ـ[بدر العمراني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 05:03 م]ـ
- آية في الجهاد أسقطت!؟
قال الجابري: و رُوي أن عمر قال لعبد الرحمن بن عوف: "ألم تجد فيما أنزل علينا: "أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة"، فأنا لا أجدها؟ قال: أُسقطت فيما أسقط من القرآن".
قلت: رواه ابن الجوزي و أبو عبيد من طريق سعيد بن الحكم ابن أبى مريم، عن نافع بن عمر الجمحي، حدثني ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما أنزل علينا: "أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة"، فإنا لا نجدها. قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن.
قلت: و هذا إسناد صحيح، لكنه من باب النسخ، و قد ألحقه به كل من ابن الجوزي و السيوطي، و الجابري اطلع على كل هذا، لكنه آثر المغالطة والتلبيس أثناء النقل!؟
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 05:04 م]ـ
- آية الصفوف الأولى و آيات أخرى!؟
قال: و روي عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: "قرأ عليّ أبي، و هو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: إن الله و ملائكته يصلون على النبي: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما، و على الذين يصلون في الصفوف الأولى" قالت: "قبل أن يغير عثمان المصاحف".
قلت: هذا الخبر رواه أبو عبيد قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني ابن أبي حميد، عن حميدة بنت أبي يونس نحوه.
قلت: و هذا خبر منكر، فيه حجاج بن محمد المصيصي الأعور، تغير بآخرة فخلط في حفظه، وحميدة مجهولة لا تعرف، قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري: (حميدة ابنة أبي يونس مولاة عائشة: لا أدري من هي، ولا ما شأنها؟ لم أجد لها ذكرا في كل المصادر التي بين يدي، ولا في كتاب الثقات لابن حبان، فأمرها مشكل حقا. وسيأتي خبران"عن أبي يونس مولى عائشة": 5466، 5467، وهذا تابعي معروف، كما سيأتي، فلعل هذه ابنته).
فكيف يعتمد عليه في وصف ذي النورين بتغيير المصاحف!؟ اللهم هذا بهتان عظيم.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 05:05 م]ـ
- قرآن كثير ذهب: رفع أو نسخ أو أنسي!؟
و تحت هذا العنوان حشد نقولا و روايات، و أوردها إيهاما بصحتها و ثبوتها، و خلط بين مفهومي النسخ و التحريف، مع أن الفرق واضح تماما، تكفل أهل الفن ببيانه في كتبهم المتعلقة بذلك.
و من الروايات التي بترها عن سياقها، و لبس في الاحتجاج بها:
قول ابن عمر: قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: "ليقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله و ما يدريه ما كله! قد ذهب قرآن كثير، و لكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر".
قلت: نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنه، ثقة ثبت فقيه، كما قال الحافظ في التقريب، لكن جل من لا يخطئ أو يسهو، فوصف الرجل بالعدالة لا تعني سلامته من الأوهام مطلقا، ومن ذلك نقول: من أدرانا بأن نافعا أدى كلام ابن عمر على وجهه، و لم يتصرف فيه!؟ خصوصا و أنه قد أنكرت عليه بعض الروايات، و عدت من أوهامه التي تفرد بها عن ابن عمر. من ذلك ما رواه ابن عدي في الضعفاء، قال: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عبد الجبار ابن عاصم، حدثنا عناب، عن خصيف قال: سألت سعيد بن جبير عن الذي روى نافع، عن ابن عمر، في قوله عز وجل: (فاتوا حرثكم أنى شئتم)؟ فقال سعيد: كذب نافع، أو قال: أخطأ نافع، ثم قال لي خصيف: إن ابن عمر لم يكن يرى العزل، فأي عزل أشد مما قال نافع؟ ثم قال لي خصيف: ألا ترى إنه قال: (فإذا تطهرن فاتوهن من حيث أمركم الله)، يقول من حيث أمرت أن يعزل في المحيض.
إذن، فلا شك و لا ريب في نسبة نكارة هذا الخبر عن نافع، لأن هذا الكلام يستحيل صدوره من عبد الله بن عمر بهذا السياق. و الله أعلم.
¥