تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويثبت أنّ ليس ثمة عائلة سياسية أخرى من هذا الطراز، انخرطت الى هذه الحدود القصوى في الإعلاء من شأن الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة، في مطلع الألفية الثالثة، ودائماً على حساب السلام العالمي والإقليمي، وذلك حماية لمصالحها الشخصية.

ويجتهد المؤلف كثيراً في محاولة لم تكن يسيرة على الإطلاق، لشرح العلاقات والاتصالات والشراكات التي نسجها آل بوش مع أصحاب السلطة والمال والاقتصاد في الولايات المتحدة.

ويتوصل الى قناعة تبدو مذهلة لكثيرين داخل المجتمع الأمريكي وخارجه، تفيد بأنّ عائلة بوش التي تعاقبت على مجلس الشيوخ ووكالة المخابرات المركزية، ورئاسة الجمهورية وسوى ذلك، قد استخدمت على نحو منهجي منظم، امبراطوريتها المالية والاجتماعية وتوجهاتها الارستقراطية، ليس بغية الوصول الى البيت الأبيض فحسب، بل للاستحواذ عليه، وذلك على حساب انتهاك أكثر الأسس الديمقراطية أهمية في تاريخ الولايات المتحدة ونشوئها كذلك.

وعائلة بوش، وهي تحقق تطلعاتها وطموحاتها في عالم السياسة والمال، نجحت في إعادة ابتكار نفسها في توقيت يقترب من العبقرية، وخصوصاً أثناء التحول الذي طرأ عليها أخيراً باعتناقها المبادئ المسيحية الإنجيلية التي تتسع كثيراً لخزعبلات ما يسمى بالمسيحية الصهيونية التي تتخذ من التوراة مدخلاً الى فهم مغلوط للمسيحية، يبرر قيام “إسرائيل” والمجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين.

اللافت في هذه القراءة الاستكشافية لعلاقات آل بوش وشخصياتهم وشبكاتهم المالية الواسعة، أنّ الكاتب لا يكتفي فقط بتشريح هذه الأسة “ كسلالة حاكمة ”، بل يتوجه الى أبعد من ذلك ليحاكم النظام السياسي في الولايات المتحدة، وخصوصاً تلك المصالح المتشابكة والمعقدة بين المؤسستين العسكرية والصناعية الحربية، على خلفية الارتباط المحكم الوثاق بين هاتين، من جهة، ولعبة النفوذ السياسي، من جهة أخرى.

ومهما يكن من شأن عائلة بوش وامتداداتها الاخطبوطية في السياسة الأمريكية وخلفياتها الراسخة في عالم المال والسلطة، فإنّ دراسة فيليبس وثيقة مهمة جداً لفهم طبيعة العلاقة الغريبة بين العائلات الكبرى وبين السياسة .. في أمريكا الديمقراطية!. "

ركائز الشخصية البوشية:

لا شك أن شخصية أفراد العائلة البوشية تستمد و تتكون من

ركائز و دعائم ثقافية مسبقة تمثل البيئة المحيطة بهذه العائلة فمن تلك الركائز:

1ـ الثقافة المسيحية البروتستانتية.

2ـ الثقافة المسيحية الصهيونية و التي يمثلها جدهم الملهم جورج بوش الكاهن.

3ـ ثقافة المال و الأسرار المصرفية العالمية.

4ـ ثقافة النفط.

5ـ ثقافة جمعية "الجمجمة و العظام " و ممارساتها الشيطانية.

6ـ ثقافة المؤامرات و استغلال الفرص و الخيانة العظمى.

7ـ ثقافة الحياة الارستقراطية الفاحشة الثراء.

و نبدأ الآن بدراسة:

أهم الشخصيات في تاريخ العائلة البوشية:

جورج بوش (والد الجد):

جورج بوش الجد الملهِم الأكبر للأسرة البوشية،و للرئيس الأميركي الحالي في ثقافة الكراهية والتطرف، لقد كان ذلك الجدّ واعظاً لوثرياً متزمتاً وراعياً نشطاً لإحدى كنائس ولاية أنديانا، وأيضاً أستاذاً في اللغة العبرية والآداب الشرقية في جامعة نيويورك.

ـ و قد ترك ذلك الجد كتابا رهيبا يبين حجم الكراهية التي يكنها للعالم الاسلامي، و هو كتابه الفظيع "محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس امبراطورية المسلمين" الذي وضعه في عام 1830.

ـ ويعتبر كتابه هذا من الكتب الكلاسيكية، ومن أكثر الكتب إساءة للإسلام والمسلمين وللنبي صلي الله عليه وسلم، ويعتبر هذا الكتاب الذي صدر قبل قرنين من الزمان من احد أهم مصادر الفكر الغربي الامريكي العنصري المتطرف الذي كان سائدا في دوائر البحث الأكاديمي والعلمي منذ ذلك الزمن.

ـ و كان بوش الجد قد أعدّ عدداً من الدراسات عن الكتاب المقدّس وأسفار العهد القديم، ووضع الشروحات التي يتوجب الالتزام بها وتطبيقها، ومنها كتابه "وادي الرؤى" الذي شكل وما زال يشكل مرجعاً فكرياً رئيسياً لجماعات الصهيونية الأميركية غير اليهودية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير