ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:18 م]ـ
بارك الله فيكم
في نفح الطيب للمقري
(وكان شديد الإنكار على الإمام
فخر الدين،
حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري
أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين، فما فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان في يده قضيب، فقال: والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا، ثم رفعه
ووضعه.)
هذا كلام جد المقري
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:25 م]ـ
قال
(وقد ذكر لسان الدين رحمه الله تعالى في الإحاطة شيوخ مولانا الجد، فلنذكرهم من جزء
الجد الذي سماه " نظم اللآلي في سلوك الأمالي " ومنه اختصر لسان الدين ما في الإحاطة في
ترجمة مشيخته فنقول: قال مولاي الجد رحمه الله تعالى.
ابنا الإمام
فممن أخذت عنه، واستفدت منه، علماها - يعني تلمسان - الشامخان، وعالماها
الراسخان: أبو زيد عبد الرحمن، وأبو موسى عيسى، ابنا محمد بن عبد الله ابن الإمام،
وكانا قد رحلا في شبابهما من بلدهما برشك إلى تونس فأخذوا بها عن ابن جماعة وابن
العطار واليفرني وتلك الحلبة، وأدركا المرجاني وطبقته من أعجاز المائة السابعة، ثم وردوا
في أول المائة الثامنة تلمسان على أمير المسلمين أبي يعقوب وهو محاصر لها، وفقيه حضرته
يومئذ أبو الحسن علي بن يخلف التنسي، وكان قد خرج إليه برسالة من صاحب تلمسان
المحصورة فلم يعد، وارتفع شأنه عند أبي يعقوب، حتى إنه شهد جنازته، ولم يشهد جنازة
أحد قبله، وقام على قبره، وقال: نعم الصاحب فقدنا اليوم؛ حدثني الحاج الشيخ بعباد
تلمسان أبو عبد الله محمد بن محمد بن مرزوق العجيسي أن أبا يعقوب طلع إلى جنازة
التنسي في الخيل حوالي روضة الشيخ أبي مدين فقال: كيف تتزكون الخيل تصل إلى ضريح
الشيخ؟ هلا عرضتم هنالك - وأشار إلى حيث المعراض الآن - خشبة؟ ففعلنا، فلما
قتل أبو يعقوب وخرج المحصوران أنكرا ذلك، فأخبرتهما، فأما أبو زيان - وكان السلطان
يومئذ - فنزل وطأطأ رأسه ودخل، وأما أبو حمو- وكان أميراً - فوثب وخلفها. ولما رجع
الملك إلى هذين الرجلين اختصا ابني الأمام، وكان أبو حمو أشد اعتناء بهما، ثم بعده ابنه
أبو تاشفين، ثم زادت حظوتهما عند أمير المسلمين أبي الحسن، إلى أن توفي أبو زيد في
العشر الأوسط من رمضان عام أحد وأربعين وسبعمائة بعد وقعة طريف بأشهر، فزادت
مرتبة أبي موسى عند السلطان، إلى أن كان من أمر السلطان بإفريقيا ما كان في أول عام
تسعة وأربعين، وكان أبو موسى قد صدر عنه قبل الوقعة فتوجه صحبة ابنه أمير المسلمين
أبي عنان إلى فاس، ثم رده إلى تلمسان، وقد استولى عليها عثمان بن عبد الرحمن بن
يحيى بن يغمراسن بن زيان، فكان عنده إلى أن مات الفقيه عقب الطاعون العام.
قال لي خطيب الحضرة الفاسية أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن مالك بن عبد الله
الرندي: لما أزمع الفقيه ومن أطلق معه على القفول إلى تلمسان بت على تشييعهم، فرأيتني
كأنني نظمت هذا البيت في المنام:
وعند وداع القوم ودعت سلوتي وقلت لها بيني فأنت المودع
فانتبهت وهو في في، فحاولت قريحتي بالزيادة عليه فلم يتيسر لي مثله.
ولما استحكم ملك أبي تاشفين واستوثق رحل الفقيهان إلى المشرق في حدود العشرين
وسبعمائة فلقيا علاء الدين القونوي، وكان بحيث إني لما رحلت فلقيت أبا علي حسين بن
حسين ببجاية قال لي: إن قدرت أن لا يفوتك شيء من كلام القونوي حتى تكتب جميعه
فافعل، فإنه لا نظير له ولقيا أيضاً جلال الدين القزويني صاحب البيان، وسمعا صحيح
البخاري على الحجار، وقد سمعته أنا عليهما، وناظرا تقي الدين بن تميمة، وظهرا عليه،
وكان ذلك من أسباب محنته، وكانت له مقالات فيما يذكر وكان شديد الإنكار على الإمام
فخر الدين، حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري
أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين، فما فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان في يده قضيب، فقال: والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا، ثم رفعه
ووضعه. وبحسبك مما طار لهذين الرجلين من الصيت بالمشرق أني لما حللت بيت المقدس
وعرف به مكاني من الطلب، وذلك أني قصدت قاضيه شمس الدين بن سالم ليضع لي يده
على رسم أستوجب به هنالك حقاً، فلما أطللت عليه عرفه بي بعض من معه، فقام إلي
حتى جلست، ثم سألني بعض الطلبة بحضرته فقال لي: إنكم معشر المالكية تبيحون
للشامي يمر بالمدينة أن يتعدى ميقاتها إلى الجحفة، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، بعد أنم عين المواقيت لأهل الآفاق " هن لهن، ولمن مر عليهن من غير أهلهن "
وهذا قد مر على ذي الخليفة وليس من أهله فيكون له، فقلت له: إن النبي، صل الله عليه
وسلم، قال " من غير أهلهن " أي من غير أهل المواقيت، وهذا سلب كلي، وإنه غير
صادق على هذا الفرد، ضرورة صدق نقيضه وهو الإيجاب الجزئي عليه، لأنه من بعض
أهل المواقيت قطعاً، فلما لم يتناوله النص رجعنا إلى القياس، ولا شك أنه لا يلزم أحداً أن
يحرم قبل ميقاته وهو يمر به لكن من ليس من أهل الجحفة لا يمر بميقاته إذا مر بالمدينة،
فوجب عليه الإحرام من ميقاتها، بخلاف أهل الجحفة، فإنها بين أيديهم، وهم يمرون عليها،
فوقعت من نفوس أهل البلد بسبب ذلك، فلما عرفت أتاني آت من أهل المغرب فقال لي:
تعلم أن مكانك في نفوس أهل هذا البلد مكين، وقدرك عندهم رفيع، وأنا اعلم انقباضك
)
¥