تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن بين مَن تَخرجوا بابن مسعود: مُحمد الحضيجي، والحسين التَّالعِينتِي الأديبان الممتازان، وأمثالَهُما؛ كالطاهر السماهري، والْحَسن بن عبد الرحمن الإجراري، فهكذا أدى المحمدان ابن العربي وابن مسعود لِهذه الشعبة الأدبية التي يقودان زعامتها ما أديا، فكان لأعمال هذه الشعبة بِهما وبِمن يتقفاهما آثار تتأيد بِها النهضة الأدبية السوسية العامة.

هذا مُلخص ما قام به هذا الفريق، أمَّا المدرسة الجشتيمية والشعبة الأدبية التي كانت زعيمتها؛ فإنَّها أحظى من أختها انتشارا فقد رأس الأديب البارع أبو العباس الجشتيمي ولد أبي زيد هذا الفريق منذ حوالي (1269هـ)، وهي السنة التي توفي فيها والده أبو النهضة؛ ولذلك أنطنا توسعها به -كما ترى- فأصدر أدباء كبارا لَهم آثار خالدة؛ كالحاج الحسين الإفراني، والْحَاج ياسين الواسخيني، ومُحمد بن إبراهيم التامانارتي الإفراني وأمثالهم، ثُم رأيناهم وبعض من تَخرجوا من تلك المدرسة، يسيرون بِهذه النهضة إلى الأمام، فنبغ من بين تلاميذ الأستاذ مُحمد بن إبراهيم التامانارتي ثم الإفراني مُحمد بن عبد الله الإلغي مؤسس المدرسة الأدبية، فكان حظ ابن إبراهيم بسبب ما انتشر من تلميذه هذا أجلى وأعلى مِمَّا انتشر عن الوَسخيني، والْحَاج الحسين، والحاج داود، والْحَاج مُحمد اليزيدي الإيسي، وأحمد (أمزاركو) السندالي، فإننا لا نرى لِهؤلاء كبير أثر إلا ما كان من الأخير، فإنه ثقف الأديب أبا عمران الرسْمُوكي قاضي تارودانت، كما أن للحاج داود أثرا ظاهرا من وراء أعمال تلميذيه الصوابيين اللذين خرجا مثل ابن إسْحَاق أحد أدباء الكرسيفيين اليوم، [100] وإن كان النابغة العثماني هو أديب سوس حقّا على الإطلاق؛ وإلا ما كان من الأديب الحاج مُحمد اليزيدي، فإن له تأثيرا كبيرا، غير أن أعماله اندمجت بين أعمال تلاميذه الإلغيين، أمَّا مُحمد بن عبد الله الإلغي المثقف بابن إبراهيم التَّامَانارتي؛ فإنه أسعد حظّا من كل من ذكرناهم من الرجال الأدباء في هذا الفريق الجشتيمي وغيرهم، فإنه أسس مدرسة وأتاه فيها السعد، فكانت كأنَّما تأسست معهدا أدبيّا فقط، فأدت في عهد مؤسسها ثم في عهد خلفه أبي الحسن علي بن عبد الله، ما كان لِهذه النهضة كتاج مرصع فوق هامتها.

حقّا نالت المدرسة الإلغية في الاعتناء بالأدب وتَجديد الأسلوب والانتقاد العلني، وكثرة المدروسات الأدبية، وتعدد ما يَجعلونه كشرط أساسي لِمن أراد أن يتعالى إلى سَماوات الأدب، مَا لَم يلحق فيه غُبارها غيرها، ولا شاهد على ذلك إلا العيان لأعمال لا تزال بيننا مَحسوسة إلى الآن آثارها الباقية، والنهار لا يَحتاج إلى دليل، فقد اعتنت بالأدب وتنوعت في التثقيف حتى اهتدت إلى الثقافة الأندلسية، فاتخذتها محورا خاصّا لأدبها؛ فلذلك يَجعل (نفح الطيب) هجيري كل متأدب إلغي، حتى أن منهم من يكاد يَحفظ غالب كل مُختاراته، وأمَّا استحضار الطرف من مُحتوياته من القصائد والرسائل والتراجم والنوادر والطرف الأدبية؛ فهو عند أكابرهم؛ كالحديث عند البخاري وابن معين، وليس على من يرتاب في هذا، ويُحمل هذا الحكم على الغلو إلا أن يلاقي أستاذينا: مولاي عبد الرحمن (البوزاكارتي) ()، ومُحمد بن الطاهر، وصاحبنا أحمد اليزيدي، ومُحمد الحامدي وأمثالهم، فإنَّهم لا يزالون يرزقون إلى الآن ().

خرجت المدرسة الإلغية كثيرين ينيفون على المائة، يندر فيهم من لَم يرم بسهم في الأدب، فضلا عن مَحبته وقدر قدره، فالشاعر الإفراني وأحمد بن صالِح (التَّانكرتي)، وأبو القاسم (التَّاجَارمُونتِي)، والطاهر، والبشير الناصريان، وابن الحسين بوكرع البعمراني، وأحمد بن سعيد الأجْمَاري، والْهَاشم القاضي الأقاوي، وإدريس (التَّاغاجِّيجتي)، ومُحمد، والطاهر، والْحَسن، والمدني الإلغيون، وشيخنا عبد الله بن مُحمد الصالِحي، وعلي بن صالِح الأفقيري، ومولاي عبد الرحمن (البوزاكارني)، وأحمد اليزيدي، ومُحمد بن الْحَاج (التُّوزونتِي)، ومُحمد الكثيري، [101] وإبراهيم (التَّازيلالتي) الرَّسْموكي، وعلي بن الطاهر الرسْمُوكي، ومُحمد بن علي التملي، وأحمد البنائي الأغثاني، ومُحمد (أوبَالوش) القاضي العبلاوي، وكثيرون أمثالَهم من الإلغيين وغيرهم مِمَّن درجوا، ومِمن لا يزالون أحياء، وكلهم مِمن مر بتلك المدرسة، وتشبع بروح أدبية فائقة، وغالبهم جيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير