تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نسبة إلى قرية أزَارِيف، حيث المدرسة التي يُقال أنَّها تأسست في القرن الثامن فيما يقال، وقد كان الشيخ سيدي مُحمد بن يَحيى المتوفى عام (1164هـ) أحد الأولين من فطاحل علماء أزاريف هو وأولاده، فزخرت بِهم الخزانة، ثُم هلم جرّا إلى أن صارت في يد الفقيه الْحَسن بن مَحمد بن الحسين، وقد زرت الْخزانة وبقيت نَحو ثلاثة أيام، ولا شغل لي إلا أن يؤتى لي بأكداس من الكتب الخطية، فأمر عليها عيني، وقد رأيتُ منها نوادر ()، ومثل هذا وقع لي في خزانة الْخَال سيدي أحمد بن مَحمد الأدوزي، وقد مر ذكر هذه الخزانة بين خزائن الأدوزيين، وفي أزاريف خزانة أخرى لَم أرها؛ لأن صاحبها لَم يحضر، وذكر لي أنها كذلك كبيرة.

[173] 17 - الأسغاركيسية:

نسبة إلى قرية أسْغَاركِيس في جبال هشتوكة، وقد كان مؤسس الْخَزانة الرَّجُل الصالِح سيدي (أيبورك) بن حسين المتوفى عام (983هـ)، ثُم طفحت الأسرة بالعلماء إلى الآن، فطفحت خزانتهم، وقد قيل لي أن بعضها لا يزال مصونا ولَم أرها إلى الآن.

18 - التيدسية:

نسبة إلى تِيدسِي من قرى قبيلة سندالة، في أرباض تارودانت، مر فيها علم كثير منذ أوائل القرن العاشر، وهلم جرا، ولَم ينقرض هناك العلم إلا منذ سنوات قليلة، وقد زرت الْخزانة سنة (1377هـ)، ورأيت بعضها من الكتب التي أخرجت إلينا متصفحا، فرأيت منها كتبا كانت تعد من النوادر الغريبة لولا طبع بعضها، ولا تزال مصونة وقد قيل لي: إنّها تقارب ألف دفتر.

19 - التاكاركوستية:

نسبة إلى تَاجَارْجوست قرية من قبيلة سكتانة، بدائرة تاليوين، وكان المؤسسون لَها أولاد الشيخ سيدي مَحمد بن يعقوب التَّاتْلتي المتوفى عام (963هـ)، وقد زرت الْخزانة فرأيت غالبها كتب الحديث واللغة والتفسير ()، بينها كتب عالية المنزع، وكل ما رأيت كان في ملك سيدي مَحمد بن إبراهيم اليعقوبي المتوفى عام (1134هـ)، وقد وجدت ما وجدت من الخزانة ونوادرها مكدسا في بيوت يكف عليه السقف، وكأن وكف السقف كان دموعا حارة على كنْز ضاع بين الْجُهَّال، ثُم لا أخال الْخزانة تبقى إلى الآن؛ لأن الأيدي الْجاهلة لا تعرف من الضنانة إلا أن تتركها للأرضة ولوكف السقوف.

20 - التاتلتية:

نسبة إلى قرية تَاتْلت التابعة لِمركز تَالِيوين حيث مشهد الشيخ سيدي محمد بن يعقوب، بت هناك ليلة، ولكن لَم يتيسر لي أن أرى الْخزانة، [174] وقد حكى لي أن فيها أزيد من ألف كتاب، ولَم ر منها إلا كتاب (العاقبة) لعبد الحق الإشبيلي.

21 - الْهنائية:

تأسست منذ أواخر القرن الثاني عشر على يد جد آل حسين، ثُم صارت تزداد على أيدي العلماء من أولاده وأحفاده، إلى أن زخرت بأنواع الكتب، وآخر من حافظ عليها الفقيه سيدي إبراهيم بن مُحمد، ولَم يتيسر لنا أن نراها.

22 - التِّغْرغرتِيَّة:

كان المحدث سيدي عبد الرحيم متوجها للعلوم وجمع كل الكتب الممكنة له، فتأتى له أن يَجمع خزانة ذكرت لنا، وهي الآن في يد حفيده عثمان فقيه الأسرة، هي كلها أو بعضها.

23 - الوَحْمانِيَّة:

كانت للأسرة الوَحْمَانِيَّة هِمَّة علمية، فصارت تَجمع من الكتب ما في وسعها حتى وصلت يد القاضي الْحَاج إسْمَاعيل السكتاني الأديب الكبير، فأضاف إلى الكتب القديمة الكتب الجديدة، فصارت أفضل خزانة، وقد رأيت بعضها في داره بسكتانة، وذكر أن أكثر مِمَّا رأيت لا يزال في دار له أخرى.

*

هذه هي الخزائن التي أظن أنَّها متنوعة، وأنَّها من جهة كونِها قديمة أو شبه قديمة، تستحق الذكر، وأمَّا خزائن الأفراد؛ فمعلوم أن لكل عالِم من علماء تلك الجهة خزانة خاصة، بل قد يكون تَحت يد فرد من هؤلاء من الكتب ما قد يفوق ما في بعض تلك الخزائن؛ كخزانة سيدي أحمد الفقيه في قرية إيليغ في الفائجة فقد رأيت فيها بعض النوادر، وكالتي للقاضي سيدي موسى الروداني، وللأستاذ سيدي مَحمد الكثيري التملي، بل في تزنيت بقايا الْخزانة التي حبسها الطيفوريون على الْمَسجد الْجَامع بِهذه المدينة، وفي المدرسة الأدوزية كذلك بقايا من يد سيدة كرسيفة محبسة من كتب علماء أهلها، كما [175] في أجرسيف بقايا خزانة أجدادهم، على أنني لَم أحاول الاستقصاء لأمثال هذه الْخَزائن، وإلا لَما أغفلت مثل خزانة آل الأعمش من مدينة تندوف إلا أنني أخاف أن تكون ضاعت بعد ما وقع لتندوف ما وقع، كما ضاعت الخزانة المالعينية العظيمة في تلك المعارك التي سخا فيها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير