تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سأكتفي بهذا القدر فقد اشمأزت نفسي من تتبع الباقي والوقوف عليه وهو غاية في الشناعة والمحادة لدين الأنبياء والرسل، ومن وقف على الكلام بتمامه – والكتاب مطبوع متداول - فإنه سوف يجد فيه من الضلال والزيغ ما يتأكد معه صحة تأليف الرازي لكتاب "السر المكتوم" إذ أنَّ إيمان الرازي بمثل هذه الضلالات وإشباعها بحثاً ونظراً وتعليمها للناس في آخر كتاب كتبه في حياته، ليدل دلالة واضحة صريحة على إمكانية تأليف شيء مستقل في ذلك وهو ما أثبته أكثر المترجمين للرازي كما مرّت الإشارة إليه، فانتفت بذلك الموانع التي يراها بعض المترجمين مثل كون الرازي بعيداً عن السحر، وما شابه ذلك.

وإنّما أعدت الكلام في الموضوع تدليلاً على أن أهل السنة وأئمتهم وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي وغيرهم لم يتكلّموا في الرازي عبثاً، وإنّما وقفوا على آثاره الدالة على إيمانه بمثل هذه الأباطيل ولهذا بالغوا في النكير عليه، وبه يُعلم أيضاً شرف علماء السلف وعظيم قدرهم إذ منَّ الله عليهم بالنظر في القرآن والسنة وتتبع دلالاتها والعمل بمقتضاها وربط الناس بها وتعليقهم بالله الواحد الأحد وتجريد العبودية الخالصة له وحده سبحانه، والبعد عن مذاهب أهل البدع والضلالة فضلاً عن مذاهب أهل الشرك والإلحاد.

وبمثل هذا يظهر للجميع بون ما بين علماء السلف وأئمتهم الذين يقضون دهرهم ينافحون عن دين الله ودعوة أنبياء الله ورسله، وبين غيرهم من الذين يبحثون في أنواع من الباطل والسوء والشر ولو كان ذلك يتضمن المعارضة لأصل دعوة جميع الأنبياء والرسل باعتقاد تأثير الأفلاك والكواكب والتقرب لها بأنواع من القرابين والدماء وغير ذلك من الشرك العظيم).

20 – قال الإدلبي عن الرازي (ص 60 – 61):

(نقل الباحث أن ابن حجر قال في لسان الميزان في آخر ترجمة فخر الدين الرازي: أوصى بوصية تدل على أنه حسّن اعتقاده!!!. وقد وقع في قلبي من هذه الكلمة شيء، واستبعدتها جداً، لكن ما العمل؟ وليس أمام الباحث من لسان الميزان إلا هذه الطبعة السقيمة المحرفة المشوهة!!!. ثم ظهرت طبعة حسنة قيمة من اللسان، محققة على عدة نسخ خطية، بعناية الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله، وتبين منها أن تلك الكلمة ليست في شيء من النسخ الخطية)!

قلت: قوله (ليست في شيء من النسخ) ليس بصحيح، فقد وجدتها في نسخة مكتبة بديع الدين شاه بباكستان. وإليك صورتها:

http://store2.up-00.com/Aug10/ALo80908.jpg

ولعل أحد الباحثين يتأكد – أيضًا – من وجودها في النسخ التي اعتمدها أبوغدة! وفي النسخ التي اعتمدها محققو الطبعات الأخرى ..

21 - ادعى الإدلبي (ص 62 - 63) أن من يطعن في مذهب الأشاعرة بسبب جرح بعض علمائه، هو كمن يطعن في " الحنابلة " بسبب جرح بعض علمائهم! ثم أورد أسماء حنابلة تُكلِّم فيهم. وهذا من غرائب الإلزامات!! لأن جرح علماء الحديث وأهل السنة لهذا الراوي " الحنبلي " أو ذاك، ليس لأجل مذهبه واعتقاده! وإنما لأجل انحرافه عن منهجهم إما في اعتقاده أو سلوكه .. فتأمل. وهذا بخلاف جرحهم للأشاعرة؛ فإنه بسبب عقيدتهم المنحرفة، وكلامياتهم المذمومة؛ كما فعلوا مع الآمدي والرازي.

22 - ردد الإدلبي (ص63) – للأسف – لمز الكوثري وأمثاله لابن بطه، وتجد الرد على اتهاماتهم له في رسالة " قمع الدجاجلة " للشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي (ص 256 – 260)، هنا:

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=6309

23- حاول الإدلبي (ص 65 .. ) بتكلف أن يُثبت أن (الجويني وابنه والرازي والهمداني) لم يتحيروا أو يتراجعوا عن مسائل هي من صميم مذهب الأشاعرة! وأحيله إلى (شرح الطحاوية) لابن أبي العز (ص 208 - 210). وفيه اعترافهم ورجوعهم عن علم الكلام الذي أدى بهم إلى الاعتقادات المخالفة لنصوص الكتاب والسنة، التي يفهمها عجائز نيسابور.

24 - استنكر الإدلبي (ص 68) على شيخ الإسلام – رحمه الله – قوله عن الرازي: بأنه يرى في كتابه " المطالب العالية " بأن مسألة حدوث الأجسام من (محارات العقول)

قلت:كل طالب عام يفهم من عبارة الرازي ودعائه الذي ختم به مبحثه (4/ 322): (يامن ذكره شرف الذاكرين، وما من طاعته فخر للمطيعين: إن أصبت فيما قلت، فمنك الفضل والإحسان، وإن أخطأت فمن الجهل والخذلان ... إلخ) ما فهمه شيخ الإسلام.

24 - دعوى أكثرية الأشاعرة التي دندن حولها الإدلبي (74 - 77) تمت مناقشتها كثيراً، انظر على سبيل المثال:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207365

25- ادعى الإدلبي (79 - 82) أشعرية الحافظ ابن حجر، وقد سبقت مناقشة هذا الادعاء كثيرًا.وقد ألف فيه الأخ الشيخ جمال بن نصر عبدالسلام كتاباً بعنوان (البدور السافرة في نفي انتساب ابن حجر إلى الأشاعرة) طبع عام 1430هـ بمصر. فليراجع.

http://store2.up-00.com/Aug10/JXK80908.jpg

26- ردد الإدلبي (ص63) – للأسف – لمز الكوثري وأمثاله للإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله – بقوله عنه: (وهو القائل في وصف الله سبحانه: ولو قد شاء لاستقرَّ على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات السبع والأرضين السبع).

وتجد دفع هذه الفرية، والفهم السقيم هنا:

http://majles.alukah.net/showthread.php?p=380806

( يتبع إن شاء الله)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير