عن زيد بن أسلم عن أبيه قال خرجت مع عمر رضي الله عنه إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغار والله ما ينضجون كراعا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن تأكلهم الضبع وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري وقد شهد أبي الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال مرحبا بنسب قريب ثم انصرف إلى ظهر بعير كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرار تين ملأهما طعاما وحمل بينها نفقة وثيابا ثم ناولها بخطامه ثم قال اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير فقال رجل يا أمير المؤمنين أكثرت لها قال عمر ثكلتك أمك والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ثم أصبحنا نستفيء فيه (البخاري)
ذكر شيء من تواضعه
عن عبد الله بن عباس قال: كان للعباس ميزاب على طريق عمر فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة وقد ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب صب ماء بدم الفرخين فأصاب عمر، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر فطرح ثيابه ولبس ثيابا غير ثيابه، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس فقال: و الله أنه للموضع الذي وضعه رسول الله.). فقال عمر للعباس: وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله. صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك العباس رواه أحمد
عمر يبشر بالجنة
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَفَتَحْتُ لَهُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَبَشَّرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَفَتَحْتُ لَهُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَالَ لِي افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ
(صحيح البخاري)
قصر عمر في الجنة
(جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَسَمِعْتُ خَشَفَةً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ هَذَا بِلالٌ وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا فَقَالَ لِعُمَرَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ فَقَالَ عُمَرُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ)
(صحيح البخاري)
عمر الشهيد
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعِد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ ومعه أبو بكر وعمرُ وعثمانُ، فرجف بهم فضربه برجله قال: "اُثْبُتْ أُحُد! فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" (سنن أبي داود)
الشيطان يهرب من عمر
عن سعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إيه يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده، ما لقيكَ الشيطان سالكاً فجّاً قطُّ إلا سلك فجّاً غير فجِّك) (السلسلة الصحيحة)
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور31)
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد
(عمر بن الخطاب شيخ المهاجرين والأنصار)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال مالي أراكم تختلفون في أصحابي أما علمتم أن حبي وحب أهل بيتي وحب أصحابي فرضه الله تعالى على أمتي إلى يوم القيامة ثم قال أين أبو بكر قال هاأنا ذا يا رسول الله قال ادن مني فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ورأينا دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم تجري على خده ثم أخذ بيده وقال بأعلى صوته معاشر المسلمين هذا أبو بكر الصديق هذا شيخ المهاجرين والأنصار هذا صاحبي صدقني حين كذبني الناس وآواني حين طردوني واشترى لي بلالاً من ماله فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين والله منه بريء فمن أحب أن يبرأ من الله ومني فليبرأ من أبي بكر الصديق وليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم قال له اجلس يا أبا بكر فقد عرف الله ذلك لك.
ثم قال صلى الله عليه وسلم أين عمر بن الخطاب فوثب إليه عمر فقال ها أنا ذا يا رسول الله فقال ادن مني فدنا منه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ورأينا دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم تجري على خده ثم أخذ بيده وقال بأعلى صوته معاشر المسلمين هذا عمر بن الخطاب هذا شيخ المهاجرين والأنصار هذا الذي أمرني الله أن أتخذه ظهيراً ومشيراً هذا الذي أنزل الله الحق على قلبه ولسانه ويده هذا الذي تركه الحق وماله من صديق هذا الذي يقول الحق وإن كان مراً هو الذي لا يخاف في الله لومة لائم هو الذي يفرق الشيطان من شخصه هو سراج أهل الجنة فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين والله منه بريء وأنا منه بريء)
(الرياض النضرة في مناقب العشرة المحب الطبري)
وهكذا فعل مع عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا محمد
وأقم الصلاة [/ FONT]