وأكتفي بأن أنقل فقرات من كتاب " المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف " للمحقق ابن القيم، يذكر في هذا الكتاب رحمه الله ضوابط للحديث الموضوع الذي لا يقبل في الدين، ومن هذه الضوابط " الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، وكلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد. فحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في المسجد، فسمع كلامًا من ورائه، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر. وحديث: يلتقي الخضر ولياس كل عام وحديث: يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر.
وسئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق، فقال: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.
وسئل الإمام البخاري عن الخضر والياس هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا؟ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد " (رواه الشيخان). وسئل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة فقالوا - مستدلين بالقرآن -: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفإن مت فهم الخالدون)؟ (الأنبياء: 34).
وسئل عنه شيخ السلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ، فقال:"لو كان الخضر حيًا لوجب عليه أن يأتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، فأين كان الخضر حينئذ؟
فالقرآن،والسنة، وكلام المحققين من علماء الأمة ينفي حياة الخضر كما يقولون.
القرآن يقول: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون)
فالخضر إن كان بشرًا فلن يكون خالدًا، حيث ينفي ذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ فإنه لو كان موجودًا لجاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد قال عليه الصلاة والسلام:"والله لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني" (رواه أحمد عن جابر بن عبد الله)
فإن كان الخضر نبيًا، فليس هو بأفضل من موسى، وإن كان وليًا فليس أفضل من أبي بكر.
وما الحكمة في أن يبقى طيلة هذه المدة - كما يزعم الزاعمون - في الفلوات والقفار والجبال؟ ما الفائدة من هذا؟ ليس هناك فائدة شرعية ولا عقلية من وراء هذا. إنما يميل الناس دائمًا إلى الغرائب والعجائب والقصص والأساطير، ويصورونها تصويرًا من عند أنفسهم ومن صنع خيالهم، ثم يضفون عليها ثوبًا دينيًا، ويروج هذا بين بعض السذج، ويزعمون هذا من دينهم، ولكن ليس هذا من الدين في شيء ... والحكايات التي تحكي عن الخضر إنما هي مخترعات ما أنزل الله بها من سلطان.
أما السؤال حول: هل هو نبي أو ولي؟ فالعلماء قد اختلفوا في ذلك، ولعل الأظهر أنه نبي كما يبدو من الآية الكريمة التي تلوناها من سورة الكهف ... (وما فعلته عن أمري) فهي دليل على أنه فعل ذلك عن أمر الله، ومن وحيه لا من عند نفسه. فالأرجح أنه نبي وليس مجرد ولي.
والله أعلم
نقلاً عن موقع إسلام أون لاين. نت
وله كذلك فتوى صوتية عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي موجودة على موقعه وموقع إسلام أون لاين ولم أستقص جميع أقواله في هذا المقال لقلة الوقت
وقد استقصيت جميع فتاوى الأزهريين في رسالتي (موافقة قتاوى الأزهريين لفتاوى الوهابيين)
تنبيه: للشيخ القرضاوى آراء تخالف منهج أهل السنة عفا الله عنا وعنه وإنما بينت موقفه فقط من الحركة الوهابية لكونه أزهرييا
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:25 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك واصل وصلك الله بالفضائل
وبعدد تمامه أخرجه لنا بصورة منسقة
بوركت
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[17 - 05 - 08, 04:15 م]ـ
غفر الله لك تحشر السلفيين في بؤرة الأشاعرة لماذا
وأنت تعلم أن ممن ذكرت من كان أشعريا ثم تاب الله عليه ومنهم من كان مخلطا ثم صرف الله قلبه غلى السنة
اقرأ مقال ((التلميع سبيل من سبل التمييع)) لعل الله أن ينفعك به
دمت أخا غيورا ولا اشك في حرصك على تقريب الناس وتقليل الخلافات ولكن لا تكن كالذين راموا تقريب الأديان زعما منهم انهم نباذون للخلاف قرابون للبشرية
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 04:22 م]ـ
¥