تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: السبب في طعن الباجي الأشعري في ابن خويز منداد - وتابعه للأسف ابن حجر في «لسان الميزان» (5/ 291) - بيّنه القاضي عياض في: «ترتيب المدارك» (2/ 606) فقال: (وكان – أي ابن خويز منداد – يجانب الكلام جملة، وينافر أهله، حتى تعدى ذلك إلى منافرته المتكلمين من أهل السنة، وحكم على الكل بأنهم من أهل الأهواء الذين قال مالك في مناكحتهم وشهادتهم وإمامتهم وعيادتهم وجنائزهم ما قال – رحمه الله -). وانظر «الديباج المذهب» (2/ 229)، و «شجرة النور» (103)، و «جمهرة تراجم الفقهاء المالكية» (2/ 1005 – 1006).

قلت: وقد طُبِعت قريبًا رسالة جامعية بعنوان «الإمام العلامة ابن خويز منداد وآراؤه الأصولية» رد فيها الباحث الدكتور ناصر قارة على من حاول الطعن فيه من الأشاعرة المناوئين له؛ لاسيما الباجي (ص72 – 75) وقال عنه: «كان عالمًا بحق، متحررًا من قيود المذهبية المتعصبة، ذا روح اجتهادية».

ومن المسائل التي ألّبت الأشاعرة عليه: رأيه في المجاز، وأخبار الآحاد، وغيرها (تنظر الرسالة السابقة).

10 - طعن الأدلبي (ص 47) فيما نُسب لأبي العباس بن سريج، والكرجي، وأحيله إلى هذا الرابط لمعرفة خطئه:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1277698

11- شكك الأدلبي (ص 50) في نقد الشيرازي للأشاعرة مدعيًا أن الشيرازي أشعري، خاتمًا بقوله: (فهذا هو أبو إسحاق الشيرازي، أشعري محض، وكلامه من صميم مذهب الأشاعرة، بخلاف قول الباحث عنه، وهذا عاقبة التسرع وعدم التحقيق والاعتماد على ما ينقله المتسرعون. فتنبه!!!).

قلت: تنبهنا .. فإذا مسألة أشعرية الشيرازي من عدمها ليست بهذه السهولة التي صورها الدكتور. وتنبهنا .. فوجدنا الشيخ سفر مسبوقًا بباحثين غيره أثبتوا " سلفية " الشيرازي، وليس مجرد نقده للأشاعرة. فليس في الأمر عجلة من الشيخ كما يدعي الدكتور الأدلبي – هداه الله -. وبإمكان القارئ الرجوع إلى مقدمة الأستاذ عبدالمجيد تركي لـ " شرح اللمع " للشيرازي لمعرفة مادار حول هذه المسألة من وجهات نظر قابلة للأخذ أو الرد، وأسماء من أثبت سلفية الشيرازي. ثم قال الأستاذ عبدالمجيد في خاتمة المبحث (1/ 88): (لسنا ندعي أننا في هذه العجالة سوف نحسم الخلاف في القضية). فتأمل ..

12 - لم يُعلق الأدلبي على موقف الإسفرائيني الشافعي من الأشاعرة!

13 - قال الأدلبي (ص 51) عن الهروي: (والقول بأن كلاً من الشافعية والحنابلة يدعي الهروي لمذهبهم لا مستند له في الواقع، وهذا من باب التسرع والحكم لأدنى اشتباه)!

أقول: قال الدكتور عبد الرحمن الشبل في مقدمة تحقيقه لكتابه «ذم الكلام» (1/ 80): (كان يأخذ بمذهب الشافعي أحيانًا) ثم رجح أنه مجتهد.

14 - زعم الأدلبي (ص 52) أن عقيدة الطحاوي ليست على مذهب أهل السنة! ولم يُبين: إن لم تكن الطحاوية على منهج أهل السنة، فهل هي على منهج الأشاعرة مثلاً؟! بل هي من عقائد أهل السنة، ولا يُخرجها عن هذا أخطاء يسيرة نبه عليها علماء أهل السنة. انظر على سبيل المثال: http://www.binbaz.org.sa/mat/8843

- ثم قال عن شارحها ابن أبي العز: (خرج عما يعتقد معظم علماء المذهب الحنفي، وانتقل إلى عقيدة ابن تيمية)!! وهذا ينبئك عن رأي الأدلبي في شيخ الإسلام، وأنه قد أتى بعقيدة جديدة تخالف أهل السنة!!

15 - قال الأدلبي (ص 54): (ولم يذكر أصلاً واحداً من كلام بشر المريسي وتوافقه مع كلام الأشاعرة ليوضح لنا أنهم أخذوه منه!!!).

قلت: لو رجعت إلى رد الإمام الدارمي على بشر المريسي لعلمت (الأصول) الكثيرة التي توافق فيها هو والأشاعرة المتأخرين؛ ومن أبرزها وضع أصول تأويل صفات الله عز وجل. فهم جميعًا «جهمية». وللفائدة: هنا رسالة مهمة تناقش هذه الأصول البدعية:

(الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات والرد عليها)

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=18828

16- تجاوز الأدلبي (ص 55) الأدب مع إمام أهل السنة: أحمد بن حنبل - رحمه الله –، محاولاً التهوين من تحذيره من شيخهم ابن كلاّب.

17 - حاول الأدلبي التشكيك في «الاعتقاد القادري» بسبب عبارة وردت فيه: «كان ربنا وحده لا شيء معه»!! متغافلاً عن أن هذا الاعتقاد إنما كُتب لنصر مذهب أهل السنة في مقابلة أهل البدع - ومنهم الأشاعرة - الذين ظهر قرنهم، فقرَّر مذهب أهل السنة في قضايا كثيرة تخالفهم؛ كمسألة الصفات وغيرها، وإليك عبارات منه تنسف مذهب الأشاعرة البدعي:

(لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية)، و (كلام الله تعالى غير مخلوق .. الخ)، و (الإيمان قول وعمل ونية، وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح .. الخ).وانظر للزيادة: «الاعتقاد القادري - دراسة وتعليق» للدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف (مطبوع ضمن كتابه بحوث علمية محكّمة: ص 169 – 237).

(يتبع إن شاء الله)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير