قلت: هذا إسناد منكر، فيه: عبد الله بن لهيعة يروي المناكير، و آفته سوء الحفظ و الاختلاط.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 05:00 م]ـ
- سورة براءة بقي منها نحو ربعها!؟
و ذكر أيضا عن القرطبي أقوالا لا خُطُمَ لها و لا أَزِمَّة في قضية البسملة التي أُسقطت (حسب زعمه) من سورة براءة، من ذلك:
(قال مالك فيما رواه ابن وهب وابن القاسم وابن عبد الحكم: إنه لما سقط أوَّلها سقط بسم الله الرحمن الرحيم معه).
قلت: و هذا قول أو فهم يحتاج إلى دليل، بعد النظر في إسناده لإثباته.
ثم قال: (وروي ذلك عن ابن عجلان أنه بلغه أن سورة " براءة " كانت تعدل البقرة أو قربها فذهب منها فلذلك لم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم. وقال سعيد بن جبير: كانت مثل سورة البقرة).
قلت: و هذا بلاغ مؤذن بالضعف لجهالة الواسطة.
و الجابري اكتفى بهذه الأقوال فقط، لإثبات التحريف حسب زعمه، و طوى الرأي الراجح الصحيح في المسألة: قال عبد الله بن عباس: سألت علي بن أبي طالب لِمَ لَمْ يكتب في براءة: بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان.
وروي معناه عن المبرد قال: ولذلك لم يجمع بينهما فإن بسم الله الرحمن الرحيم رحمة وبراءة نزلت سخطة. ومثله عن سفيان: لا تكتب في صدر هذه السورة بسم الله الرحمن الرحيم لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ولا أمان للمنافقين.
ثم قال القرطبي ناقلا عن القشيري: و الصحيح أن التسمية لم تكتب لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها في هذه السورة.
قلت: و تفسير أو توجيه علي بن أبي طالب أولى بالقبول من غيره، باعتباره هو الذي كلفه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بتبليغ سورة التوبة عام حجة أبي بكر، روى عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة في قوله: (براءة من الله ورسوله) قال: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم زمان حنين اعتمر من الجعرانة، ثم أمر أبا بكر على تلك الحجة، قال معمر: قال الزهري: وكان أبو هريرة يحدث: أن أبا بكر أمر أبا هريرة أن يؤذن ببراءة في حجة أبي بكر بمكة، قال أبو هريرة: ثم أتبعنا النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وأمره أن يؤذن ببراءة وأبو بكر على الموسم كما هو أو قال: على هيئته.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 05:01 م]ـ
- سورتان لم تكتبا!؟
يقصد سورتي الخلع و الحفد، و الصواب أنها من الأدعية المأثورة عن بعض الصحابة في باب القنوت، و كل طرقها ضعيفة متكلم فيها، و من صححها تساهل أو اعتمد على قاعدة الاعتضاد و التقوية بمجموع الطرق. أما اعتبارها من القرآن بحجة ورودها ببعض مصاحف الصحابة، فما هو بحجة، لأن الصحابة في أول الأمر كانوا يدرجون في مصاحفهم مسائل ليست من القرآن، و هم على دراية ووعي بها، كما كان يفعل ابن مسعود.
و أمر آخر أن جل علماء السنة أنكروا قرآنية هذه السورة، نذكر منهم:
القاضي أبو بكر الباقلاني الأشعري رحمه الله قال في كتابه "الانتصار":
فإن قال قائل: إذا كان أمر القرآن في الظهور والانتشار, وكان أبي - رضي الله عنه - من أعلم الناس به, وأحفظهم له, فكيف جاز عليه أن لا يعلم أن القرآن ليس فيه القنوت؟
يقال لهم: ليس القنوت من القرآن بسبيل, لأنه لو كان القرآن لأثبته الرسول - صلى الله عليه وسلم - حسب ما ذكرنا, ولأننا قد علمنا قصور نظمه عن القرآن, وإنما يعلم ذلك أهل البلاغة والفصاحة, فلعل أبيا - رضي الله عنه - إن كان قال ذلك أو كتبه في مصحفه أو رقاع كان يكتب فيها القرآن, إنما قاله وفعله سهوا , ثم أثبته واستدرك.
¥