إن حرف (ال P ) له صوت خاص به وصورة يكتب بها، وحرف (ال B ) له صوت خاص به وصورة يكتب بها ولا نجد عندهم أدنى مشكلة في النطق على الرغم من أن (ال P ) و (ال B ) من مخرج واحد واتفقتا في جميع صفاتهما إلا صفة واحدة وهي صفة الجهر وضدها الهمس فحرف (ال P ) مهموس وحرف (ال B ) مجهور.
فلماذا عند الكثير منا الآن ومن قديم الزمان هذا الهوس وذلك الاستغراب الذي كاد أن يؤدي إلى طمس نطق حرف الضاد الصحيح ومحوه من الوجود لولا أن الله غالب على أمره وهو الذي تولى حفظ كتابه وكلامه ولم لا وهو القائل سبحانه وتعالى ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)).
ليعلم الجميع بأن الحقيقة ثابتة وظاهرة وستجدُ يومًا من ينصرها وينتصر بها وأن كل ما خالفها هراء وأهواء وهذا هو السبب المباشر في تلك المفاسد التي عانينا منها المصائب الجسام وصدق الله العظيم حيث يقول:
((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)).
علمنا أن اهتمام العلماء القدامى بحرفي الضاد والظاء كان هدفه الأول والأخير صحة الصلاة، ولكن بكل أسف تغيّر ذلك المسار الآن فبعد أن كانت المسألة ((فقهية)) أصبحت عندنا الآن مسألة صوتية أو مسألة تاريخية أو مسالة ثقافية كما زعم بعضهم بأن: الدّين ثقافة.
وهكذا صار أكثر من كتبوا في هذه المسألة في زماننا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فأجدُ من أنكر التشابه الصوتي بين حرفي الضاد والظاء واصدر رسالة زعم مصنفها أنها دراسة تجويدية، لغوية تاريخية، أصولية تحت مسمى (إعلام السادة النجباء أنه لا تشابه بين الضاد والظاء) وذلك في عام 1408 هـ / 1988م ولقب اسمه بالدكتور والحمد لله فقد رد أستاذي وأستاذه ومعلمي ومعلمه وشيخي وشيخه الشيخ العلامة / عبد الحليم بدر وكذلك أستاذي ومعلمي الشيخ العلامة / عبيد الله الأفغاني على هذه الرسالة وعلى مؤلفها ردًا صوتيًا فلا داعي هنا لإعادة ما ذكروه، غير أني لي سؤال واحد عند مؤلف هذه الرسالة الأصولية!
وهو متى حصلت يا دكتور على هذه الدرجة العلمية وفي أي علم كانت؟!
وبكل أسف أجدُ الآن من يسعى لإثبات الصوت الصحيح للضاد فلم يجد إلا التشابه بينها وبين الظاء في الصفات ليثبت التشابه الصوتي بينهما وأصدر في ذلك مجلدًا ضخمًا بتاريخ 1426 هـ / 2005 م تحت مسمى (الحجة الوضاء في إثبات الشبه بين الضاد والظاء) ولقد ذكر أخونا في مقدمة هذا المجلد بعضًا من السادة العلماء مادحًا لهم وهذا شيء طيب حتى وقع نظري على السادس منهم فقال فيه أخونا محمود عبد الرحمن (مدرس القراءات بكلية المعلمين بمكة المكرمة) مؤلف ذلك المجلد ص 6 ما نصه:
6 ـ فضيلة الدكتور / أسامة عبد الله خياط ـ إمام وخطيب المسجد الحرام الذي قرأ الكتاب واستحسنه:
جزى الله عنا بالخيرات آل خياط أولئك أهل الله والصفوة الملا
أولو البر والإحسان والصبر والتقى حلاهم بها جاء القرآن مفصلا
وتصفحتُ ذلك الكتاب فلم أجدُ كلمة واحدة لذلك الدكتور!
وهنا لابد لي من سؤال أتوجه به إلى أخينا محمود عبد الرحمن (مدرس القراءات!!!) في أي آية من آيات القرآن الحكيم أجدُ ذكر (آل خياط)؟!!
وهذه الأبيات السابقة مأخوذة من أبيات في نظم الشاطبية رحم الله مصنفها حيث يقول:
فيا أيها القاري به متمسكًا مجلاً له في كل حال مبجلاً
هنيئًا مريئًا والداك عليهما ملابس أنوار من التاج والحلا
فما ظنكم بالنجل عند جزائه أولئك أهل الله والصفوة الملا
أولو البر والإحسان والصبر والتقى حلاهم بها جاء القرآن مفصلا
عليك بها ما عشت فيها منافسًا وبع نفسك الدنيا بأنفاسها العلا
جزى الله بالخيرات عنا أئمة لنا نقلوا القرآن عذبًا وسلسلا
فهل في هذا الكلام ما يشير من قريب أو بعيد إلى آل خياط؟!
ولقد اتصل بي أخونا محمود عبد الرحمن (مدرس القراءات) هاتفيًا من مكة المكرمة يوم الجمعة 1/ 4 / 2005 م ليعرف رأيي في هذا الكتاب فأقول له بعد اطلاعي عليه وما ذكرته آنفًا: إن هذا الكتاب نوع من الإستجداء الرخيص!
¥