8 - تعرض لبعض المسائل الفقهية كما في تفسيره لقوله -تعالى-: [كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ] الآيةَ، ص286 - 290، وكما في تفسيره لقوله -تعالى-: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ] الآيةَ، ص292 - 295.
9 - تنويهه بمكارم الأخلاق، وأثرها في سيادة الأمة، والرقي بها.
فهذا مجمل ما جاء في الكتاب، وطريقة مؤلفه فيه.
نماذج لنقول من الكتاب
1 - قال -رحمه الله- مبيناً مقاصد سورة الفاتحة: "اشتملت هذه السورة بوجه إجمالي على مقاصد الدين: من توحيد، وتعبد وأحكام، ووعد ووعيد.
ولهذه المزية سميت أم القرآن، وافْتُتِح بها الكتاب المجيد، وأُمر الناس بقراءتها في كل صلاة، وهي مقولة على ألسنة العباد لتعليمهم كيف يناجون البارئ -تعالى-، ويحمدونه ويتضرعون إليه". ص7
2 - وقال في تفسير قوله -تعالى-: [الرَّحْمنِ الرَّحيمِ]: "هما صفتان مشتقتان من الرحمة، والرحمة في أصل اللغة: رقة في القلب تقتضي الإحسان، وهذا المعنى لا يليق أن يكون وصفاً لله -تعالى-، ففسرها بعض العلماء بإرادة الإحسان، وفسرها آخرون بالإحسان نفسه، والموافق لمذهب السلف أن يقال: هي صفة قائمة بذاته -تعالى- لا نعرف حقيقتها، وإنما نعرف أثرها الذي هو الإحسان.
وليست الصفتان -أعني الرحمن الرحيم- بمعنى واحد، بل روعي في كل منهما معنىً لم يراع في الآخر؛ فالرحمن بمعنى عظيم الرحمة؛ لأن فعلان صيغة مبالغة في كثرة الشيء وعظمته، ولا يلزم منه الدوام، كغضبان وسكران، والرحيم بمعنى دائم الرحمة؛ لأن صيغة فَعيل تستعمل في الصفات الدائمة ككريم وظريف؛ فكأنه قيل: العظيم الرحمة الدائمها". ص7 - 8
3 - وقال في تفسير قوله -تعالى-: [وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ]: "عني القرآن الكريم بمدح المنفقين والحثِّ على الإنفاق؛ إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقي الأمم وسلامتها من كوارث شتى: مثل الفقر، والجهل، والأمراض المتفشية؛ فببذل المال تسد حاجات الفقراء، وتشاد معاهد التعليم، وتقام وسائل حفظ الصحة، إلى ما يشاكل هذا من جلائل الأعمال". ص16
4 - وقال في تفسير قوله -تعالى-: [وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ]: "للإيمان باليوم الآخر أثر عظيم في اجتناب الشر، والاستكثار من الخير". ص17
5 - وقال في خاتمة تفسيره لقصة آدم -عليه السلام- الواردة في سورة البقرة: "والقصة مع كونها حقيقة واقعة تنطوي على حكم شائقة، وعبر لامعة، يجدها المتدبر لكتاب الله قريبة المنال، غزيرة المثال، كأن يفهم منها أن سياسة الأمم على الطريقة المثلى إنما تقوم على أساس راسخ من العلم، ويفهم منها أن فضل العلم النافع فوق فضل العبادة، وأن روح الشر الخبيثة إذا طغت في نفس، ذهبت البراهين عندها ضائعة، ولا يوجهها إلى الخير وعد ولا يردعها عن الشر وعيد.
ويستفيد منها الرئيس الأعلى كيف يفسح المجال لمرؤوسيه المخلصين يجادلونه في أمر يريد قضاءه، ولا يزيد على أن يبين لهم وجهة نظره في رفق، وإذا تجاوزوا حد الأدب اللائق به راعى في عتابهم ما عرفه فيهم من سلامة القلب، وتلقي أوامره بحسن الطاعة.
ويستفيد منها المُتَقَلِّبُ في نعمة يغبط عليها أن مخالفة ما أمر الله قد تكون سبباً لزوال النعمة، وذلك ما يدعوه إلى تحصينها بالتزام الطاعة في كل حال". ص69
6 - وقال في معرض تفسيره لقوله -تعالى-: [وَاسْتَعِنُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ]: "ووجه كون الصبر معيناً على تلقي الأوامر بحسن الطاعة، هو أن يتربى بالنظر في عواقب الأمور.
ومن رسخت قدمه في هذا الشأن، وأصبح يقيس الأعمال بعواقبها وما يترتب عليها من آثار يحمدها - تضاءلت أمامه المصاعب، ولم يقف به عن العمل ما يلاقيه في سبيله من مشقة.
وكانت الصلاة معينة على النهوض بالأعمال الجليلة من جهة أنها عبادة يقوم بها العبد في كل يوم خمس مرات يناجي فيها ربه، ويقرأ فيها من القرآن ما فيه حكمة وموعظة حسنة، فتزكو نفسه، وتصفو سريرته، ويستمر هذا الحال في غير أوقات الصلاة؛ حتى إذا حضر وقت عمل واجب غير الصلاة، وجد في نفسه إقبالاً عليه، واستهانة بكل ما يلاقيه في سبيل الله من مكاره وآلام". ص78
7 - وقال في تفسير قوله -تعالى-: [وَإِنَّهَا لَكَبِيْرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ]: "والمعنى أن الصلاة صعبة إلا على الخاضعين الذين أسلموا وجوههم لله.
¥