[الأجوبة المكية عن الأسئلة الحجازية للشيح محمد المكي بن عزوز]
ـ[آل شطارة الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 09, 01:09 ص]ـ
الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين و بعد:
فمن الأجوبة المانعة التي يعي فيها طالب العلم مدى تبحر صاحبها رسالة عتيقة الطبع للعالم النحرير سليل العلماء الأفاضل السيد محمد المكي بن عزوز الحسني البرجي الجزائري ثم النفطي التونسي المغربي المالكي المتوفى سنة 1334هـ، وهو النظم الذي أجاب به عن سؤال نظمه الشيخ عبد الحفيظ القاري الطائفي له حول بعض المسائل التي تتعلق بالقرآن الكريم.
وسؤال الطائفي كان يدور حول خمس مسائل:
المسألة الأولى: حول تحريف القرآن العظيم في التلاوة وتغيير بعض الحروف التي اتحدت مخرجها.
المسألة الثانية: في بيان مخرج الضاد وكيفية النطق به.
المسألة الثالثة: بيان وقوف القرآن الكريم وهدي السلف في ذلك.
المسألة الرابعة: التغني بالقرآن الكريم وبيان الجائز والمحظور من ذلك.
المسألة الخامسة:فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم بمقتضى الرأي والأفكار الحادثة الجديدة؟
فبعد الثناء على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ذكر الشيخ عبد الحفيظ القاري الطائفي سبب تأليف هذا السؤال، وهو لما وجد عند سفرته من الحجاز إلى مصر وغيرها من تضييع لحق القرآن وتحريف لحروفه وتفسير مخالفٍ، خطر على باله أن يسأل العلماء نصحا لكتاب الله تعالى وللمسلمين، فقدم (سؤاله المنظوم إلى علامة العرب والروم) الشيخ محمد المكي بن عزوز.
وتمثل السؤال في أبيات عددها (40) حلاها ناظمها بذكر مكانة الشيخ المكي العلمية وتبحره في الفنون، وأن الذي يكشف مثل هذه المعضلات لا يكون إلا عالما حقا، قد طال باعه واتسعت معارفه، وكيف لا "وقد عرف الشيخ المكيّ بن عزوز بسعة الاطلاع وغزارة المادّة العلميّة وتنوّعها، وكان ميله إلى الأثر ومدرسة الحديث ملموسا في كتبه، مع دعوته إلى السنة واتباع السلف في التوحيد، ونبذه للتقليد الأعمى رافعًا شعار السلف " إذا صحّ الحديث فهو مذهبي" وأثرى منهجه العلمي باطلاعه على الأفكار والتيّارات المستحدثة في عصره، فلم يكن بمعزل عنها، وهذا هو وصف العالم المصلح في قومه، الذّابّ عن دينه وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم." (1)
ثم أتبع كل هذا بذكر المسائل المسؤول عنها.
فجاء جواب العالم الشيخ محمد المكي بن عزوز في (131) بيتا، كافيا ووافيا للمقصود، أزال به ما أشكل على الكثير بأسلوب أدبي رائق، حتى جاء في آخر الرسالة ما نصه (6):
"ومن اللطائف أن بعض أدباء الشرق لمّا سمع هاته القصيدة قال: ما رأينا نظما علميًّا مكتسيًا جلباب الأدبيات غير هاته القصيدة، ومعلوم أن ذلك لا يتم إلا لطويل الباع من الجهتين" انتهى
حول المطبوع:
طبعت الرسالة لأول مرة بالمطبعة المحمدية المصرية بجوار الأزهر سنة 1322هـ، يعني في نفس السنة التي كتبها فيها الشيخ محمد بن مكي، ونجد هذا مصرحا به في طرة الكتاب:
"طبعت بعد الإذن من المشار إليهما على نفقة السادات أحمد ناجي الجمالي ومحمد أمين الخانجي وأخيه لتعميم الفائدة. توزع للفقراء من طلبة العلم مجانا"
وجاء في آخر الرسالة:" تمّ بحمد الله وحسن توفيقه طبع هذه القصيدة الغراء الجامعة لما تشتّت في بطون الكتب المؤلفة في تحرير هذه المسائل المحتوية على ما لم (هكذا) يوجد في غيرها، وكان انتهاء ذلك في أواخر شهر جمادى الآخرة سنة 1322هجرية على صاحبها أفضل الصلاة والتحية.
و يقع المطبوع في ستة أوراق عليه حاشية لتفسير بعض الكلمات، طبع كما ذكرنا آنفا منذ قرن وثمان سنوات، فارتأيت بعد معونة الله تعالى أن أكتب الأبيات وأضعها للقراء الكرام، عسى الله تعالى أن يقيض لهذا النظم الفائق والفن الرائق من يخدمه خدمة علميّة تليق بمقام النظم وصاحبه الشيخ محمد المكي بن عزوز، ضبطا وشرحا، والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وغمومنا، راجيا القارئ الكريم أن لا ينس ناظمه وكاتبه بالدعاء والمغفرة إنه تعالى جواد شكور.
بداية السؤال:
¥