ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 09 - 08, 12:26 ص]ـ
وفيك بارك الله.
36
اقتران الأسماء الحسنى ببعضها
وهذا المعنى تقدم ما يشبهه
قال العلامة أبو عبدالله محمد بن المرتضى اليماني في (إيثار الحق على الخلق) (ص214) في معرض بعض مناقشاته بعض المخالفين والمنحرفين:
(الوجه الرابع:
تدبرُ كتابِ الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ألا ترى إلى قوله تعالى (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً)، فعقَّب ذكر هذا العذاب العظيم بذكر موجِبه من عزته وحكمته التي هي تأويل المتشابه.
وكذلك قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم).
وكذلك قال عيسى عليه السلام: (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).
ولا يخفى ما في تأويل الحكيم بالمحكِم هنا من التعسف الباطل وما في التأويل من غير موجب من فتح أبواب البدع والمجاهل.
وفي هذه الآيات وأمثالها نكتة لطيفة في جمعه بين العزة والحكمة، وذلك أن اجتماعهما عزيز في المخلوقين، فإن أهل العزة من ملوك الدنيا يغلب عليهم العسف في الأحكام، فبيَّن مخالفته لهم في ذلك، فإن عظيم عزته لم يُبطل لطيفَ حكمته ورحمته، سبحان من له الكمال المطلق والمجد المحقق).
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه الفوائد النفيسة
ومن هذا الباب ما يروى عن الأصمعي لما قرأ قوله تعالى: {والسارق والسارقة ... } فأخطأ وقال: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم).
فقال له أعرابي: كلام من هذا؟
فقال الأصمعي: كلام الله.
فقال الأعرابي: ليس هذا كلام الله!
قال الأصمعي: فانتبهت فقرأت {والله عزيز حكيم}
فقال: أصبت هذا كلام الله!
فقا الأصمعي: أتقرأ القرآن؟
فقال: لا
فقال الأصمعي: فمن أين علمت؟
فقال: يا هذا، عز فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع.
ـ[أبو بسمله]ــــــــ[06 - 09 - 08, 01:57 م]ـ
بارك الله لك وفيك