تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

12 - ولا ريْبَ أنَّ "الهدى" هوَ مّمَا يتسمّى بهِ كلُّ كتابٍ أنزلَه اللهُ تعالى على رسولٍ من رُسلِهِ. فالتوراةُ منَ الهدى وكذلكَ الإنجيلُ والقرآنُ. ومن هنا فالقسَمُ بالهدى مقترناً بالقسَمِ بالطورِ هوَ قسَمٌ بالتوراةِ: "والطورِ. وكتابٍ مسطورٍ" .. "ولقدْ آتيْنا موسى الهدى وأوْرثْنا بني إسرائيلَ الكتابَ" (غافر: 51). والعربُ قدْ تسمّي الشيءَ بصفةٍ فيهِ.

"إنّكَ لا تهدي مَنْ أحبّبْتَ ولكنَّ اللهَ يهدي مَنْ يشاءُ وهوَ أعلمُ بالمهتدينَ (56) وقالوا إنْ نتّبعِ الهدى معكَ نُتَخطَّفْ من أرضنا .. (57) {القصص} .. فها هيَ قريشٌ تسمّي القرآنَ بالهدى، أوْ هيَ تقرُّ بأنَّهُ هوَ الهدى وإنْ لمْ تُرِدْ أنْ تتّبَعَهُ: "هوَ الذي أرسلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ لِيُظْهرَهُ على الدّينِ كلِّهِ ولوْ كرهَ المشركونَ" (الصف: 9).

13 - واللهُ تعالى فرضَ القرآنَ على رسولِهِ الأمينِ ليسَ لِيشقى بل للهدى: "إنَّ الذي فرضَ عليْكَ القرآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ قلُ: ربّي أعلمُ مَنْ جاءَ بالهدى ومَنْ هوَ في ضلالٍ مبينٍ" (القصص:85).

14 - ولوْ أنَّا طبّقنا حسابَ الجُمّلِ فإنَّ قيمةَ "طا ها" هي: "16" {قراءة الحرفيْنِ باسمِهما بدون همز، وقيمةُ الهمزةِ المنفردةِ في الجُمّلِ هي صفرٌ}، ولو حسَبنا جمّلَ الاسم "طُوى" فنجدُهُ مساوياً "16" .. وكأنَّ هذهِ المساواةَ إشارةٌ ترشدُنا إلى أنَّ الطاءَ والهاءَ مرتبطانِ بِطُوىً الذي هوَ الوادي المقدسُ .. فماذا في طُوىً؟ .. فيهِ طورُ الهدى.

15 - وربّما يميلُ البعضُ إلى تفضيلِ "والطورِ والهدى" على "وطورِ الهُدى"، باعتبارِ أنَّ فيه قسَميْنِ .. فقَسَمانِ أفعلُ من قسَمٍ واحدٍ وأقوى توكيداً، علاوةَ على التناسبِ معَ قسَميْنِ وارديْنِ في القرآنِ: "والطورِ. وكتابٍ مسطورٍ".

16 - ولا ريْبَ أنَّهُ بتقديرِ الهاءِ من الهدى سيظهرُ تناسبٌ بينَ بدايةِ وبينَ نهايةِ سورةِ "طه".

=========

طريقة التقدير:

(1) لا بدَّ أنْ نحوِّلَ الحروفَ إلى نصٍّ من كلماتٍ.

(2) وأنْ نسيرَ على قاعدة ثابتة وهيَ اعتبارُ أنَّ كلَّ حرفٍ منها هوَ الحرفُ الأولُ من الكلمة المُختصرة.

(3) وأنْ تكونَ الكلمةُ المختصرةُ من القرآن نفسِهِ.

(4) والأولويّةُ في التقدير هيَ أن نقدّرَ الكلمةَ من الآيةِ أوِ الآياتِ التاليةِ للفاتحةِ المشتملةِ على ذلك الحرفِ، أوْ من السورةِ نفسِها. وإنْ لمْ يتيسّرِ التقديرُ من نفسِ السورةِ فيكونُ من أيِّ آياتٍ في السورِ الأخرى.

(5) وأن يكونَ النصُّ المختارُ عندَ ربطهِ معَ الآية التالية للفاتحة موضوعِ التقديرِ متوافقاً معَ اللسانِ العربيِّ.

(6) وأنْ ينسجمَ النصُّ المختارُ في معناهُ معَ سياقِ الآيةِ أوِ الآياتِ التي تتلو الفاتحةَ موضوعَ التقدير، أوْ يندمجُ فيهِ.

================================================== ==============

فتحُ فاتحة "الم" في سورة آل عمران

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى: "الم (1). الله لا إله إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ (2) ".

طبعاً، منْ يقرأ "الم. الله لا إله إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ" لا بدَّ أنْ يسأل ما هي "الم"؟ ..

بدهيّاً، فإنَّ ما يليها مباشرة من الكلام هوَ أوْلى الكلام للحديث عنها .. أيْ إنَّ هناكَ ارتباطاً ومناسبةً بينَ الآية "الم" وبينَ الآية "الله لا إله إلاّ هو الحيُّ القيّومً" .. أليست "الم" في ابتداءِ الكلامِ، فلْنأخُذْها أنّها مبتدأ .. فأينَ خبرُهُ؟ ..

خبرُهُ تالٍ له أي خبرُ "الم" هو "اللهُ". وبالتالي، فإنَّه من الممكن والمقبولِ أنْ نقومَ بتقدير الضمير "هو" بيْنَ الآيتيْنِ هكذا: "الم – هوَ - اللهُ لا إله إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ". والتقديرات جائزةٌ للتفسير.

حسناً، أينَ التعريفُ ب "الم

تعريفُها أوِ الحديثُ عنها هو ما يليها، أي هوَ لفظُ الجلالة: "اللهُ".

الله سبحانه بماذا ندعوه؟

ندعوه بأسمائه الحسنى، فهي له، هيَ هوَ، وهيَ هوَ: "وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادعوهُ بها" .. "قل: هو الرحمن آمنّا به"- فمن هوَ الرحمن؟ هو اللهُ. فمنِ اللهُ؟ هو الرحمنُ .. بسم الله الرحمن الرحيم .. فما إعرابُ "الرحمن" في البسملةِ: بدل (وفي النحوِ بدل المجرور مثله مجرور).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير