، وإذا حلت التقوى القلب حالت بين الإنسان وبين سفك الدماء المحرم بين ازهاق الأرواح البريئة وقتل الأنفس الطاهرة كما قال تعالي ?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ ? يعني الذي لم يتقبل منه لأخيه الذي تقبل الله منه ?قال لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ? [المائدة:27] ?لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ? [المائدة:28]
فالتقوى تحول بين الإنسان وبين الوقوع في الحرام، علمت ذلك مريم فذكرت من أمامها وهي لا تعرفه بتقوى الله عز وجل ? إِنْ كُنْتَ تَقِيّ ? [مريم: من الآية18] جملة شرطية جوابها محذوف تقديره فارجع عما جئت إليه ولا تمسني بسوء.
-- انتهى كلام الشيخ - حفظه الله - محل الاستشهاد
،،، قلت (مصطفى)، فلما استغربت عدم تعلق الشرط المؤخر، فى ما ظننته جواب مقدم، ارسلت للشيخ اثناء المحاضرة هذا السؤال:
سؤال:
ذكرتم في تفسير الآية الكريمة ?قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّ ? [مريم:18] أن قوله تعالي ? إِنْ كُنْتَ تَقِيّ ? [مريم: من الآية18] يعتبر استئناف معنى جديد غير مرتبط بالاستعاذة التي في أول الآية وهي جملة شرطية جوابها محذوف تقديره فكف أو ارجع عن السوء فعلى ذلك هل يجوز الوقف في التلاوة على منك وهل يعتبر وقفا واجبا لأجل توضيح انفصال المعني الوارد في أول الآية وعن آخرها؟
أجاب فضيلة الشيخ
كما قال أهل التجويد ليس هناك في القرآن وقف واجب، كلمة واجب لا، هناك في القرآن وقف يسمى وقف لازم لماذا لأنك لو وصلت اختل المعني تأتي على "إنما يستجيب الذين يسمعون والموتي يبعثهم الله ثم إليه يرجعون " فهنا الوقف على "يسمعون" لازم ومع ذلك لو لم تقف لا تأثم فليس هناك وقف يسمى وقفا واجبا يجب الوقف، لكن العلم بأحكام الوقف يعطي الإنسان القدرة على إيصال المعاني للمستمعين، حينما يكون القارئ عالماً بأحكام الوقف؛ يقف على المعاني يبتدأ بها وينتهي إليها، فيبرز المعنى للمستمعين للقراءة، فيكون قارئا ومفسرا في نفس الوقت، لعلمه بأحكام الوقف.
,,, والله اعلى واعلم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[25 - 01 - 08, 05:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
،، قد يُفيد نقلى هذا من محاضرة للشيخ المفسر عبد العظيم بدوى - حفظه الله، لشرح سورة مريم، من المجد العلمية، كنت قد تابعت هذا التفسير، وشد انتباهى تفسيره لهذ الآية
جزاك الله خيرا أخي الفاضل مصطفى رضوان.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[26 - 01 - 08, 07:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل مصطفى رضوان.
واياكم اخانا الحبيب
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 12:14 ص]ـ
قال تعالى:
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}
على قراءة إن يظهر أن تركيبها اللغوي يشبه قوله تعالى:
{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}
وما يظهر من الآية الأولى يظهر من الآية الثانية
فهذا القرآن يصدق بعضه بعضا
والله الموفق للصواب
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[29 - 01 - 08, 05:34 ص]ـ
الله أكبر
وبسم الله ماشاء الله
فسر ما أردت قوله يا شيخنا الفاضل إبراهيم الجزائري
فقد راجعت التفاسير ورأيت أمرا عجيبا
وأفضل أن تشرح ما قلت
حتى يفهم من لم يفهم.
جزاك الله عنا كل خير.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 01 - 08, 11:25 م]ـ
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}
ومن كسر جعلها للشرط وما قبلها جوابا لها؛ لأنها لم تعمل في اللفظ. ونظيره: "وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين" / القرطبي
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[31 - 01 - 08, 05:48 ص]ـ
الشيج الفاضل ابراهيم الجزائري جزاكم الله كل خير.