7 - ادعى الأدلبي (ص 25) أن شيخ الإسلام يُكفر خصومه، قال: (وأَكتفي بنقل جزء من كلام ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ ظاهره أَنه يكفِّر خصومه الذين دعوه للحضور من الأمراء والقضاة ومن معهم، إِذ يقول: "فإِنه في آخر شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة جاء أَميران رسولين من عند الملأ المجتمعين من الأمراء والقضاة ومن معهم ... " ثم قال "فأخذا الجواب وذهبا، فأطالا الغيبة، ثم رجعا ولم يأتيا بكلام محصل إِلا طلب الحضور، فأَغلظت لهم في الجواب، وقلت لهم بصوت رفيع: يا مبدِّلين، يا مرتدين عن الشَّريعة، يا زنادقة". فمن هم المعنيُّون بأَنهم مبدِّلون ومرتدُّون عن الشريعة وزنادقة؟ الأميران المرسلان من قبل الملأ؟ أو الملأ الذين أَرسلوا الرسولين من الأمراء والقضاة والعلماء الذين معهم؟؟!!!).
قلت: عجبًا للدكتور! يدع أقوال شيخ الإسلام الكثيرة عن الأشاعرة وعلمائهم، الصريحة في بيان موقفه منهم، وهي موجودة في رسالة قريبة من متناول يده! " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " للدكتور عبدالرحمن المحمود. هنا: http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1834
ثم يتشبث بمثل هذه الكليمات التي قيلت في مواقف مشحونة، ويُحمّلها مالا تحتمل! فأين الإنصاف؟
والشيخ لم يكذب في كلامه السابق عنهم؛ فهم مُبدلون لعقيدة السلف، مرتدون عنها إلى غيرها من البدع الكلامية. وقد وضح مقصده في نفس الكتاب الذي ينقل الأدلبي منه! وهو " التسعينية " فقال (1/ 175): (وهؤلاء جعلوا هذه الألفاظ المجملة أصلاً أمروا بها، وجعلوا ما جاء به الرسول من الآيات والأحاديث فرعًا يُعرض عنها ولا يُتكلم بها ولا فيها، فكيف يكون تبديل الدين إلا هكذا؟). وقال (1/ 177): (فمن عاقب على فعل أو ترك بغير ما أمر الله ورسوله، وشرع ذلك دينًا، فقد جعل لله ندًا، ولرسوله نظيرًا، بمنزلة المشركين الذين جعلوا لله أندادًا، وبمنزلة المرتدين الذين آمنوا بمسيلمة الكذاب .. ). والزنديق يُطلق على أهل البدع أيضًا.
- ثم استنكر الأدلبي وصف شيخ الإسلام رحمه الله للأشاعرة أنهم " مخانيث المعتزلة "! لأنه فهم كلام العلماء بفهم العامة! وهي كلمة مقولة قبل شيخ الإسلام في وصفهم؛ قال شيخ الإسلام: (ويقولون إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة والأشعرية مخانيث المعتزلة، وكان يحيى بن عمار يقول: المعتزلة الجهمية الذكور، والأشعرية الجهمية الإناث، ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية) (مجموع الفتاوى: 6/ 359). وذلك لأن مذهبهم هجين بين أهل السنة والمعتزلة، فالتخنث هنا بمعناه اللغوي، ومنه الخنثى المشكل الذي هو ليس بذكر ولا أنثى. ولأخي: الشيخ عايض الدوسري بحثٌ أثبت فيه أن الأشعرية سبقوا ابن تيمية في استخدام هذه الصيغة في وصف خصومهم، فلعلك تراجعه.
8 - قال الأدلبي (ص 30 .. ): (والذي يتتبع كلام ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ في العقيدة يجد أن فيه خللاً في عدد من المواضع، وهذه إشارات لبعضها). ولننظر: هل الخلل في كلام شيخ الإسلام أو هو في فهمه – هداه الله -!
أ- أنكر الأدلبي على الشيخ قوله في " مسألة تسلسل الحوادث ". وأحيله إلى هذه الروابط؛ لعله يفهم قول الشيخ رحمه الله، ولا ينسب إليه افتراءاتٍ لم يقل بها. ولعله يُعيد النظر في مذهبه الأشعري عندما يرى اللوازم التي يُلزمه بها من يقول بقِدم العالم من الفلاسفة الضالين.
(قِدم العالم و تسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام ابن تيمية والفلاسفة
مع بيان من أخطأ في المسألة من السابقين والمعاصرين) للأستاذة /كاملة الكواري
http://www.saaid.net/book/108.zip
دعوى أن شيخ الإسلام يقول بقدم العالم!
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
ب- أنكر الأدلبي على شيخ الإسلام دفاعه عن " حديث الأوعال ".
والجواب:
¥