تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان لشيخ سوس وعلامته المتبوع مُحمد الحضيجي ازورار عن كل ما لا يَجمع القلب على الله، أفننتظر منه أن يَبتهل بالأدب، وبعلوم الأدب، غاية الابتهال، أم نترقب منه أن يؤسس لَنا نهضة أدبية، أو يُحاول إنعاشها؟ إن هذا طلب الأبلق العقوق، أو بيض الأنوق ()، وكما يكون المتبوعون يكون التابعون، حتى يأتي من بينهم من يقدر أن يشق الطريق، ويهتك السجاف، فيأتي بنمط جديد سنة الله، ولن تَجد لسنة الله تبديلا، وهذا هو الذي وقع بين أتباع الحضيجي، فكما كان متبوعهم كانوا أيضا، تأثروا به، غير أنه نَجم من بينهم من التفتوا التفاتات إلى هذه الوجهة، حتى كان ما سنذكره في الطور الثالث إن شاء الله، فلنعرض على القارئ ما نراه يصلح، مما لا يزول معه الرضا من القراء عن الأدب السوسي. حتى في هذا الطور الذي [86] حكمنا عليه بطور الفتور في الأدب الذي يتردد بين الإجادة وغيرها، تردد الموج بين الْجَزْر والْمَد.

قال أحمد بن عبد الله الماسجيني في الأمير المولى مُحمد بن عبد الله يوم ألقي القبض على صالِح الثائر المشهور في أجادير، وألقاه في السجن، نأتي بِها كلها:

إن السعادة ألحفتك برودها

وثنت إليك قريبها وبعيدها

زفت إليك النصر هذا اليوم واتَّخذت

نَهار اليوم بشرا عيدَها

تَجني لك الأثْمَار من نَخل الْمُنى

وتنيل غيرك ليفها وجريدها

الله أكبر قد أتيت مظفرا

أي البلاد تَرى تَرى مسعودها؟

كنا من الأوباش وسط مراجل

فارت يوالي المارقون وقودَها

كم حرمة نَهكوا وكم ذي شيبة

قد أرهقوه من البؤس صعودَها

والفتنة العمياء تَخبط خبطها

من ذا يرد عن الورى مَمدودها؟

لكن أتاها اليوم قصَّام القَرى

عنها يرضُّ عظامها وجلودَها ()

ويدق أعناقا غلاظا بالربا

كانت لكل السيئات عمودَها

ويَهد من سور المصيبة ركنها

ويَجذ من أثل المفاسد عودَها ()

يا طالَما رتع البغاة مراتع البغـ

ـي المبيدة لو تكون مبيدها ()

واستمرءوا نَهب الضعاف بِحيفهم

يلحون شرخ بلادنا ووليدَها ()

فيلممون وهم كطلسِ جوِّع

غض اللحوم بِحيفهم وقديدها ()

حتى غدوا في ثروة ضموا لَها

منا طريفَ كنوزنا وتليدَها

لكن أتى في اليوم من يُردي العتا

ة على الملاحم عادها وثَمودَها

خضد الجبابرة الطغاة وشوكها

مستأصلا تَحت الثرى مَخضودَها

زأرَت أسود الْحقِّ فوق نِقَادها

فرأت مَخالب لا تَطيق أسودها ()

فاهتم قائدها بِحرب دونَها

زعما وقد صدت هناك صدودَها

حتى إذا ما صرحت بأساؤها

ورأت بروقا لا تَخون رعودَها

ألقت يد استسلامها عن ذلة

قد عفرت آنافها وخدودَها

فهناك ألفى طالِح لا صالِح

من كان من فئة البلاء عنيدَها

[87] إن السماء تطول كف مقصر

نذل قصير إن يَمد مديدها ()

فأتى فلاقى في الكبول جزاءه

فيصيخ يسمع في السجون نشيدَها

إن كان يألف أن يشم خلوقه

فليشمَمَن منها الغداة صديدَها

حيفا عظيما قد قطعتَ بصالِح

من أمة أضْحَى اللعين مَريدَها

لكن سيوف الحق تأمل أن تفي

بعهودها كيما تصون عهودَها

فتزور من ذاك العُتُلِّ غلاصما

فدعاء قد ضخمت تَقُّط وريدها ()

إن الشرار من البلاد جَميعها

تبقى متى ترجو لَها مصمودَها

فالحزم كل الْحزم في تطويقه

من بيض هاتيك السيوف حديدَها

بل مل إلى كل الشعاب وأهلها

فاملأ بِمن هُم مثله أخدودَها

هذي البلاد ولا أزيد لسيدي

علما بِها قد رازها وحدودَها ()

تبغي يدا عراكة كي تستر

د إلى السبيل رءوسها وعبيدَها

تركوا زمانا فاستنامَ جَماحهم

للعسف ينتقص القرى وعديدها

كل يرى أن لا أمارة فوقه

نسي الإمارة ربَّها وجنودها

حتى غدوا بين القبائل كالْمَلو

كِ زعامة تَعلي الحروب سدودَها

ولربما يتطاولون لرتبة

شَمَّاءَ أمّا غُودرِوا وصعودَها

فالرأي أن ترقى الجنود إليهمُ

ويد الصباح كما تَمد بنودَها

فتصول فيهم صولة هزازة

فتطير زيغ قلوبَهم وكنودَها

كيما يروا هذي الإمامة فيهمُ

حق اليقين ثباتَها وخلودَها

فالبربري فؤاده من جرحه

فاجرح فئات البغي تلق جحودَها

فهمُ أسود السلم لكن أن تدُر

حرب يكونوا في الشعاب قرودَها

* * *

يا خير من وخدت بِهم نوق إلى

نصر عظيم الفتح تقطع بيدَها

هذي قصيدة وأمق مودوده

في أن تنال نفوسكم مودودَها

كانت طليعة عقدة في أيْمني

لكم تولى ودكم معقودَها

قد كنت أسمع عنكمُ مذ نشأتي

ما يستحث من القلوب بريدها

وودت لو أحظى برؤية حضرة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير