هذه هي المدرسة التي قلنا أنَّها البكر الأولى في هذه المدارس، وناهيك بِمدرسة مر بِها عبد الله بن ياسين بطل اللمتونيين، وهو مولود في تامانارت، ويذكر له نسب بين السملاليين، ولا ندري مقدار ما لذلك من صحة، كانت هذه المدرسة من القرن الْخَامس تؤدي مهمتها بين مد وجزر فحينا تكون للفنون، وحينا للقراءات السبع، فممن مر بِها من القُراء الأستاذ أحمد أتجَّار البعمراني المتوفى (1286هـ) وهو الذي أصل فيها الملازمة لتعليم القرآن حتى غلب تعليم الفنون، وإن حرص من جاءوا بعده على جعلها مدرسة علمية كما كانت.
2 - مدرسة الكرسيفيين:
كان هؤلاء من أسرة علمية عربية، كانوا أولا يقطنون في قرية تُوغزيفْت من سَملالة، ثُم انتقل بعضهم إلى أجرْسِيف في قبيلة أمانوز، فهناك فرعوا وعلموا وألفوا في القرن السابع عسر أبي يَحيى المتوفى (685هـ)، ويُقال: إن مقبرتَهم تَضُم جناحا خاصّا بالنساء الحافظات للمدونة في ذلك العصر الذي كانت فيه المدونة هي الكتاب الوحيد في الفقه الإسلامي يقرؤه كل من دب ودرج والأسرة زاخرة بالعلماء في كل ناحية بسوس إلى الآن، وقد ذكرنا منهم زهاء مائة في بعض مَجموعاتنا الْمَخصوصة للرجال ().
[156] 3 - مدرسة آزاريِف:
يذكر أنَّها تأسست في القرن الثامن، وإن كنا لا نقف على آثارها إلا من القرن التاسع عهد علماء تِيلجَات، ثُم تتابعت فيها حلقات مذهبة خصوصا في عهد سيدي مَحمد -فتحا- بن يَحيى وأولاده في القرن الثاني عشر، ولَم يزل العلم يتسلسل في تلك الأسرة إلى الآن () والمدرسة في آيت حامد.
4 - مدرسة تانْكرت:
ربَّما كانت مؤسسة قبل الأستاذ سيدي مُحمد أباراغ الحي سنة (856هـ) يدرس فيها، لكننا لا نعرفها إذ ذاك إلا بِهذا الأستاذ، ثُم تتابعت فيها الدراسة إلى الآن، وهي اليوم في يد شيخنا سيدي الطاهر بن مُحمد الأديب الكبير، وأولاده النجباء الأعلام في وادي إفران، المسمى: وادي الأدباء.
5 - مدرسة آقا:
كان العلامة محمد بن مبارك -المشير إلى الأسرة السعدية بأنها تليق أن تتولى إمارة المغرب في أول القرن العاشر- قيوما على التدريس والتعليم والإرشاد هناك، وقد توفي في نَحو عام (920هـ)، ثم جاء حفيده عبد الله بن مبارك فتابعه في مهمته إلى أن توفي صدر القرن الحادي عشر، ثُم لَم تزل آثار التدريس هناك كباقايا هذه المدرسة إلى أن انقرض ذلك بعد صدر هذا القرن.
6 - مدرسة تامانارت:
ناهيك بِها مدرسة كان سيدي مُحمد بن إبراهيم الشيخ مدرسها هو وأولاده وأحفاده، ثُم كان أمثال عبد الله بن يعقوب السملالي أحد تلاميذها، وقد بارك الله في هذه المدرسة وفي أحفاد مؤسسها، فبعد أن أقاموا ما أقاموا في تامانارت انتقلوا بِمدرستهم إلى تَانْكرت بإفران حيث لا يزالون يقومون بالواجب إلى الآن.
[157] 7 - مدرسة سيدي الحسن بن عثمان التملي:
يرى الزائر لتيوت في ضواحي تارودانت بويتا في وسط المقبرة، وهناك مثوى هذا الإمام تلميذ الونشريسي وابن غازي، فقد نشر العلم هناك بعد ما غادر مسقط رأسه في أسجَّاور في أَمْلن، فأخذ عنه مَحمد الشيخ السعدي، وسيدي مَحمد بن إبراهيم الشيخ التمانارتي.
8 - مدرسة تَازْموت:
إذا كان الإمام ابن العربي مدفونا في مقبرة المظفر () أمام باب مَحروق بفاس؛ فإن هناك بسوس من أحفاد له مَن أحيوا تراثه، فقد كان سعيد أَكرَّامُوا- المتوفى عام (882هـ) - وأولاده قائمين بِهذه المدرسة في سملالة، رافعين نسبهم إذ ذاك إلى هذا الإمام ()، وكان عهدهم لا يزال قريبا، ثُم لَم يكفهم أن درسوا وأرشدوا، فشفعوا ذلك بالتآليف المعلومة، ثُم لَمَّا فترت هِممهم في الأحفاد؛ قيض الله لتَازموت ما ستراه بعد.
9 - مدرسة آل عمرو:
في بعقيلة أسر علمية، أقدمها أسرة آل عمرو التي عرفت العلم ونشرته في مدرستها من أول القرن العاشر، ثم كان منها عبد الرحمن الجرادي وغيره، ثُم تسلسل فيها مدرسون إلى الآن.
10 - مدرسة تَاغَاتِين:
كانت الأسرة التاغاتينية قائمة بالتدريس في مدرستهم الخاصة، ثُم لَمَّا هدمت بالْحُروب بينهم احتلوا مدرسة المولود برسْموكة حيث قريتهم، وناهيك بأسرة فيها الإمام أحمد بن سليمان الرسْموكي نزيل مراكش المتوفى عام (1133هـ)، كما فيها الأديب داود أحد أدباء جزولة الأعلين اليوم.
11 - مدرسة أدوز:
¥