خامساً: السؤال ليس بالضرورة أن يكون مباشراً، فيمكن من خلال دراسة المكتوب أن نأخذ الجواب. فمن يبحث في كتب أهل الكتاب يجد الجواب، ومن يدرس كتب التاريخ يجد الجواب ... الخ.
فاضل الشهري31 - 03 - 2009 11:13 PM وهذا المعنى ذكره عامة المفسرين ولم يعترضوا عليه فهذا الشوكاني يقول:
أي: فاسألوا أيها المشركون مؤمن أهل الكتاب إن كنتم لا تعلمون، فإنهم سيخبرونكم أن جميع الأنبياء كانوا بشراً، أو اسألوا أهل الكتاب من غير تقييد بمؤمنيهم كما يفيده الظاهر، فإنهم كانوا يعترفون بذلك ولا يكتمونه. وقيل: المعنى: فاسألوا أهل القرآن.
وقال ابن عاشور:
ثم أشهد على المشركين بشواهد الأمم الماضية وأقبل عليهم بالخطاب توبيخاً لهم لأن التوبيخ يناسبه الخطاب لكونه أوقع في نفس الموبّخ، فاحتجّ عليهم بقوله: {فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} الخ. فهذا احتجاج بأهل الأديان السابقين أهل الكتُب اليهود والنصارى والصابئة
وكذا قال الرازي وابن كثير وغيرهم وأي كلام لمتكلم بعد هؤلاء رحمهم الله تعالى
محب القرآن الكريم31 - 03 - 2009 11:25 PM أيها الأفاضل هذا من باب تقرير واقع لا يستطيع المُخاطب تكذيبه، وهذا الأسلوب كثير في القرآن ومنه قوله تعالى:
(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) سورة يونس (94)
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يوما في شك مما أنزل إليه،وإنما هذا تعريض بحال المكذبين الذين يمترون فيما أنزل الله على رسوله من أخبار الأولين.
أم عبدالله الجزائرية01 - 04 - 2009 07:41 AM أشكر الاخوة الأفاضل على إجابتهم وتوضيحهم الذي استفدت منه جزاهم الله كل خير جميعا.
ورد في تفسير الطبري:
1 - عن ابن عباس، قال: لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر منهم، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد، قال: فأنزل الله (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ) وقال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) فاسألوا أهل الذكر: يعني أهل الكتب الماضية، أبشرا كانت الرسل التي أتتكم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة أنكرتم، وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد رسولا قال: ثم قال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم.
2 - عن أبي جعفر (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال: نحن أهل الذكر.
3 - قال ابن زيد، في قوله (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال: أهل القرآن، والذكر: القرآن. وقرأ (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
قال القرطبي:
وقال ابن عباس: أهل الذكر أهل القرآن وقيل: أهل
العلم، والمعنى متقارب.
وقال السمين الحلبي في كتابه عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ:
قوله: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ): أي أهل العلم من كل أمة ... "
وأرجح اختيار السمين الحلبي حيث أن اختار أن يتوجد تحقيقه في المسألة بالقول الراجح كما ظهر لي، وكان ينبغي للفراهي أن يحذوا حذوة، فمشركوا الجزيرة كانت لهم علاقة باليهود والنصارى هذا من جهة، ومن الجهة الثانية إلى أي مدى يتحكم سبب النزول في علم تفسير الألفاظ، بصراحة أيقنت أن علم تفسير ألفاظ القرآن علم دقيق، وأتمنى أن ينهض من الباحثين من ينشط لجمع ما يخص هذه الجزئية ويبين القواعد بدراسة مناهج العلماء،والله أعلم.
منصور مهران01 - 04 - 2009 09:41 AM هو ذاك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله الجزائرية (المشاركة 75968)
أشكر الاخوة الأفاضل على إجابتهم وتوضيحهم الذي استفدت منه جزاهم الله كل خير جميعا.
ورد في تفسير الطبري:
¥