قال المحقق: قال مكي في كلامه على الموضع الرابع: " الوقف على كلا لا يجوز لأنك كنت تنفي بها ما حكى الله عنهم من أنهم لا يخافون الآخرة فإن جعلتها للنفي على أنها تأكيد لكلا الأولى جاز الوقف عليها عند بعض العلماء و هو مذهب أبي حاتم و الكسائي و نصير يجعلونها ردا و تأكيدا لكلا الأولى فتنفي ما نفته الأولى و هذا بعيد لأن التأكيد لا يفرق بينه و بين المؤكد و قد أجازوا الوقف على كلا الأولى و كيف يجوز الوقف عليها و الثانية عندهم تأكيد لها؟ فيفرقون بين المؤكد و توكيده و فيه بعد آخر أيضا إشكال المعنى فلا يحسن الوقف عليها عندنا. و يجوز الابتداء بها على معنى ألا إنه تذكرة و لا يجوز الابتاء بها على معنى حقا أنه تذكرة لأنه يلزم فتح إن.
30 - و قد أتت في سورة القيامة ... ثلاثة يعرفها العلامة
31 - في الوقف في الأول خلف قد ذكر ... و منعه في الباقيين مشتهر
32 - و إن لا سكت قرأت كن غيتا ... فابدأ بأي المعنيين شئتا
قال المحقق: سياق المواضع الثلاثة من سورة القيامة جاءت على الشكل الآتي:
الموضع الأول الآيات 7 - 11" فإذا برق البصر * و خسف القمر * و جمع الشمس و القمر * يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر"
قال مكي: الوقف على كلا لا يحسن لأنك لو وقفت عليها لنفيت ما حكى الله جل ذكره من قول الإنسان يوم القيامة أين المفر؟ و قد أجاز قوم الوقف عليها و جعلوها ردا لما طمع به الإنسان من إصابته مفرا ذلك اليوم فيكون التقدير: لا موضع يلجأ إليه ذلك اليوم ثم ابتدأ لا وزر بتكرير المعنى للتأكيد إذ قد اختلف اللفظان و هذا قول. و الأول أجود لأن هذا معنى قد تضمنه قوله تعالى " لا وزر " فالوقف الحسن " لا وزر " و يحسن الابتداء ب " كلا " و على معنى حقا أمكن و أبلغ في المعنى لأنها تكون تأكيدا لعدم الملجأ من الله يوم القيامة.
و الموضعين الثاني و الثالث الآيات 16 - 26" لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه و قرآنه * فإذا قرآناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه * كلا بل تحبون العاجلة * و تذرون الآخرة * وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة * و وجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة * كلا إذا بلغت التراقي "
قال المحقق: " قرأت كن غيتا " كذا ورد الشطر في المخطوط و لم أتبين صحة رسمه.
و مقصود الناظم في هذا البيت أن الابتداء بـ " كلا " في المواضع الثلاثة يكون على معنيين معنى حقا و معنى ألا.
قلت و لا يوقف على كلا هنا لأنها ليست مبعنى الردع.
33 - و موضعان في النبأ فالأول ... لم يقفوا فيه و لم يعولوا
34 - على خلاف لنصير ذكرا ... و ابدأ على الوجهين فيما سطرا
35 - كذلك لا وقف على الثاني و لا ... تبدأ به إلا بـ " ثم " أولا
قال المحقق: الموضعان وردا في سورة النبأ في سياق الآيات 1 - 5" عم يتسائلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون * كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون ".
قوله " على خلاف لنصير " في المخطوط " للبصير " و الصواب ما أثبته و هو نصير بن يوسف تلميذ الكسائي له تصنيف في رسم المصحف توفي قي حدود 240هـ ينظر غاية النهاية لابن الجزري 2/ 340، و بغية الوعاة 2/ 216.
قال مكي " و الوقف علة كلا لا يحسن لأنك كنت تنفي ما حكى الله من اختلافهم في النبأ العظيم و هو القرآن و ذلك لا ينفى لأنه قد كان. و قد أجاز نصير الوقف عليها و يجعلها نفيا لما تضمنته تأويل الآية من نفي المشركين للبعث وذلك بعيد لأنه لفظ لم تتضمنه معنى الآية و إنما تكون كلا نافيا لما هو موجود في لفظ النص و في الوقف عليها اشكال، لأنه لا يعلم ما نفت للفظ الآية أن ما تضمنه اللفظ من التأويل فلا يحسن الوقف عليها في هذا الموضع و حكى عن نصير أنه وقف عليها على تأويل أنها رد لتحقيق الاختلاف قال تقديره كلا لا اختلاف فيه و أنكر أبو حاتم الاوقف على كلا في هذا.
36 - و بعد هذا موضعان في عبس ... الوقف في الأول عنهم يقتبس
37 - و أبدأ على معنى ألا و أما ... ثانيهما فلا وقوف حتما
38 - و ابدأ بأي المعنيين كانا ... و موضع في الإنفطار بانا
قال المحقق: الموضع الأول في سياق الآيات 8 - 11" و أما من جاءك يسعى * و هو يخشى * فأنت عنه تلهى * كلا إنها تذكرة "
¥