ثم قالت: ولا فرق في التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أو بعد مماته ... وهذا التكريم والتشريف لاينفك شيء منه عن النبي صلى الله عليه وسلم بوفاته بل يزداد علوا وشرفا فالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته أو بعد وفاته على هذا النحو هو قربة إلى الله عز وجل من جانب وهو تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب آخر ... ثم ذكرت توسل عمر بدعاء العباس ومعاوية بدعاء يزيد بن الأسود .. ثم قالت وقد استنبط العلماء من هذين الدليلين جواز التوسل بدعاء الصالحين كما ذكرنا وبعضهم استنبط جواز التوسل بهم أنفسهم.
قلت: استدلت على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعموم قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} وعموم قوله {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} وهذان النصان لادليل فيهما ولا أدري ما وجه الاستباط من هذين النصين في جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
أما حديث الأعمى وتوسله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فجوابه كالآتي:
أ - أن توسل الأعمى إنما كان بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
ب - أن الأعمى ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليطلب منه الدعاء ولو كان التوسل بالذات مشروعا لم يكن ثمة حاجة للذهاب إليه.
ت - أن النبي صلى الله عليه وسلم وعد الأعمى بالدعاء له فقال: إن شئت دعوت لك. فألح عليه الأعمى بالدعاء قائلا: بل ادعه.
ث - ورود لفظ الدعاء بكثرة مع عدم ورود شيء من الجاه يؤكد أن المسألة تدور على التوسل بالدعاء وليس بالذات
ج - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتقرب إلى الله بعدة وسائل منها التوسل إليه بالعمل الصالح وهو إحسان الوضوء وإتيان ركعتين يدعو الله عقبيهما أن يستجيب دعاءه وهذا معنى وشفعني فيه أي أدعوك أن تتقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لي.
ح - أن الشفاعة في اللغة بمعنى الدعاء ومن الأدلة على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مئة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه. أي قبل دعاءهم له.
خ - أن علماء الحديث كالبيهقي ذكروا هذه الحادثة ضمن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وهو السر في حصول هذه المعجزة التي لم نسمع بعد موته صلى الله عليه وسلم مثلها في الصحابة ولا بعدهم إلى يومنا هذا.
د - أن قصة عثمان بن حنيف مع الرجل صاحب الحاجة التي رواها الطبراني واستدلاله بما حدث مع الأعمى فقضيت حاجة الرجل لا تصح لأن في سندها شبيب بن سعيد وهو متكلم فيه.
انظر الرد على الحبشي لدمشقية ص 87
وأما ما ذكرت من توسل عمر بدعاء العباس ومعاوية بدعاء يزيد بن الأسود .. ثم قالت ... وبعضهم استنبط جواز التوسل بهم أنفسهم.
فقد ناقضت نفسها لأنها ذكرت هذه الأدلة تحت بند التوسل بدعاء الصالحين وأهل الفضل من العلم
9 - تذبذبت في إثبات رؤية الله بالآخرة فقد ذكرت كما في ص 167: أن معنى الرؤية هي قوة يجعلها الله في الإنسان متى شاء وكيف شاء يتم بها مشاهدة صورة المرئي على حقيقته وقالت بعد ذلك: فإن من الممكن أن يرى في الآخرة رؤية صحيحة حقيقية لا شبهة فيها من غير تكييف بكيفية من الكيفيات المعتبرة في رؤية الأجسام ومن غي إحاطة.
وذكرت ص 489: وعندما يتجلى لهم الله تعالى بالرضا ويكشف لهم الحجاب ..
10 – أوردت إشكالا ولم تجب عنه وهو أن الصفات هل هي عين ذات الله أم أنها صفات زائدة عن الذات كما في ص 169 في الحاشية والتي بالتالي توقع القاريء في الحيرة وقد أجاب شيخ الإسلام عن هذا الإشكال: وقد نص الأئمة كأحمد بن حنبل وغيره وأئمة المثبتة كأبى محمد بن كلاب وغيره على أن القائل إذا قال الحمد لله أو قال دعوت الله وعبدته أو قال بالله فاسم الله متناول لذاته المتصفة بصفاته وليست صفاته زائدة على مسمى أسمائه الحسنى
وإذا قيل هل صفاته زائدة على الذات أم لا قيل إن أريد بالذات المجردة التي يقربها نفاة الصفات فالصفات زائدة عليها وان أريد بالذات الذات الموجودة في الخارج فتلك لا تكون موجودة إلا بصفاتها اللازمة والصفات ليست زائدة على الذات المتصفة بالصفات وان كانت زائدة على الذات التي يقدر تجردها عن الصفات
مجموع الفتاوى (6
97)
¥