قال مكي عن الموضع الأول " الوقف على كلا لا يحسن لأنك كنت تنفي ما حكى الله عز وجل من أمر النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن أم مكتوم، و قد أجازه بعضهم و هو مروى عن نافع و نصير و قال نصير معنى كلا هنا ليس إلا هذا الحق. و قيل معنى الوقف على معنى لا تعرض عن هذا و تقبل على هذا و هو وجه صالح ترك الوقف عليها أمكن و أبين.
قال المحقق: و الموضع الثاني فس سياق الآيات 17 - 23 " قتل الانسان ما أكفره * من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره * ثم أناته فأقبره * ثم إذا شاء أنشره * كلا لما يقضي ما أمره "
قلت: يقصد بالمعنيين حقا و ألا تقف على أنشره ثم تبدأ كلا.
39 - ليس في الابتدا به توقف ... و يبعد الوقف و قوم وقفوا
40 - و أولوا الرد على معنى انتبه ... فإنه ليس كما غررت به
قال المحقق: ورد الموضع في سورة الانفطار في سياق الآيات 6 - 9" يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك * كلا بل تكذبون بلدين "
قال مكي " الوقف على كلا لا يحسن لأنك كنت تنفي ما أخبر الله به من أنه يصور الإنسان في أي صورة شاء في صورة أب أو أم أو خال أو عم أو حمار أو خنزير. و ذلك حق لا ينبغي. و قد أجازه نصير على معنى لا يؤمن هذا الإنسان بذلك و قيل معنى الوقف ليس كما غررت به و فيه بعد للإشكال "
41 - و في المطفيين جاءت أربع ... قف و ابتدئ مثل ألا لا تمنع
42 - و قال قوم بامتناع الوقف ... في اللفظة الأولى فتابع وصفي
قال المحقق: الموضع الأول الآيات 4 - 7" ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين * كلا إن كتاب الفجار لفي سجين "
قال مكي: الوقف على كلا لا يحسن لأنك كنت تنفي قيام الناس لرب العالمين و ذلك لا ينفى بل هو حق لا شك فيه و قد أجاز الطبري الوقف عليها نفيا لما يظن المشركون من عدم الحشر و البعث و دل على هذا النعنى قوله تعالى {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم} و الوق على هذا التقدير بعيد لأنه لا يدري ما نفت أ إثبات البعث نفت أن نفيه؟ و لأن الذي يقرب منها أولى بأن تكون نفيا له ممابعد منها و الذي يقرب منه لا يجوز نفيه لأنه إثبات للبعث و الحشر و ذلك لا ينتفي ففي الوقف عليها إشكال ظاهر إذ لا يعلم مانفت إلا بدليل آخر فترك ذلك أحسن و أولى فاعلم. و علل نصير جواز الوقف عليها بأن قال معناها كلا لا يسوغ لكم النقص جعلها ردا لما في أول السورة.
قال المحقق: و الثاني و الثالث و الرابع الآيات 10 - 18" ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الذين * و ما يكذب به إلا كل معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم عن ربهم يومئذ لحجوبون * ثم إنهم لصالوا الحجيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون * كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين "
قلت: قال في منار الهدى: عند أبي حاتم: و كلا عنده بمعنى ألا التي للتنبيه يبتأ بها الكلام و قال أبو عمرويوقف عليها ردا و زجرا لما كانوا عليه من التطفيف. و المعنى الأول هو المعنى الموافق لقول الناظم.
43 - و موضعان أتيا في الفجر ... و الوقف في الأول جا للزجر
44 - و ابدأ على الوجهين أما الثاني ... ففي الوقوف عنده قولان
45 - و أبدأ عليهما و جاء في العلق ... ثلاثة يبدأ بالذي سبق
قال المحقق: ورد الموضعان في سورة الفجر في سياق الآيات 15 - 21" فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه و نعمه فيقول ربي أكرمن * و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن * كلا بل لاتكرمون اليتيم * و لا تحاضون على طعام المسكين * و تأكلون التراث أكلا لما * و تحبون المال حبا جما * كلا إذا دكت الأرض دكا دكا "
قال مكي الوقف على كلا لا يحسن لأنك كنت تنفي ما أخبر الله تعالى به من كثرة حبنا للمال و ذلك لا يجوز فيه و أجاز نصير الوقف على كلا و المعنى عنده لا يغني عنكم جمع المال و توفيره.
المقصود بالوجهين و عليهما معنى حقا و ألا الخفيفه.
46 - مثلا ألا و بعضه قد وقفا ... و ليس بالمختار فيه فاعرفا
47 - و ابدأ على الوجهين في ثانيهما ... و قف على قوله تكن نبيها
48 - و الحكم في الثالث ما شئت اصنع ... في الابتدا و الوقف فالكل وعي
¥