعة في فواتح السور من أحد علماء السلف المعتبرين المعتدّ بقولهم في التفسير؟
¥