وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: «والمرجئة ثلاثة أصناف: الذين يقولون الإيمان مجرد ما فى القلب، ثم من هؤلاء من يُدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة كما قد ذكر أبو الحسن الأشعرى أقوالهم فى كتابه وذكر فرقًا كثيرة يطول ذكرهم، لكن ذكرنا جمل أقوالهم، ومنهم من لا يدخلها في الإيمان؛ كجهم ومن اتبعه كالصالحي وهذا الذي نصره – أي الأشعري - هو وأكثر أصحابه، والقول الثانى من يقول هو مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية، والثالث تصديق القلب وقول اللسان وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منهم».
وأما مقولة «لا يضر مع الإيمان ذنب» فقال عنها صاحب كتاب «الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل» (الشيخ محمد بن محمود آل خضير – حفظه الله – (1/ 299 – 202): (اشتهر على ألسنة كثير من الناس أن المرجئة هي الفرقة التي تقول: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهذا القول وإن نُسب إلى بعض المرجئة، كاليونسية، إلا أنه لا يُعلم قائل من أهل العلم قد ذهب إليه، ونسبته إلى مقاتل بن سليمان كذب عليه. قال شيخ الإسلام: "وأما ما يذكر عن غلاة المرجئة أنهم قالوا: لن يدخل النار من أهل التوحيد أحد، فلا نعرف قائلا مشهورًا من المنسوبين إلى العلم يذكر عنه هذا القول ".وقال: "وهذا قد يكون قول الغالية الذين يقولون: لا يدخل النار من أهل التوحيد أحد، لكن ما علمت معيناً أحكي عنه هذا القول، وإنما الناس يحكونه في الكتب ولا يعيِِّنون قائله، وقد يكون قول من لا خلاق له، فإن كثيرًا من الفساق والمنافقين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب أو مع التوحيد، وبعض كلام الرادين على المرجئة وصفهم بهذا ". والخطر الذي يكمن من شيوع هذه المقالة، هو ظن كثير من الناس أن من برئ من هذا فقد برئ من الإرجاء، وظنهم أن الإرجاء قول متهافت ظاهر البطلان، لا يمكن أن يقول به أحد قرأ القرآن، ونظر في السنة، وعرف شيئًا من نصوص الوعيد؛ فإنَّ كون المسلم الموحد قد يدخل النار بذنبه، تواتر تواترًا يفيد العلم الضروري. ولو كان الإرجاء منحصرًا في هذه المقالة المتهافتة، لما ذهب إليه جمع من العُباد والزهاد، والفقهاء والنظّار، من أمثال طلق بن حبيب، وذر بن عبد الله، وحماد بن أبي سليمان، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وأبي الحسن الأشعري في أحد قوليه، وأبي منصور الماتريدي، ومن تبعهما من الأشاعرة والماتريدية، وفيهم خلق كثير من الحنفية والمالكية والشافعية، وبعض الحنابلة. وهذا الجهل بحقيقة الإرجاء، ومقالات المرجئة، أدى إلى شيوعه وانتشاره، وتبني كثير من المتأخرين له، .. ) إلخ ماقاله. وأنصح الدكتور الأدلبي بالرجوع إليه. وقد وجدت كتابه مصوّرًا على الشبكة على هذين الرابطين:
http://kabah.info/uploaders/norh/mhmod1.pdf
http://kabah.info/uploaders/norh/mhmod2.pdf
2- أنكر الأدلبي على الشيخ سفر أنه نسب للأشاعرة تكفير من وصف الله بالعلو، فقال (ص12): «أين وجد الباحث هذا؟!!! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».
والجواب: لو راجع الدكتور كتاب «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيتمي (ص151 – 154) لوجده يذكر اختلاف الأشاعرة في تكفير مثبت صفة (العلو)، ونقل عن بعضهم قوله: «من اعتقد الجهة في حق الله جل وعلا فهو كافر بالإجماع، ومن توقف في كفره فهو كافر ... الخ» وقال في: «الفتاوى الكبرى الفقهية» (ص10): «وقال جماعة من الأئمة بكفرهم»!
وهذا بسبب ظنهم أن من أثبت لله صفة العلو كما أثبتها عز وجل لنفسه وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم فهو قائل بالجهة التي تستلزم التحيز .. الخ، إلزاماتهم السخيفة؛ لأنهم قاسوا صفات ربهم بصفاتهم البشرية.
وأنصح الدكتور الأدلبي – وفقه الله – أن يرجع لكتاب «العلو» للذهبي، أو «مختصره» بتقديم العلامة الألباني – رحمه الله – لعله يزيل الأوهام التي حجبته عن الإيمان بهذه الصفة العظيمة التي جاءت بها مئات الأدلة. وهنا رابط مهم:
أنواع أدلة العلو النقلية وطرقه العقلية من كلام أئمة أهل السنة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81441
أحد عشر إجماعا في إثبات علو الله على خلقه
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/2.htm
شبهات واعتراضات حول صفة العلو والرد عليها
¥