ولا خلاف عنه في الطاء من طه وطس طسم والياء من يس أنها جميعا بالفتح لا غير، وذكر أبو عمرو في "إرشاد المتمسكين" أنه قرأ لورش الطاء في طه وطس وطسم والياء من يس بالفتح قال: ورواية الجماعة عنه في النصوص بين اللفظين.
وذكر في "التلخيص" أن المصريين رووا عنه أداء إخلاص فتحة الطاء من طه وطسم وطس والياء من يس قال: والنص عنه في جميع ذلك بين بين قال: "وبالأول قرأت وبه آخذ "يعني الفتح ().
وهذه الأحكام التي قدمناها تجري في الوصل كما تجري في الوقف، ففي ذوات الياء يستوي الوصل والوقف في الأخذ بإمالة بين بين لا غير لورش فيما فيه راء، وبالوجهين فيما لا راء فيه وفي لفظ "أراكهم" كما تقدم، وكذلك فيما ذكرنا من أخذه بالإمالة "بين بين" لا غير في السور العشر فإنه يستوي فيها الوصل والوقف، وإن كان أصل الإمالة فيها مبنيا على إرادة الوقف، لأنها فواصل ورؤوس آي، وهي مواضع الوقف، وكذلك نقول فيما استثناه من التي فيها الهاء فإن الوقف والوصل فيها سواء. وقد أشار ابن بري إلى هذه القاعدة بقوله:
فصل ولا يمنع وقف الراء
حملا على الوصل وإعلاما بما إمالة الألف في الأسماء
قرأ في الوصل كما تقدما
ومراده بهذين البيتين الوقف على مثل "وقنا عذاب النار"، لأن الراء تصير فيه ساكنة للوقف فتزول الكسرة التي لأجلها أميلت الألف قبل الراء فيها، وقد أجرى فيه الخلاف بعض أهل الأداء اعتبارا بحاله السكون العارض للوقف قال الإمام الشاطبي:
"ولا يمنع الإسكان في الوقف عارضا إمالة ما للكسر في الوصل ميلا
قال المنتوري: "والإمالة في ذلك في الوقف هي مذهب شيخنا الأستاذ أبي عبد الله القيجاطي-رضي الله عنه- وبذلك قرأت عليه وعلى غيره ممن قرأت عليه وبه آخذ" ().
أصله في المنون:
ويتفرع عن أحكام الوقف إمالة المنون عند الوقف عليه إذا كان مما فيه راء نحو "في قرى" و"مفترى" وترك ذلك في الوصل، إذ الوصل بالتنوين وهو نون ساكنة لا إمالة فيها، والوقف تبدل فيه هذه النون ألفا فتمال كسائر ما يمال، لأنها مرسومة بالياء، فإن كانت قبل ألفها راء ألحقت بهذا الضرب، وإن لم تكن فيها راء نحو "مصلى" و"مصفى" ألحقت بما لا راء فيه، وقد ذهب الحصري وغيره إلى تفصيل في ذلك قال فيه:
"وأن نونت راء كقولك في قرى
فتفخيمها في موضع النصب رأينا محصنة ناهيك في سورة الحشر
وترقيقها في موضع الرفع والجر
وقد ذكروا التفخيم في الكل والذي بدأنا به المختار في نحونا البصري
أصله فيما لقي ألفه سكون:
وأما ما لقيه سكون من الألفات الممالة نحو "وترى الناس" "والقرى التي" وهدى الله" و"اهتدى اقترب" فلا خلاف عن ورش أنه في الوصل بالفتح فقط، وأن الوقف فيه جار على الأحكام السابقة في ذوات الياء من إمالة أو فتح وإمالة على الوجهين وهو الذي نبه عليه ابن بري بقوله:
"ويمنع الإمالة السكون في الوصل والوقف بها يكون
قال المنتوري: "وتكون الإمالة على حسب ما تقدم من المختلف فيه أو المتفق عليه، وقد نص على ذلك كله الداني في "الموضح" و"الإبانة" "وجامع البيان" و"الاقتصاد" و"التيسير" و"التمهيد" و"إرشاد المتمسكين" و"إيجاز البيان" و"التلخيص" "والموجز" "وكتاب رواية ورش من طريق المصريين" وقال الشاطبيي: "وقبل سكون قف بما في أصولهم .. ().
وقد تقدم ذكر هذه المسألة في سؤال المقرئ أحمد بن سعيد الهشتوكي السوسي لشيخه الآنف الذكر محمد بن علي بن المبارك بن محمد الرحالي الضرير الشهير بأحمد في أرجوزتين يمكن الرجوع إليهما في موضعهما من ترجمته في أصحاب الإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف الترغي شيخ الجماعة بفاس ومراكش في عصر السعديين ().
وأما ما ذكره ابن بري من الخلاف في "ذكرى الدار" فلا معنى لا يراده لجريانه مجرى غيره ().
إمالة ذوات الياء:
وشبه ذلك فروى عنه إمالة ذلك كله بين بين أبو طاهر بن خلف صاحب العنوان وعبد الجبار الطرسوسي صاحب المجتبى وأبو الفتح فارس بن أحمد وأبو القاسم خلف بن خاقان وغيرهم وهو الذي ذكره الداني في التيسير والمفردات وغيرهما.
وروى عنه ذلك كله بالفتح:
أبو الحسن طاهر ابن غلبون (القصر في البدل)
وأبوه أبو الطيب (القصر في البدل)
وأبو محمد مكي بن أبي طالب (لم يقرأ له ابن الجزري إلا بالإشباع)
وصاحب الكافي (الإشباع)
وصاحب الهادي (الإشباع)
وصاحب الهداية (المد في البدل)
¥