والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الإبتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية, ثم إنتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356هـ الموافق 1937م) والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف, وبدأت كتاباته في مجلة (الإخوان المسلمين) أثناء دراسته بالسنة الثالثة في الكلية, بعد تعرفه على الشيخ حسن البنّا مؤسس الجماعة, وظل الإمام يشجعه على الكتابة حتى تخرّج بعد أربع سنوات في سنة (1360هـ = 1941م) وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد حتى حصل على درجة العالمية سنة (1362هـ = 1943م) وعمره ست وعشرون سنة, وبدأت بعدها رحلته في الدعوة من خلال مساجد القاهرة, وقد تلقى الشيخ العلم عن الشيخ عبد العظيم الزرقاني, والشيخ محمود شلتوت, والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى وغيرهم من علماء الأزهر الشريف.
إنضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بمرشدها الاول حسن البنا.
سافر إلى الجزائر في بداية الستينيات للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ب قسنطينة, درس فيها رفقة العديد من العلماء الأجلاء كالشيخ يوسف القرضاوي و الشيخ البوطي حتى التسعينات من القرن الماضي.
نال العديد من الجوائز والتكريم فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام 1989 م.
وفاة الشيخ ودفنه بالبقيع
توفي في 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الاسلام وتحديات العصر ودفن بالبقيع وكان قبلها صرح بأن امنيته أن يدفن في البقيع وتحقق له ما تمنى.
ثانيا: موقف العالم الأزهري محمد الغزالي من الحركة الوهابية
ثناء الشيخ على الدعوة الوهابية:
قال الشيخ الأزهري محمد الغزالي رحمه الله في كتابه:
(الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر –مكتبة وهبة – الطبعة الثالثة – 1410 هـ ص 52):
(ومع أننا نعيب على العرب تقاعسهم في خدمة الثقافة الإسلامية الصحيحة إبّان هذه القرون الهامدة من الحكم التركي، إلا أننا نذكر أن الحركة الوحيدة التي نهض بها العرب لإصلاح العقائد والعبادات ومحو ما شابها من زيغ وانحراف قاومتها الدولة بالسيف حتى أجهزت عليها. . نعني حركة الإصلاح التي قام بها محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب ... )
وقال الشيخ محمد الغزالي الأزهري رحمه الله في كتابه:
(مائة سؤال عن الإسلام) -
(رفع محمد بن عبد الوهاب شعار التوحيد، وحق له أن يفعل! فقد وجد نفسه في بيئة تعبد القبور، وتطلب من موتاها ما لا يطلب إلا من الله سبحانه ..
وقد رأيت بعيني من يقبلون الأعتاب ويتمسحون بالأبواب ويجأرون بدعاء فلان أو فلان، كي يفعل كذا وكذا! ما هذا الزيغ؟ ما الذي أنسى هؤلاء ربهم؟ وصرفهم عن النطق باسمه والتعلق به؟ وماذا يرجو العبيد من عبد مثلهم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا؟ إنه لو كان حيا ما ملك لهم شيئاً، فكيف وهو ميت؟ .. )
وله فتاوى تطابق فتاوى الوهابيين ومنها:
1_ فتوى الشيخ الغزالي في الحضرة الصوفية:
نص السؤال:
طائفة من العباد يجتمعون على ذكر الله بأسمائه الحسنى كلها أو بعضها، وقد يتمايلون أو يهتزون، فما حكم هذه العبادة؟
الجواب:
هذه بدعة قديمة استحدثها بعض أصحاب المشاعر المضطربة، وقد سماها بعض الصحافيين الأجانب "الرقص الديني" وهي تسمية يحس المسلم بالخزي إذا سمعها، لأنها تجعل الإسلام أشبه بالعبادات التي يمارسها الزنوج في أفريقية وهذه فتنة مزعجة، وإهانة شديدة للإسلام. .
والغريب هو ظهورها من قديم! فقد سئل الحسن البصري عن هذه المجالس فنهى عنها أشد النهي! وقال: لم يكن ذلك من عمل الصحابة ولا التابعين، وكل ما لم يكن من عمل الصحابة ولا التابعين فليس من الدين – يقصد في شئون العبادات – وقد كان السلف حراصا على الخير وقافين عند حدود الله، وكانوا أحرص على الخير من هؤلاء، فنعلم أن ما تركوه ليس من الدين وقد قال تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم". .
قال الإمام مالك بن أنس تعقيباً على كلام الحسن البصري: "فما لم يكن يومئذ دينا لن يكون اليوم دينا، وإنما يعبد الله بما شرع، وهذا التجمع بالذكر والتمايل فيه لم يشرع قط فلا يصح أن يعبد الله به". .
¥