تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمقصود من ذكره في البحث الاعتذار له بتخريج كلامه على وجه تحتمله معاني الإصرار غير التكفير بالكبيرة. مع عدم التسليم بما مثل به. والتأكيد على خطئه في استعمال الألفاظ المحتملة في هذا الباب.

ومن ثم تذكير الخصم بأنه لولا ما في لفظ الإصرار من الإجمال والاحتمال لما كان لدفاع الشيخ عن نفسه وجه.

والله أعلم.

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 09:59 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بارك الله فيك أبا ريحانة بحث لطيف ودقيق غير أني أوافق أبا محمد على ما قال

والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما أراد أن يبين حكم الله فيهم ويبين ما قد يغتر به من أعمالهم من كثرة العبادة وإلا فلهم سمات خاصة بهم أخرى غير ما ذكر كالتكفير والخروج على الأئمة وهذه أهم سماتهم.

وهم يسمون الخوارج لخروجهم ويسمون المارقة لوصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالمروق من الدين ويسمون المحكمة والحرورية والشراة والمكفرة وأهل النهروان والناصبة وربما يكون بعض هذه الأسماء خاصة ببعض الطوائف الأولى نسبة لمكان أوعمل مؤقت.

وإنما يقال إن من سمات الخوارج ومميزاتهم التكفير بالكبيرة لأمور:

1 – أنهم أول من قال بهذا وهذا مشهور قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهم أول من كفر أهل القبلة بالذنوب بل بما يرونه هم من الذنوب واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك) مجموع الفتاوى (7/ 481) وينظر مجموع الفتاوى (3/ 279)

2 – أنه قول جمهورهم وهذا يكفي في كون المعتقد سمة وميزة تميزهم وكون بعض طوائفهم لا تقول بذلك لا يقدح في هذا الحكم الأغلبي وهذا موجود في غير طائفة الخوارج وانظر لكلام أبي الحسن الشعري في نقل الإجماع على هذا واستثناء النجدات فإنه يوحي بأن الأصل من مذهبهم تكفير مرتكب الكبيرة وأن النجدات خروج عن الأصل.

3 – أن هذا أكثر ما يميزهم عن غيرهم فلا يوجد في للطوائف من يكفر بالكبيرة غيرهم بينما قد يوجد الخروج عند غيرهم وقد كان بعض السلف يسمى أهل الأهواء جميعا خوارج، ولذلك يقول ابن عمر رضي الله عنهما: " انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين " رواه البخاري فذكرهم بأهم ما يميزهم وأخطره.

4 – أن النجدات القائلين بعدم التكفير انقرضوا كما انقرض الأزارقة والصفرية فرجع المر إلى أن أهم ما يميز الخوارج بعد انقراض النجدات هو التكفير بالكبيرة.

5 – أن الخروج على الأئمة وشهر السيف ومفارقة الجماعة كلها تنتج عن هذا المعتقد وهو التكفير بالكبيرة.

6 – أن الوصف الذي ذكره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علامة أول من يخرج منهم وهم بعد ذلك اختلفوا وتفرقوا وتشققوا وليسوا كلهم الان على وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهم من كثرة العبادة ونحوها ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهذه العلامة التي ذكرها النبي هي علامة أول من يخرج منهم ليسوا مخصوصين بأولئك القوم فإنه قد أخبر في غير هذا الحديث أنهم لا يزالون يخرجون إلى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على أن الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر) مجموع الفتاوى (28/ 495)

7 / أن إشهار السيف وحده ومفارقة الجماعة دون التكفير لا يقتصر على الخوارج فيدخل فيه غيرهم من أهل البدع ويدخل فيه البغاة لكنه مع التكفير يختص بالخوارج.

8 / أن هذا هو المشهور عند اكثر من تكلم عن الخوارج يقول الرازي: (ساير فرقهم متفقون على ان العبد يصير كافرا بالذنب) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص 46)

وقال الشهرستاني: (وكبار فرق الخوارج ستة: والأزارقة والنجدات والعجاردة والثعالبة والإباضية والصفرية والباقون فروعهم.

ويجمعهم القول بالتبرئ من عثمان وعلي رضي الله عنهما ويقدمون ذلك على طاعة ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك ويكفرون أصحاب الكبائر ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقا واجبا) الملل والنحل (1/ 113)

ويقول السكسي: ( .. وقالوا من أذنب كبيرة فهو كافر إلا النجدات فإنها لا تكفر من أذنب منهم وتكفر من اذنب من غيرهم .. ) البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان (ص 19)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير