رسول الله فيأمرنا أن نقرأ عليه فيخبرنا أن كلّنا محسن، ولو أعلم بما أنزل الله على رسوله مني لطلبته حتى ازداد علمه إلى علمي، ولقد قرأت من لسان رسول الله ( e) سبعين سورة، وقد كنت علمت أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان حتى كان عام قبض فعُرض عليه مرتين فكان إذا فرغ أقرأُ عليه فيخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يدَعَنها رغبة عنها،ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يَدعَنّه رغبة عنه، فأنه من جحد بآية جحد به كله.
واندرجت هذه الوجوه الكثيرة في القراءة في تعبير "الأحرف السبعة " الواردة في الحديث وأُريد بها التعدد والكثرة [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn13).
وأحكام الكلمات القرآنية المختلف فيها على قسمين: مطردة ومنفردة.
فالمطردة: هي كل حكم كلي جاري في كل ما تحقق فيه شرط ذلك الحكم، كالمدّ والقصر والإظهار والإدغام والإمالة ونحو ذلك ويسمى هذا القسم أصولاً.
والمنفردة: هي ما يذكر في السور من كيفية قراءة كل كلمة قرآنية مختلف فيها بين القراء مع عزو كل قراءة إلى صاحبها ويسمى فرش الحروف المسمى بالفروع.
وكان أول من صنف في علم القراءات وجمعها في كتاب هو الإمام أبو عبيد الله القاسم بن سلام، في أوائل القرن الثالث الهجري المتوفى سنة (2 هجرية)، ومن هنا ابتدأت نهضة التدوين في القراءات، حيث قام الإمام أبو عبيد بجمع القراءات في مؤلف واحد، ذكر في أول كتابه تسمية من نقل عنهم شيئاً من وجوه القراءات من الصحابة المهاجرين منهم والأنصار ومن بعدهم من التابعين وكبار أئمة المسلمين، ومن بعده قام العلماء بالتأليف وجمع القراءات في عدة مؤلفات وكتب كبيرة وصغيرة إلى يومنا هذا فجزاهم الله سبحانه وتعالى عنا خير الجزاء.
فائدة:
ذكر العلامة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في مقدمة تفسيره (التحرير والتنوير) ما يلي:
القراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام من القراءات العشر:
1 - قراءة نافع برواية قالون: في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي ليبيا.
2 - وبرواية ورش: في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري، وجميع المغرب الأقصى وما يتبعه من البلاد، والسودان.
3 - قراءة عاصم برواية حفص: في جميع الشرق من العراق والشام، وغالب البلاد المصرية، وجزيرة العرب، والهند وباكستان، وتركيا، والأفغان.
4 - قراءة أبي عمرو البصري: فيما بلغني يقرأ بها في السودان المجاور لمصر.
ثم قال المحقق: وعلمت من فاضل سوداني أن قراءة أبي عمرو يقرأ بها في السودان اليوم من الخرطوم إلى كسلا إلى شمال أريتيريا، وفي شرق تشاد.
وقال أيضاً: وحدثني آخر من أهل المدينة أنه اقتدى بتاجر بخاري صلى في الحرم المدني، فقرأ قراءة ابن كثير برواية الدوري، فلما سألوه قال: إنها قراءة أهل بلاده [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn14) .
المسألة المشكلة:
أما أصل هذا البحث هو نشوء الخلاف بين علم النحو وعلم القراءات على الوقف القرآني فيما إذا وقف القارئ على كلمات بعينها، مثال وقف القارئ على كلمة (أكُ) من قوله تعالى (ولم أَكُ بغياً) مريم/20، أو وقوفه على كلمة (تبت يدا) في قوله تعالى (تبت يدا أبي لهب) المسد/1، أَيلزم إعادة النون في (أكٌ، يدا) أم لا؟
ولقد اعتمدت أقوال علماء النحو والقراءات ثم جمعت ذلك النتاج في خلاصة تضمنت فكّ الإشكال وحل المثال، فقلت:
إن علماء النحو نصّوا على أنه لو وقف على مضارع كان المجزوم تعود النون حتماً، وإذا لزم ذلك لزم أن تعود في الآية لأن القرآن عربي نزل بلسان العرب فلا يخالف قواعدهم، ويلزم على إعادتها زيادة حرف في المصحف، وعليه لزم التعارض بين إعادتها وعدم إعادتها، فنصوص العلماء في إعادت النون وقفاً كما يلي:
1 - تختص بجواز حذف نون مضارعها المجزوم، أي بالسكون إذ هو الأصل والمتبادر عند الإطلاق، فلا تحذف من غير المجزوم وصلاً، ولا تحذف من المجزوم بالسكون حال الوقف نحو (لم أكن) لأن الفعل الموقوف عليه إذا دخله الحذف حتى بقي على حرف أو حرفين يجب الوقوف عليه بهاء السكت كـ (عه) و (لم يعه) [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn15).
¥