2 - لا حذف في الجزم بغير السكون نحو (وتكونوا من بعده قوماً صالحين)، ولا في حالة الوقف، بل ترد النون لأن جزء الكلمة أولى من اجتلاب هاء السكت الواجبة في الوقف على الحرفين كـ (لم يعه) [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn16).
3- ولا يجوز الحذف في. . . ولا في الموقوف عليها، نصَّ على ذلك ابن خروف، وهو حسن لأن الفعل الوقوف عليه إذا دخله الحذف حتى بقي على حرف واحد أو حرفين وجب الوقف عليه بهاء السكت [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn17).
فتبين من أقوال العلماء هنا: أن إعادة النون وقفاً هو الأصل والله أعلم.
وأما نصوص العلماء على ترك الأصل لنكتة، كما يلي:
1 - إذا جزم الفعل المضارع من (كان) قيل: لم يكن، والأصل: يكون، فحذف الجازم الضمة التي على النون فالتقى ساكنان الواو والنون فحذفت الواو لالتقاء الساكنين فصار اللفظ (لم يكن) والقياس يقتضي أن لا يحذف منه بعد ذلك شيء آخر، لكنهم حذفوا النون بعد ذلك تخفيفاً لكثرة الاستعمال [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn18) .
2- إذا اجتمع في المضارع للمتكلم من (أكرم) همزتان نحو (أُؤكرم) حصل الثقل من اجتماعهما فتحذف همزة أفعل وتبقى الهمزة التي هي علامة المضارعة فصار (أكرم) وحذفت مع بقية حروف المضارعة (الياء والتاء والنون) وإن لم يحصل الثقل أيضاً تبعاً للمتكلم [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn19) .
3- في التثنية (غزوا، رميا) فلا تقلبان ألفاً لأنه يلزم اجتماع الساكنين [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn20) ، لأنه إذا قلبت الواو – أي من غزوا - ألفاً يجتمع ساكنان الألف المقلوبة وألف التثنية، ولا يمكن حذف أحدهما لأنه يلتبس بالمفرد [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn21) .
أقول: أنت ترى عدولاً عن الأصل – أي قاعدة الواو والياء إذا تحركتا وأنفتح ما قبلهما قلبتا ألفاً - لئلا يلزم الالتباس بالمفرد.
4 - تجب هاء السكت في الفعل إذا بقي على حرفين، أحدهما زائد نحو (لم يعه) انتهى، وهذا مردود بإجماع المسلمين على وجوب الوقف إذا أرادوا الوقف نحو (ولم أك) و (من تق) بترك الهاء، اهـ، وعند ذلك يخوف الالتباس بالضمير المنصوب، اهـ[22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn22).
5- الظاهر أنها – أي النون – لا ترد في القرآن لأن الوقف فيه على مرسوم الخط، ولأنه لا [23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn23)… فيه هاء السكت غير ما ثبت في الوصل نحو (اقتده) فكذا النون فليرى، والله أعلم [24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn24) .
6- قال في التوضيح: تجب هاء السكت في الفعل إذا بقي على حرفين، أحدهما زائد نحو (لم يعه) قاله إبن مالك، وهو مردود بإجماع المسلمين على وجوب الوقف على نحو (لم أك) و (لم تق) بترك الهاء [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn25) .
قلت: ويمكن عند التأمل إيجاد فرق بين (يدا) و (أك) إذ هي أصل هذا البحث مع ما بهما من أشكال، ووجهه: أن النون في (يدان) نون تثنية، وهي ليست من بنية الكلمة أي غير أصلية بينما نون (أكن) من بنية الكلمة، فحصل الفرق.
فلا يلزم من تصريح النحاة بإعادة النون في غير القرآن وقفاً إعادتها في نحو (يدا) وقفاُ، وكذلك حذف نون التثنية مطرّد إذ هي كالتنوين، بينما حذف نون (أكن) اعتباراً للتخفيف.
وجه أخر: وهو أن حذف نون التثنية مع الإضافة لازم، بينما حذف النون من (أكن) جائز والله أعلم.
7 - المراد بمرسوم الخط،يعني المصحف الكريم على ما وضعته عليه الصحابة ( t) لما كتبوا المصاحف في زمن عثمان ( t) وأنفذها إلى الأمصار، ففيها مواضع وجدت الكتابة فيها على خلاف ما الناس عليه الآن.
وأصل الرسم: الأثر، فيعني بمرسوم الخط ما أثره الخط نقال الإمام الشاطبيّ:
وكوفيّهم والمازنيّ ونافع عُنوا بإتباع الخطِّ في وقف الابتِلا
¥