تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[29 - 12 - 07, 11:12 م]ـ

إياك نعبد وإياك نستعين: حُقّ للعبد وقد مر على خاطره ما مضى أن يخصه وحده جل وعلا بالعبادة ولا يتقدم بشئ من ذلك لغيره سبحانه وكيف يليق بمن هذه صفاته أن تصرف العبادة لغيره وأن يشرك به أو معه، وكما سبق فإن ليس للعبد حول ولا طول إلا من خالقه وربه تعالى فجاء طلب الاستعانة واني يا ربي لا أستطيع أن أعبدك كما أمرتني إلا إن أعنتني فلا حول ولا قوة إلا بك يا الله وقد يعبد المرء ربه بغير ما أمره لذا قال:

اهدنا الصراط المستقيم: فأسألك سيدي أن تهديني وتريني الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولما كان هذا الطريق مُدعى من قبل كل سالك حدده فقال:

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين: وأنا يا سيدي ضال حائر إلا إن هديتني جاهل إلا إن علمتني فأسألك سيدي ان تهديني طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين، وأعوذ بك سيدي من طريق من خالف أمرك وبدل قولك وكفر نعمتك فغضبت عليه كما أعوذ بك سيدي أن سلك طريق من عميت عليه الأدلة فضل وهلك وقد عرفت نفسك سبحانك بأنك ربي وأنك رحمن رحيم، فأنعم عليّ سيدي بهذه النعم .... آمين.

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[29 - 12 - 07, 11:54 م]ـ

سورة البقرة مدنية- آياتها 286

الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4}

أقول وعلى الله تعالى أعتمد

آلم: هذا مما استأثر الحق بعلمه، وخاض قوم فيه وتكلفوا تفسيره، مما جعل أقوالهم تتضارب، ولو سلموا بالعجز لكان أسلم، ولا شك أنه من إعجاز القرآن الكريم، والقرآن متحدىً به، بل بأقصر آية منه، فلو أن للعرب- وهو أهل فصاحة والقرآن إنما نزل بلسانهم- ادنى مدخل في الطعن في هذه الأية ومثيلاتها لما تركوها وهم في مقام الإعجاز والتحدي، فسبحان من أبهرت كلماته العقول وأخرست ألسنة المتحدين.

قلت وقد رأيت بعد تحريري لهذا الكلام هذه المشاركة لأحد الأفاضل بالملتقى فرأيت أنه من الحسن اضافتها ها هنا

يقول ابن القيم في كتابه الماتع بدائع الفوائد:

تأمل سر ألم كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة وهي أول المخارج من أقصى الصدر واللام من وسط مخارج وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني الحلق واللسان والشفتين وترتيب في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية

فهذه الحروف معتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها دار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا

وهو أن اللألف البداية واللام التوسط والميم النهاية فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه فمشتملة على تخليق العالم وغايته وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم

وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن وذكر الخلق وتكرير القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين قول العبد وذكر الرقيب وذكر السائق والقرين والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعيد وذكر المتقين وذكر القلب والقرون والتنقيب في البلاد وذكر القيل مرتين وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها وبسوق النخل والرزق وذكر القوم وحقوق الوعيد ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة وسر آخر وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير