تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأيضا فإنه لا يروى عن أبي - رضي الله عنه - لفظة واحدة في أن ذلك القنوت قرآن منزل, وإنما روى قوم أنه أثبته في مصحفه, فلعل ذلك إن صح إنما أثبته لأنه دعاء لا استغناء عنه, وهو سنة مؤكدة يجب المواظبة عليه, وأثبته في آخر مصحفه, أو تضاعيفه لأجل ذلك, لا على أنه قرآن منزل قامت به الحجة, ويدل على ضعف هذا الخبر عن أبي - رضي الله عنه - علمنا بأن عثمان - رضي الله عنه - تشدد في قبض المصاحف المخالفة لمصحفه وتحريقها. والعادة توجب أن أبيا - رضي الله عنه - أول من قبض مصحفه, وأن تكون سرعة عثمان - رضي الله عنه - على مطالبته أشد من سرعة غيره بمصحفه, ولو وجد مصحف أبي - رضي الله عنه - فيه دعاء القنوت لوجب أن يعلم أنه قصد بوضعه إفساد الدين, وكذب فيه على أبي - رضي الله عنه - الذي أثبته في رقاعه التي كان يثبت فيها القرآن لما دعته الحاجة إلى كتبه كما يفعل الناس, لا أنه عنده من القرآن وغاية ما يريدونه أن يحمل عليه أمر أبي - رضي الله عنه - أن يقولوا إنه اشتبه عليه أمر القنوت, لما رأى من فصاحته وبلاغته وإدمان النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - على ذكره في صلواته, فقدر لأجل هذا كله أنه من القرآن فأثبته معه.

فإن قالوا: فعلى هذا يجب أن يكون أبي - رضي الله عنه - عندكم لا يعرف وزن القرآن من غيره؟

قيل: معاذ الله, بل كان يعرف ذلك, وهو من أعرف الناس به, لكن ظن أن القنوت وإن قصر عن رتبة باقي السور في الجزالة فإنه يجوز أن يكون قرآنا, ويبعد أن يؤتى بمثله, وإن كان غيره أبلغ منه, كما قال الناس: من القرآن ما هو أجود وأفصح من سواه منه, نحو قوله: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً} (يوسف: من الآية80) , و {َقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} (هود: من الآية44) , الآية فهذا أوجز من مثل قدره من غيره من القرآن, وزعم قوم أنه لا يمتنع أن يكون القنوت قرآنا ثم نسخ, وأزيل رسمه لما فيه من الفصاحة, وفي هذا نظر, لأن نظمه مباين لنظم سائر القرآن, وخارج عن أوزان كلام العرب.

وزعم قوم أن القنوت من كلام رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - وفي هذا نظر, لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتهجد بمثل شيء من كلامه, ولو فعل ذلك لعاد بتهمته عند قوم , وإن كان ذلك زائدا عندنا في معجزته.

قال الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله: قد رأيت أنا مصحف أنس - رضي الله عنه - بالبصرة عند قوم من ولده, فوجدته مساويا لمصحف الجماعة, وكان يروى عن ولد أنس عن أنس أنه خط أنس وإملاء أبي رضي الله عنهما.

و انظر أيضا ما قاله الشيخ عبد العظيم الزرقاني في مناهل العرفان. و انظر الرسالة المفيدة "تحفة الوفد بما ورد في سورتي الخلع و الحفد" لأبي يعلى البيضاوي، فإني استفدت منها كثيرا.

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 05:01 م]ـ

- آية الرجم قرأها عمر بن الخطاب!؟

قال الجابري: روي بطرق متعددة أن عمر بن الخطاب، قال: "إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم. والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله لكتبتها: "الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، نكالا من الله، و الله عزيز حكيم". فإنا قد قرأناها.

قلت: حكم الرجم بالنسبة للشيخ و الشيخة ثابت و صحيح بدليل ما رواه البخاري في الصحيح عن عمر أنه قال في خطبة له: ... إن الله بعث محمداً صلى الله عليه و آله و سلم بالحق، و أنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها و عقلناها و وعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و رجمنا بعده ...

لكن تبقى مسألة قرآنيتها، عند ذلك نقول: هي ليست من القرآن لأن القرآن كما هو مقرر، هو: المجموع بين الدفتين و المنقول إلينا بالتواتر، أما المنسوخ فلا يعد قرآنا باتفاق العلماء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير