تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• لماذا لم تجرب العمل بالرقية وأنت شيخ للقراء؟

لم أجرب الرقية ولا أعرف عنها شيئا، ولكنني أرى أن الشرع لا يقرع أبواب الناس إنما يذهب الناس إليه، وهناك أشياء فيها ازدراء لعقلية الناس يتعامل معها المسؤولون ويعالجونها، وكل إمرئ أعلم بوسم قدحه.

• ظللت منذ فترة تركز كثيرا على انتقاد الخطباء والأئمة كثيرا .. لماذا؟

لأن المنبر جهاز عظيم جدا، فقد مكانته في الإسلام، وشرع لكي يكون محصلة العمل الأسبوعي في المجتمع وتلقى الكلمة من خلاله لأهميتها ووقعها في النفوس لإصلاح مسيرة المجتمع، وللأسف أنه أصبح اليوم في كل العالم الإسلامي مجرد خشبة لها عدة درجات يصعد عليها رجل لا يعرف منطق الكلام، فيقول أي كلام يعجبه فأصبح الوضع مزريا وانتفى إحساس الناس بهيبته ومكانته.

* كأنك تقول إن الأئمة والخطباء لا يلتزمون بالسنة؟

وهذا ما يؤلم في الموضوع، فالمنبر قام على شقين الشخص الذي يصعد وإمكاناته ومواصفاته وهيئته، والآن علم الكلام والتحدث إلى الناس تطور وأصبع قاعدة تعلم في اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية من العالمين العربي والإسلامي، وأتذكر أن الرئيس المكسيكي عندما افتتح بطولة كأس العالم عام 1986م ألقى كلمة مدتها دقيقتان بعد أن تم تدريبه عليها لمدة أسبوع .. لماذا؟ .. لأنهم يعتنون بكيفية كلام المتكلم، أما نحن فأصبح الشخص الذي يصعد إلى المنبر يصرخ ويهرف بما لا يعرف ويتكلم في أمور لا يعرف أولها من آخرها.

• أعتقد أن المصلين ملتزمون أكثر من الخطباء؟

أكثر من ذلك، بل هم من يدفعون ثمن عدم التزام الخطباء بالسنة رغم التزامهم بأوامر الفقه الإسلامي التي حددت لهم، فالمصلي قبل أن يخرج من بيته يوم الجمعة يستيقظ مبكرا فيغتسل ويتنظف ويلبس أحسن الثياب ويضع العطر والطيب ثم يذهب إلى المسجد بسكينة ووقار يرفع خطوة ويضع أخرى، فإذا وصل ذهب للمكان الصحيح دون أن يتخطى رقاب الناس فلا يجلس في آخر المسجد وأوله شاغر ولا يلعب، وإنما يسبح، فمن جاء في الساعة الأولى، فكأنما قدم كذا ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قدم كذا، ثم عندما يصعد الإمام المنبر فلا يحرك يديه ولا يلعب ولا يمسك بالحصى ولا الجوال ولا السبحة ولا يقول صه، فإن قالها فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له .. تصور أن كل هذه الضوابط تطلب من الشخص المستمع فيلتزم بها من أجل أن يلتزم الخطيب من جهته أيضا بضوابط الخطبة، ولكنه لا يلتزم، ودعني أسألك: لو قلت لك أجلس الآن ساكتا ولا تتكلم ولا تتحرك فكم تستطيع أن تصبر؟ خمس دقائق .. ما تقدر تزيد عن كذا فكيف الحال إذا الإمام يجلس نصف ساعة على أقل تقدير كحد أدنى يصيح ويتكلم .. كيف أركز وأنا ساكت ولا أفعل شيئا. أليس من الأولى أن يجلس الخطيب خمس دقائق فقط على قدر تركيز المستمعين وهو نفر واحد وهم ألف أو يزيد؟ .. فهل من المنطق أن يحدث هذا والرسول عليه الصلاة والسلام حدد لنا هذا الأمر بقوله (إن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل فاقصروا الخطبة وأطيلوا الصلاة)، وللأسف أن الذي يحدث الآن هو إطالة للخطبة وقصر للصلاة، فالمقياس عندنا واضح، وإذا كان مطلوب مني كمصل ومستمع أن أركز فعلى الإمام أيضا أن يركز وأن يطبق السنة في خطب الجمعة.

• وهذه المسألة مقصورة ببلد محدد؟

لا .. فهي منتشرة في كل العالم الإسلامي، ففي مصر تستمر الخطبة من ساعة إلى ساعتين، وفي الشام كذلك، وأتذكر قبل ثلاثين عاما أنني خطبت خطبة في منطقة تسمى (كفر بطنة) في الشام أثناء زيارتي لها، وبعد أن صليت بالناس وخطبت فيهم جاءني مساعد الإمام وقال لي إن المصلين يتساءلون هل جمعتهم صحيحة أم لا .. فسألته لماذا؟ فقال: لأنك لم تخطب إلا ست أو سبع دقائق فقط؟، فسألته: وأنتم تخطبون بهم كم دقيقة كل أسبوع؟ فقال لي: ساعتين إلا ربع، فالناس يسألون هل تكفي هذه الخطبة للجمعة وتصور معي أن أناسا ولدوا وشابوا وهم على هذا الأسلوب.

• والمطلوب من الجهات المسؤولة عن الأئمة والخطباء يا شيخ؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير