ولقد سألت شيخا مشهودا له ولا نزكيه على الله قبل أن أعرض الموضوع؟ هل أنا مخطىء؟!
{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} (يوسف:86)
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[24 - 01 - 08, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
،، قد يُفيد نقلى هذا من محاضرة للشيخ المفسر عبد العظيم بدوى - حفظه الله، لشرح سورة مريم، من المجد العلمية، كنت قد تابعت هذا التفسير، وشد انتباهى تفسيره لهذ الآية
اليكم النقل:
?فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّ ? [مريم: من الآية17] فلما رأت نفسها بين يدي إنسان في خلوة وليس عندها أحد لم تجد ملجأ تلجأ إليه إلا الله سبحانه وتعالي فلجأت إلي الله واعتصمت بالله واستجارت بالله
?قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ? [مريم:18]
أعوذ بالله ألجأ إلى الله ألتصق بجناب الله سبحانه وتعالي ?قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ? [مريم: من الآية18] لأنه لا ملجأ ولا منجى إلا إلي الله سبحانه وتعالي في كل أمر، وفي الشدائد والخطوب لا يلجأ إلا إلي الله سبحانه وتعالي
فلجأت إلي الله لينجيها ويخلصها من هذا الإنسان الذي اقتحم عليها خلوتها لأنه من المعلوم بداهة حين تكون فتاة في خدرها أو وراء حجابها في خلوة ليس معها أحد وتفاجأ بإنسان تسور المحراب ودخل عليها خلوتها بداهة ماذا يريد هذا الرجل من هذه المرأة الخلوة إلا ما يريد الرجل من المرأة، فاستعاذت بالله عز وجل ولجأت إليه وفرت إليه ?قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ? [مريم: من الآية18]
ثم ذكّرته بالله عز وجل وتقواه قائلة ?إِنْ كُنْتَ تَقِيّ ? [مريم: من الآية18]
وانتبه جملة ? إِنْ كُنْتَ تَقِيّ ? [مريم: من الآية18] جملة شرطية جواب الشرط محذوف بعدها وليس هذا الشرط متعلقا بالاستعاذة ? إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ? [مريم: من الآية18] هذه جملة تامة انتهت،
وأما قولها ?إِنْ كُنْتَ تَقِيّ ? [مريم: من الآية18] فليس شرطا للاستعاذة لا وإنما هي تقول له ?إِنْ كُنْتَ تَقِيّ ? [مريم: من الآية18] فارجع عما جئت له ولا تمسني بسوء فعلمت عليها السلام أن التقي ذو نُهية، علمت أن الإنسان التقي إذا ذكر بالله تبارك تذكر وخاف من الله عز وجل وأقلع عما هم عليه أو به من المعاصي كما قال الله تعالي ?إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ? [لأعراف:201]
أحيانا يهم الإنسان بالسيئة ثم تنزاح عنه الغمة وينكشف عنه الغطاء ويرجع إليه نور الإيمان فيغلب ظلمة المعصية فيذكر الله فيخاف الله تعالي فيرجع عما هم به من السوء ?إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ? [الأعراف:201]
فالتقوى تحول بين الإنسان وبين الحرام، التقوى إذا حلت القلب حالت بين الإنسان وبين الوقوع في الحرام، التقوى تحول بين الإنسان وبين الوقوع في الزنا، علمت ذلك مريم فذكرت الذي أمامها وهي لا تعرفه إن كنت تقيا فارجع عما جئت له، وما أردته مني من السوء.
وفي حديث الغار؛الثلاثة الذين انطلقوا فآواهم المبيت إلي الغار قال أحدهم وهو يتوسل إلي الله تبارك وتعالي اللهم إنه كانت لي ابنة عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمّت بها سنة من السنين فجائتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها فرجعت ولم تفعل في أول مرة رجعت وتركت الذهب لم تقبله مقابل عرضها لم تساوم على عِرضها وشرفها، فلما ضغطت عليها الحاجة وزادت عليها الحاجة جاءته تسأله فأعطاها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بينها وبينه وبين نفسها فرضخت تحت ضغط الحاجة فلما قعد بين رجليها ذكرته بالله قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فانصرف الرجل عنها،
فالتقوى حين تعمر القلب وتملؤه تحول بين الإنسان وبين الوقوع في الزنا
¥