كان الشيخ عبد الله بن يعقوب المتوفى عام (1052هـ) أمضى أيامه في تَازْموت بعد أن خلت من الكراميين، ثم تبعه أولاده فيها، ثُم أوى أحفاده [158] إبراهيم المتوفى عام (1160هـ)، ومَحمد بن مَحمد إلى أدوز في القرن الثاني عشر، فاتَّخذاها مركزا علميّا، فاستحالت بِهما وبأحفادهِما بَحرا خِضَمّا مُتموجا بالعلوم خُصوصا في عهد سيدي العربي بن إبراهيم المتوفى عام (1286هـ)، عن مائتين من الطلبة في المدرسة، وابنه مَحمد بن العربي شيخ الْجَماعة المتوفى عام (1323هـ)، والمحفوظ بن عبد الرحمن المتوفى (1350هـ)، وقد بلغت أدوز مبلغا عظيما حتى لا تقرن معها مدرسة أخرى في الإتقان وقتَها، ولا تزال إلى الآن تؤدي ما أمكن من مهمتها، ففيها أخيرا الأستاذ أحمد بن مُحمد بن العربي، والأستاذ الكبير عيسى بن المحفوظ أحد مفاخر جزولة الآن.
12 - مدرسة الدغوغيين:
لِهؤلاء مَجد عظيم في باب العلم والصلاح، فقد كانوا في وجَّان وفي آيت جرَّار منائر التدريس في القرن العاشر، حتى قال بعض المؤرخين () في الْحَادي عشر أن مؤلفاتِهم امتلأت بِها الْخَزائن، وقد تَهدمت مدرستهم من قديم.
13 - مدرسة أسْرير:
كانت أسرة أبناء مُحمد بن عمرو عالِمة مدرسة ما شاء الله في القرن التاسع ثُم العاشر، فملئوا تلك الناحية علوما، ثُم لَم يأت الْحَادي عشر حتى ذوي نبتهم وغيض ماؤهم، والدوام لله وحده.
14 - مدرسة سيدي علي بن أحْمَد الرَّسْموكي:
هذه المدرسة في أَفْلاأوحْنس، وكانت تذكر من القرن الحادي عشر، وقد كان يأخذ فيها الأستاذ عبد العزيز أستاذ اليوسي الذي ذكره في فهرسته وأثنى عليه وعلى رجولته، وقد تسلسلت الدراسة في أحفاد علي بن أحمد إلى الآن في هذه المدرسة.
[159] 15 - مدرسة دُودرَار:
في رَسْموكة وهي ميدان علماء الْمَحجوبيين وبعض علماء أدوز، ولَم تنقطع فيها الدراسة الجدية إلا بعد صدر هذا القرن، وَمِمَّن ألم بِها العلامة علي بن الطاهر مَفخرة العلوم العربية اليوم، وهي أخت مدرسة المولود هناك في العمارة.
16 - مدرسة تَازَارْوَالت:
أسست في عهد الشيخ سيدي أحْمَد بن موسى، فقد قرأنا في أخبار من حواليه من الفقهاء أنه كان يدرس فيها، ولَم تزل كذلك إلى العهود الأخيرة، وكم جهبذ درس فيها، وكم مرة زخرت بالطلبة، فحينا بطلبة العلوم، وحينا بالقراءات كعهد مُحمد بن إبراهيم أعْجلي، ومُحمد بن علي الفَرْجلائِي.
17 - إيليغ القديمة:
كانت إيليغ عاصمة لدويلة أولاد الشيخ سيدي أحمد بن موسى، فقامت فيها الدراسة بالعباسيين وغيرهم، ثُم لَمَّا هدمت عام (1081هـ)؛ هدمت أيضا فيها الدراسة إلا قليلا من بعض علماء في حضرات رؤساء إيليغ الجديدة.
18 - المدرسة الويسَعْدنِيَّة السكتانية:
كان الشيخ سيدي مَحمد -فتحا- بن وِيسَعْدن من أكابر رجالات سوس في القرن العاشر، كما كان شيخا من شيوخ التصوف وكان من المدرسين، وكان يؤوي إليه المساكين فيطعمهم في زاويته ويكسوهم ويعلمهم، وقد بلغ طلبته -فيما يروى- سبعمائة طالب، وناهيك برجل أوى الملك محمد المسلوخ إلى ظله يوم زحزحه عمه المتوكل السعدي عن العرش، وقد بقي العلم في المدرسة بين مد وزجر إلى الآن، يدرس هناك العلماء الذين يشارطون منذ انقرض العلم من أحفاد الشيخ المذكور المتوفى أواخر القرن العاشر.
19 - المدرسة البَرْحِيليَّة:
تقع هذه المدرسة بقرية أولاد بَرْحِيل من قبيلة المنابَهة بضاحية [160] تارودانت، وفيها أمضى العلامة الأصولي حسين الشوشاوي حياته، وهو صاحب المؤلفات المفيدة في الأصول والتفسير والقراءات والطب، وقد توفي أواخر القرن التاسع، وقد كان داود التُونلي التِّيملي مِمَّن تَخرج به هناك، ثُم تتابعت الدراسة في المدرسة فمر فيها العلامة عبد الله الطاطائي من أهل أوائل القرن الثالث عشر، ولا تزال قائِمة بين مد وجزر في التعليم إلى أن ضعفت أخيرا.
20 - المدرسة التاهَالِيَّة:
من قبيلة أَمْلن، كانت معهد التدريس بأيدي علماء من أسرة اضمحلت قديما، ولا تزال هناك قبورهم كما لا تزال أحاديثهم في النوادي ()، ثُم بنيت المدرسة هذه الموجودة الآن على يد العلامة سيدي عبد الله بن إبراهيم اليوفْتَارْجائي الشهير المتوفى عام (1314هـ)، فندب إلى عمارتِها العلامة سيدي علي الأسْكَاري المتوفى في نَحو (1332هـ) فزخرت به الدراسة.
21 - مدرسة الْجَامع الكبير بتارودانت:
¥