بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل ياسين المغربي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله تعالى الذي وفقكم لاختيار هذا الموضوع المناسب ـ من حيث المبدأ ـ لبحث الإجازة، وهو من نوع من البحوث التي نحض طلبتنا على إنجازها، لسببين:
الأول: إنه من البحوث التطبيقية، التي تمكن الطالب من التعرف على لغة القوم و أسلوبهم.
الثاني: إنها تمكنهم من تطبيق ما درسوه في مناهج البحث في الدراسات الإسلامية، بحيث يتمكن الطالب الباحث من جمع المادة العلمية، و تصنيفها، و تحريرها، مع إعداد الفهارس الضرورية.
وفضلا عن ذلك فإنه يكون بإمكان الطالب الباحث الإضافة العلمية لمجال التخصص، كما أنها تمكنه من إبراز شخصيته، بحيث يبرز قدراته في الفهم و الاستنباط، و التحليل و المقارنة، و هو ما لا تتيحه البحوث النظرية التي يقبل عليها أغلب الطلبة. فالتنظير هو قمة العلم، و من ثم فإنه يتعين أن يكون نهاية مسار الباحث لا بدايته، لأنه يحتاج إلى معاشرة النصوص لسنوات عديدة فهما و تحليلا و مقارنة، و ساعتها يمكن أن يرقى إلى مستوى التنظير. و لذلك فإنك تجد مثل هذه البحوث النظرية لا تفيد الطالب شيئا، فضلا على أنها تطمس شخصيته، لأنه يكون عالة على غيره، و قصارى ما يفعله هو الربط بين النصوص، و من ثم فهو مرقعة و ليس بحثا.
و بالنسبة لبحثكم، فإنه يتعين عليكم الرجوع إلى أمهات مصادر علوم القرآن كالبرهان، و الإتقان، و مناهل العرفان للزرقاني، و تعمل على تفريغها في جذاذات لتصبح ملما بمجال البحث، و لك القدرة على الفهم والتحليل و الاستنباط.
كما أنصحك بتحديد الموضوع، بأن تجعله مقتصرا على جانب واحد من علوم القرآن، أو أن تحدد جزءا من التفسير هو الذي ستعنى به الدراسة، لأن البحث هو التخصيص و ليس الإطلاق، فكلما كان البحث عاما كلما ضاق مجال الإبداع، و أصبحنا أمام العموميات التي لا تفيد، و لا تضيف جديدا.
فبعد القراءة المستفيضة في مجال البحث، و بعد تحديد نطاقه، يمكنكم التركيز على تفسير الإمام القرطبي محاولين استخراج المواضع التي وظف فيها علوم القرآن، فتقوم في المقام الأول بدراسة وصفية، بحيث تحدد العلوم التي وظفها، و تبين أنواعها، و تقوم بإحصائها، مع بيان كيفية توظيفه لها، و المجال التي وظفت فيه. وهذا الجانب من الدراسة يتعين على الباحث أن يكون فيه محايدا، بحيث يصف بدقة و أمانة ما هو موجود في التفسير موضوع الدراسة.
بعد الفراغ من الدراسة الوصفية ينتقل الباحث إلى الدراسة التحليلية، بحيث يتفاعل الباحث مع موضوع البحث، فيسائل النص المدروس، لماذا استخدم المفسر هذا العلم في تفسير هذه الآية الكريمة؟، لما قدم هذا العلم على آخر؟، كيف وظف هذا العلم؟، ما هي النتائج التي أسفرت عن هذا التوظيف؟. مجموع إجابته عن هذه الأسئلة و نظيرتها هو الذي يشكل المادة الخام للدراسة التحليلية.وهكذا إلى أن ينتهي الباحث من تحليل التفسير موضوع الدراسة. بعد ذلك ينتقل الباحث إلى الدراسة المقارنة بحيث يقارن هذا التفسير بتفسير مناظر ليقف على الإضافة العلمية لمجال التفسير من عدمها.
آمل أن تكلل أعمالكم بالنجاح و التفيق.
يمكنكم مراجعة الطريقة العلمية لدراسة التفاسيير على الرابط التالي: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6497
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[ياسين المغربي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 04:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أستاذي الفاضل _حفظك الله_ على التنوير
أستاذي الكريم سوف أقوم بوضع المنهجية التي سأسير عليها في هذا البحث بعد جمع المادة الأولية
وسوف اعرضها عليك فأنت تعلم أستاذي أنه لا بد من مرشد للطالب يأخذ بيده إلى الطريق الصحيح
المرجو منك التواصل معي من خلال الموضوع لتصحح لي ما ظهر لك من خطأ في المنهجية وكذا في الموضوع قيد البحث
وشكرا جزيلا لك