ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[24 - 04 - 08, 04:06 م]ـ
بارك الله في علمك وعملك، فعلا هي أسرار لا تؤتى إلا لذي حظ عظيم
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 04:21 م]ـ
أحسن الله إليك.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[24 - 04 - 08, 05:17 م]ـ
جزاكما الله خيراً وأحسن الله إليكما.
(15)
قول إخوة يوسف (فأكله الذئب) أبلغ من أن يقولوا (فافترسه الذئب)
قال الخطابي في (رسالته في إعجاز القرآن) (ص34) في معرض رده على المعاندين وإبطاله لاعتراضاتهم: (فإن قيل: إنا لا نسلم لكم ما ادعيتموه من أن العبارات الواقعة في القرآن إنما وقعت في أفصح وجوه البيان وأحسنها، لوجود أشياء منها بخلاف هذا الوصف عند أصحاب اللغة وأهل المعرفة بها، كقوله (فأكله الذئب) وإنما يستعمل مثل هذا في فعل السباع خصوصاً الافتراس، وأما الأكل فهو عام لا يختص به نوع من الحيوان دون نوع ---[إلى آخر ما ذكره الخطابي من أمثلة اعتراضاتهم].
ثم قال الخطابي (ص37) في أثناء رده على تلك الاعتراضات الساقطة الخائبة التي أوردها خصوم القرآن والجاهلون به: (فأما قوله تعالى (فأكله الذئب)، فإن الافتراس معناه في فعل السبع القتل حسب، وأصل الفرس دق العنق، والقوم إنما ادعوا على الذئب أنه أكله أكلاً، وأتى على جميع أجزائه وأعضائه فلم يترك مفصلاً ولا عظماً، وذلك أنهم خافوا مطالبة أبيهم بأثر باق منه يشهد بصحة ما ذكروه، فادعوا فيه الأكل ليزيلوا عن أنفسهم المطالبة، والفرس لا يعطي تمام هذا المعنى، فلم يصلح على هذا أن يعبر عنه إلا بالأكل على أن لفظ الأكل شائع الاستعمال في الذئب وغيره من السباع؛ وحكى ابن السكيت في ألفاظ العرب قولهم: أكل الذئب الشاة فما ترك منها تاموراً) ثم ذكر شواهد لذلك من كلام العرب نظمه ونثره.
(16)
كلمة (امشوا واصبروا) أبلغ من (امضوا وانطلقوا)
قال الخطابي: (وأما قوله سبحانه: (أن امشوا واصبروا على آلهتكم)، وقول من زعم أنه لو قيل بدله: امضوا وانطلقوا، كان أبلغ، فليس الأمر على ما زعمه، بل المشي في هذا المحل أولى وأشبه بالمعنى؛ وذلك لأنه إنما قصد به الاستمرار على العادة الجارية ولزوم السجية المعهودة في غير انزعاج منهم، ولا انتقال عن الأمر الأول، وذلك أشبه بالثبات والصبر المأمور به في قوله (واصبروا على آلهتكم)؛ والمعنى كأنهم قالوا: (امشوا على هينتكم وإلى مهوى أموركم، ولا تعرجوا على قوله ولا تبالوا به؛ وفي قوله (امضوا وانطلقوا) زيادة انزعاج ليس في قوله (امشوا)، والقوم لم يقصدوا ذلك، ولم يريدوه؛ وقيل: بل المشي هاهنا معناه التوفر في العدد والاجتماع للنصرة دون المشي الذي هو نقل الأقدام، من قول العرب: مشى الرجل إذا كثر ولده، وأنشدوا:
والشاة لا تمشي على الهَمَلَّعِ
أي لا يكثر نتاجها، والهملع الذئب).
(17)
(هلك عني سلطانيه) أبلغ في موضعها من (ذهب عني سلطانيه)
قال الخطابي: (وأما قوله سبحانه (هلك عني سلطانيه)، وزعمهم أن الهلاك لا يستعمل إلا في تلف الأعيان فإنهم ما زادوا أن عابوا أفصح الكلام وأبلغه، وقد تكون الاستعارة في بعض المواضع أبلغ من الحقيقة كقوله عزّ وجلّ: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار) [يس 37]؛ والسلخ ها هنا مستعار، وهو أبلغ منه لو قال: نخرج منه النهار، وإن كان هو الحقيقة؛ وكذلك قوله (فاصدع بما تؤمر) [الحجر 94]، هو أبلغ قوله: فاعمل بما تؤمر، وإن كان هو الحقيقة، والصدع مستعار، وإنما يكون ذلك في الزجاج ونحوه من فلق الأرض، ومعناه المبالغة فيما أمر به حتى يؤثر في النفوس والقلب تأثير الصدع في الزجاج ونحوه.
وكذلك قوله سبحانه (هلك عنّي سلطانيه)، وذلك أن الذهاب قد يكون على مراصدة العودة، وليس مع الهلاك بقيا ولا رجعى، وقد قيل إن معنى السلطان ها هنا الحجة والبرهان).
(18)
(والذين هم للزكاة فاعلون) أبلغ في موضعها من (والذين هم للزكاة مؤتون) ونحوها
¥